الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور الهامة والتي تحتاج إلى العديد من الشروط والمهارات في الدين الإسلامي، كما يجب أن يتم الأمر بشكل متماشي مع الشرع وما أنزله الله عز وجعل لعباده، ولا يجب أن يتم الأمر بشكل مزدوج بين العاطفة والفكر والسلوك، فيمكن القول بأن الأمر لا يتم إلا عندنا يكون خالص لوجه الله عز وجل، ومن أجل توحيده وهو الأمر التي تمت الإشارة إليه من قبل كافة الرسل والأنبياء والقيم والمفاهيم الإسلامية، ولذا فمن خلال موقع مخزن سنحاول تسليط الضوء على العديد من مصادر النهي عن المنكر والشروط اللازمة للأمر عبر الفقرات التالية.
يمكننا القول بأن أهم مصدر من مصادر النهي عن المنكر هو الإنكار بالقلب، وتعتبر هذه الدرجة من الإنكار هي أضعف الدرجات الممكن الإنكار بها في الأمور المخالفة للشرع، وإنكار المنكر بالقلب يعني أن الإنسان يشعر بالبغض ضد المنكر ويكرهه ويتمنى لو يستطيع تغييره بشتى الطرق الممكنة.
فإنكار المنكر بالقلب دليل على صدق النية بالإنكار والحزن الذي يتخلل إلى قلب العبد بسبب عجزه عن تغيير الأمر.
في هذه الحالة لابد من أن يدعو الإنسان الله عز وجل على تغيير الأمور وأن يستعمله ويعينه على تغييره.
كما أن الفرد مسلم بحاجة إلى الابتعاد عن المنكر ومفارقته إذا لم يتمكن من تغييره، لا أن يكتفي بالإنكار بالقلب فحسب.
أما عن الحكم الخاص بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واحد من الشعائر العظيمة في الإسلام ويعتبر من فروض الكفاية بأشكاله الثلاثة سواء كان باليد أو اللسان أو القلب.
يتم الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر حسب القدرة واستطاعة الإنسان.
من شروط النهي عن المنكر
يقول صلى الله عليه وسلم: (مَن رَأى مِنكم مُنكَرًا فليُغيِّرْه بيَدِه، فإنْ لم يَستَطِعْ فبلِسانِه، فإنْ لم يَستَطِعْ فبقَلبِه، وذلك أضعَفُ الإيمان)، وفقًا لهذا الحديث فإن النهي عن المنكر يحمل عدة أشكال أولها الإنكار باليد ثم اللسان وإذا لم يتمكن الإنسان بأي واحد من هذه الأمور فينكر الأمر بقلبه وهو أضعف أشكال الإنكار، أما عن شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتتمثل فيما يلي:
يجب على الفرد الذي ينهي عن المنكر أو يأمر بالمعروف أن يكوم ملم وعارف بالأمر.
أن يكون الشخص الذي يرتكب الأمور المنكرة مصرًا على المنكر الذي يقوم به، فإذا وقع شخص ما بمنكر ثم ندم على الأمر وقام بالتوبة فلا يجب نهيه عن المنكر أو ذكر الأمر أمامه دون داعي.
من ضمن الشروط الخاصة بالنهي عن المنكر أيضًا ألا ينال الفرد الذي ينهى عن المنكر أو يأمر بالمعروف أي أذى بسبب نهيه عن المنكر.
إذا ألم الفرد بأن الشخص الذي ينهاه عن المنكر لا يستجيب إلى الأمر فهنا سقط عنه وجوب النهي.
ما هو المعروف
يمكن أن نعرف المعروف في اللغة العربية على أنه كل ما يستحسن من الأعمال والأفعال المتنوعة، وهو كل ما تطمئن له النفس من الخير، وهذا هو جاء من لسان العرب، أما المنكر فيمكن تعرفيه بأنه كل أمر قبيح تنفر منه النفس ويحرمه الشرع.
أما ما جاء في معجم ألفاظ القرآن فيمكن تعريف المعروف بأنه هو كل أمر يقتنع به العقل والشرع أما المنكر فهو ما ينكرانه وينفران منه.
كما يشير الفضل بن الحسن الطبرسي المعنى الخاص بالمعروف بشكل مختصر بأنه الطاعة، كما أشار إلى المنكر بأنه المعصية.
مما سبق فيمكننا القول بأن إنكار المنكر أو الأمر بالمعروف هما أحد الفروض العقيدية التي تسمح بأن تتحول عقيدة المسلم إلى سلوك وطبع يسير به بحياته اليومية، وهو من الأمور الفطرية التي يخلق بها الإنسان.
بإتمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمعات يصبح حياة الإنسان سوية، وتصبح التصرفات جميعها مائلة للخير وكارهة للشر وما يفسد المجتمع والطبيعة البشرية.
بتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمعات أيضًا سنضمن الصلاح في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعديد من الأمور الأخرى.
من الممكن القول بأن الأمر بالمعروف هو شكل من أشكال الصدقات، كما أنه واحد من الأمور التي يكفر الإنسان بها الذنوب وهذا بسبب العديد من الفتن التي يمكن تجنب حدوثها بين الأهالي والأصدقاء بسبب إنكار منكر أو أمر بالمعروف.
أمثلة على المعروف
هناك العديد من الأمور التي يمكن اعتبارها معروفًا بمجرد القيام بها واستحضار النية في أن إتمامها في العلن ابتغاءً لمرضاة الله عز وجل، وأن تكون رسالة ليقوم بها الأفراد الآخرين.
من ضمن هذه الأمور صلاة الجماعة بشكل دائم في المسجد للرجال بشكل خاص.
يمكننا اعتبار صلة الرحم من أمثلة المعروف أيضًا.
يعتبر من المعروف المتعارف عليه هو صيام التطوع بشكل مستمر، والاستمرار في الصدقات وزيارة المريض والأصدقاء، بجانب قضاء حوائج الناس.
كما أن نصح صديق لك بطريقة لينة سهلة ومحاولة إبعاده عن المعاصي أو أي منكر يقوم به هو نوع من أنواع الأمر بالمعروف.
كثر ذكر الله عز وجل، وكثرة التحميد والتسبيح والتكبير والتحميد، بجانب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقراءة القرآن الكريم والحفاظ على قيام الليل.
آيات الأمر والنهي في القرآن
آيات الأمر والنهي في القرآن
هناك العديد من الأدلة القرآنية التي تدل على أمر النهي، وخاطب الله عز وجل في هذه الآيات المؤمنين جميعهم، فيمكننا القول بأن المؤمنين هم المسؤولون عن تعيين أمة منهم تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المكر دائمًا وأبدًا، وهذا ما وضحته بشكل الآية الكريمة رقم 104 بسورة آل عمران كما يلي:
أشار علماء الدين في هذه الآية إلى أن استخدام لفظ ولتكن يدل على أنه أمر لجميع المسلمين، وأشار الفقهاء أن ظاهر الأمر هو الإيجاب، ومن جهة أخرى يمكن القول بأن الفلاح والوصول إلى أعالي الجنان هو المقصود من الأمر.
الأدلة من السنة النبوية على الأمر بالمعروف
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على كل مسلم صدقة. قال أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق. قال أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير. قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال يمسك عن الشر فإنه له صدقة).
من هذا الحديث يمكننا الإشارة إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوع من أنواع الصداقات التي يتمكن بها الإنسان من تكفير ذنوبه.
يسقط أمر الصدقة والأمر بالمعروف عن الإنسان إذا لم يتمكن من القيام بهم بصلاته لركعتي الضحى بعد شروق الشمس.
بهذا المنطلق نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد أن وضحنا العديد من مصادر النهي عن المنكر ، والإشارة إلى شروط النهي عن المنكر في الإسلام بجانب الإلمام مفهوم المعروف والأمثلة الدالة عليه، وفي النهاية قمنا بتأكيد الحديث الخاص بنا بأدلة من القرآن الكريم عبر الفقرات السابقة.
يمكنكم الاطلاع على المزيد من الموضوعات المتنوعة عبر موقع مخزن من هنا:
