مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

حكم التصديق بوعد الله

بواسطة: نشر في: 8 يناير، 2022
مخزن

واحد من ضمن الأحكام الشرعية التي يجب بيانها وتوضيح المقصود منها هو حكم التصديق بوعد الله ، فقد وعد الله عز وجل الأم جميعها باليوم الآخر والحساب على أفعاله خيرها وشرها بعدل ومساواة، والأدلة على هذا الأمر متعددة سواء بآيات القرآن الكريم أو السنة النوبية الشريفة، ومن خلال التصديق بوعد الله عز وجل نتبين الكثير من الأمور سواء جزاء العاصين والكافرين أو جزاء المتقين والمؤمنين، وعبر موقع مخزن سنوضح كل ما يخص التصديق بوعد الله عز وجل وحكم الإيمان به أو إنكاره عبر الفقرات التالية.

حكم التصديق بوعد الله

يقول تعالى في سورة الذاريات بالآية الخامسة والسادية: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ(6))، وفي هذه الآية تصريح واضح بوقوع وعد الله عز وجل، فيقول تعالى في الآيات السابقة بأن ما توعدون به أيها البشر من قيام للساعة وبعث مرة أخرى وبدأ في الحساب هو أمر واقع لا مفر منه، ومن هذه الآيات نستنبط حكم التصديق بوعد الله في النقاط التالية:

  • التصديق بوعد الله عز وجل فرض على كل مسلم بالغ قادر عاقل، فهو شامل لعدد من أركان الإيمان الأساسية وهي: الإيمان بالله عز وجل وباليوم الآخر، والإيمان بالغيب والقدر خيره وشره.
  • كان الهدف الأساسي من خلق الإنسان هو عبادة الله عز وجل بأكمل وجه وبأحسن حال، ومن هذا المنطلق يأتي التصديق بوعد الله تعالى والذي يشمل:
    • الإيمان بأن الفناء هو ما ستؤول إليه كافة المخلوقات.
    • الإيمان بالملائكة والكتب والرسل بالغيب دون رؤيتهم.
    • الإيمان بالعبث والخلود في الجنة بعد النجاة من الحساب، أو خلود الكافرين في النار.
    • الإيمان بالقدر السيئ منه والجيد.
  • أما إنكار وعد الله عز وجل وأي ركن من أركان الإيمان فيعتبر كفر بالله عز وجل، وتكذيب لما ورد في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • لذا فإن نكران وعد الله أو أي من أركان الإيمان هو أمر محرم ويعتبر من الكبائر المؤدية إلى الكفر والله تعالى أعلى أعلم.

الأدلة على صدق وعد الله عز وجل

بالرغم من أن المؤمن حقًا لا يحتاج إلى الأدلة من أجل الإيمان بكافة أمور الدين، وما عليه إلا السمع والطاعة، ولكن لابد من أن تكون الحجة واضحة وثابتة عند النقاش مع ضعيف الإيمان، أو عند دعوة أحد إلى دين الله عز وجل، ومن هذا المنطلق سنبين من خلال النقاط التالية الأدلة على صدق وعد الله عز وجل، وصدق نبوة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

  • أثبتت العديد من المعجزات في الزمن الماضي عن صدق الوعد والوعيد، وفي البداية علينا الإشارة إلى أن صدق وعد الله عز وجل تم إثباته  في القرآن الكريم بالعديد من الآيات وفي السنة النبوية الشريفة.
  • فقد أشاروا إلى أهمية الإيمان بالغيبيات من يوم آخر وبعث حساب وإيمان بالملائكة والكتب السموية والرسل جميعًا، بجانب الإيمان بالقدر، ومن ضمن تلك الآيات:
    • آيات سورة الطور من الآية الأولى وحتى الآية السابعة التي تقول: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ).
  • قد تحقق وعد الله عالى في الأزمان الماضية فكم من أمة قد هلكت بسبب ذنوبها، وتواجدت العديد من الآثار الدالة على عذابها كما جاء في القرآن الكريم وقراهم شاهدة على هذا، فمنهم: قوم عاد، قوم ثمود، قوم لوط، وغيرهم الكثيرين.
  • فيقول عز وجل في الآيات من السابعة والثلاثين وحتى التاسعة والثلاثين من سورة الفرقان عن عذاب قوم هود وصالح وقوم نوح بسبب ذنوبهم وعدم طاعتهم للرسول الذي أرسله لهم ربهم عز وجل:
    • (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا * وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا * وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا)
    • هناك العديد من الأدلة التي اكتشفاها العلماء وخاصة علماء الآثار على صحة هذه الآيات بالأماكن التي تواجدت بها الأقوام السابقة.
  • أما الأدلة التي أثبتت صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم هي أحاديثه عن كثير من الأشياء التي ستحدث بعد عصره صلى الله عليه وسلم، ومن ضمن هذه الأقاويل البركان الذي نشأ بالمدينة المنورة ووصلت إضاءته حتى بلاد الشام.
    • فيقول صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَخْرُجَ نارٌ مِن أرْضِ الحِجازِ تُضِيءُ أعْناقَ الإبِلِ ببُصْرَى.)

معنى الإيمان باليوم الآخر التصديق الجازم

اليوم الآخر هو يوم القيامة، ويوم الحساب، النهاية الأكيدة للحياة الدنيا وبدأ الحياة الآخرة ومن مقدماته حياة القبر أو حياة البرزخ، وهو التي تبد بمجرد خروج الروح من جسد الإنسان بمجرد موته ومفارقته للحياة، ومن مقدماته أيضًا علامات الساعة الصغرى والكبرى، وأطلق عليه الآخر لأنه اليوم الأخير الذي لا يوجد بعده أيام أخرى.

  • يبدأ حساب الناس جميعًا يوم القيامة المؤمنين والكافرين العاصين والعابدين، وبمجرد انتهاء الحساب يحشر البشر إلى مأواهم الأخير في دار الخلد إما بالجنة وإما بالنار كلاً حسب عمله.
  • يعد الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الأساسية ولا يؤمن العبد ولا يصح إيمانه إلا بإيمانه باليوم الآخر، ويجب أن يكون الإيمان به شاملًا كل أركانه وأحداثه بدايةً من علامات الساعة وحياة البرزخ وحتى لحظة الحساب ودخول الجنة أو النار.
  • العديد من الأدلة قرنت بين الإيمان بالله تعالى والإيمان باليوم الآخر، وأعظم الأدلة على هذا قوله تعالى في سورة البقرة بالآية 117 : (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ…).
  • من هذه الآية الكريمة والعديد من الآيات الأخرى التي تم ذكر الإيمان باليوم الآخر بها تأتي الإشارة إلى أهمية الإيمان به من أجل إتمام إيمان العبد والفوز بالجنة في نهاية المطاف.
  • لعل أهمية الإيمان بوعد الله ويوم القيامة تكمن في سير العبد في طريقه، فلولا الإيمان بيوم الحساب لفسدت الأرض ولقد سعى جميع البشر المؤمن منهم والكافر في الأرض الفساد.
  • كما أن وجود يوم للحساب هو أمر يشفي صدور الكثير من المؤمنين المظلومين في الحياة الدنيا، فعد الإلمام بوجود الآخرة ووجود مولى كريم عادل يقتص لعباده المؤمنين من الظالمين في الدنيا والآخرة أمرًا يعزز الإيمان في الصدور.
  • من المهم أن يؤمن العبد أيضًا بالحنة ونعيمها، والنار وعذابها.
  • هناك العديد من الأسماء التي تشير إلى اليوم الآخر منها: يوم الحساب، يوم الآزفة، يوم التغابن، يوم البعث، يوم التلاق، يوم التناد، يوم الجمع، يوم الحسرة، يوم الخلود، يوم الخروج، يوم القيامة.

علامات الساعة واقتراب يوم القيامة

امتلأت آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية الشريفة بالعديد من المواضع المتحدثة عن علامات وبداية اليوم الآخر، وباقتراب يوم القيامة تحدث العديد التغيرات، فهناك علامات قيامة صغرى وعلامات قيامة كبرى، وهو ما سنوضحه فيما يلي باختصار.

  • في البداية فإن هناك العديد من علامات الساعة الصغرى التي ظهرت بالفعل مثل: بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، انشقاق القمر، ووفاة النبي، نزول المطر من السماء دون أن ينبت الزرع، وانتهاء عصر الصحابة والعديد من العلامات الأخرى وتسمى صغرى لبعد الزمن التي تقع به عن الساعة.
  • هناك بعض العلامات المتوسطة للساعة والتي لا تنتمي إلى العلامات الكبرى ولا الصغرى، ومنها أن تلد الأمة ربتها، تطاول البنيان على يد الرعاة، خروج حوالي ثلاثين دجالًا مدعين النبوة.

علامات الساعة الكبرى

  • ظهور المهدي، وهو من سينشر العدل بين الناس، وسيقوم بالحكم بالدين الإسلامي والشريعة التي أنزلها الله عز وجل وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • ظهور المسيح الدجال، وهو رجل سيكون من بني آدم سيبدأ بتحويل الحق إلى باطل، وهو كاذب ضل، ويقال بأنه سيكون ممسوح العين سيرى المؤمنين على جبينه كلمة كافر ولن يؤمنوا به، وستكون فتنته خطيرة على ضعاف الإيمان.
  • نزول عيسى عليه السلام، ويقال أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية وبمساعدة المهدي سيهزمون المسيح الدجال.
  • بعدها سيخرج يأجوج ومأجوج منتشرين في الأرض يشربون مياها ويبدأ الناس بالهرب منهم والتحصن، ولا يبقى غيرهم في الأرض، ثم يرمون بسهامهم إلى السماء ليعيدها الله عليهم مليئة بالدماء ليفتنهم، وبعدها يسلط الله عليهم الدود في أعناقهم ليهلكوا به.
  • طلوع الشمس من مغربها.
  • ظهور الدابة، فيقول تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ).
  • بعدها تمتلئ الأرض بالدخان من المشرق وحتى المغرب لحوالي أربعين يومًا.
  • تحدث ثلاثة خسوفات أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: خسف بالمغرب، وواحد بالمشرق، وخسف بالجزيرة العربية.
  • آخر علامات الساعة الكبرى هي خروج النار، ويليها النفخ في الصور لتبدأ أهوال يوم القيامة.

أهوال يوم القيامة

  • أما عن أهوال القيامة نفسها فتتمثل في انشقاق السماء، واصطدام الكواكب، وتناثر النجوم، وتنهار الجبال وكأنها لم تكن، وتدمر كل أشكال الحياة.
  • تحدث كل هذه التغيرات في الكون بعد أن يأمر الله عز وجل إسرافيل بالنفخ في الصور.
  • دلت العديد من المواضع بالقرآن الكريم على أهوال يوم القيامة وما سيحدث به، من بعث من في القبور، وحشرهم ولحظات الحساب والجزاء وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، والمشي على الصراط المستقيم.

من هذا المنطلق نكون قد تمكنا من الوصول إلى نهاية موضوعنا بعد أن تعرفنا على حكم التصديق بوعد الله وعلمنا المقصود به، بجانب ذكر الأدلة القرآنية وعد الله عز وجز عبر الفقرات السابقة، وفي النهاية تمكنا من معرفة أهمية الإيمان بوعد الله عز وجل فهو خير دليل على إيمان العبد ويقينه بالدين عبر الفقرات السابقة.

يمكنكم الاطلاع على المزيد من الموضوعات المتنوعة عبر موقع مخزن من هنا:

حكم التصديق بوعد الله

جديد المواضيع