ابحث عن أي موضوع يهمك
لقد ذكر في القرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء، وهناك سور كثيرة في القرآن الكريم تحمل أسماء الأنبياء، وقصصهم التي تحمل الكثير من المعاني المهمة للمسلمين على مر الزمان، كما تم ذكر العديد من القيم المهمة من قصص الأنبياء في السنة النبوية والتي سوف نتحدث عنها من خلال هذا المقال ولكن يجب أن نتطرق في البداية إلى بعض التفاصيل المهمة.
قد أرسل الله -سبحانه وتعالى- الرسل لهداية العباد، وجعلهم يعبدونه -عز وجل- وحده دون اللجوء إلى الأصنام والأشياء الأخرى مثل عبادة النار، ولأن الله -سبحانه وتعالى- قد أكرم الإنسان بالعقل، وميزه عن بقية الكائنات الأخرى، ولأن لو ترك الله -عز وجل- الإنسان دون هداية لعاش عيشة ضنكاً وصعبة جداً، وسوف ينتشر الفساد في الأرض والعادات المنحرفة، ويصبح القوي يأكل حق الضعيف، لهذا قام الله -عز وجل- بإرسال الرسل للبشر للعمل على هدايتهم وتحريرهم من العبودية والإيمان بالله عز وجل وعدم عبادة الأصنام والنار وأحياناً عبادة الإنسان للإنسان أيضا مثل ما حدث مع فرعون.
ومن أسباب إرسال الرسل هو إصلاح البشر ونفوسهم، وتطهيرها، وإرشادهم إلى الأخلاق الحميدة كما قال الله سبحانه وتعالى:
﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة:2)
لصعوبة فهم الإنسان عن شريعة الله في الأرض وكيفية عبادته على الشكل الصحيح، وأيضا كيفية معرفة ما يحث عليه الله -سبحانه وتعالى- وما ينهى عنه، فكان لا بد من ضرورة إرسال الرسل في كل أمة لضرورة تأكيد وجود الله عز وجل والعمل على نشر توحيد عبادة الله -سبحانه وتعالى- في كل زمان،والدليل على ذلك قول الله عز وجل (رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ ومُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)(النساء:165)
سبب اختيار الله -سبحانه وتعالى- الرسل من البشر وليس من الملائكة أو أي من مخلوقاته الأخرى، هو لسهولة نقل كلمة الله -عز وجل- من البشر عكس بقية المخلوقات الأخرى، ولأن الرسل لهم طريقة سهلة في نقل كلام الله -سبحانه وتعالى- والعمل على نشره بين البشر وسهولة توجيههم للصواب والابتعاد عن الخطأ، وأيضا سبب إرسال الله عز وجل الرسل للبشر هو تمكن البشر لفهم بعضهم البعض ولأن لو كان الله قد بعث الملائكة بدلاً من الرسل لأدى إلى نفور البشر وخوفهم منهم.