الحكمة من الحلال والحرام في الأطعمة والأشربة تحث على ضرورة حفظ مقاصد الشريعة والمتمثلة في تعزيز صحة الإنسان وحمايته من المرض والضرر، فالأنواع التي أباحها الله فيها منفعة للبدن والروح على عكس التي حرمها ففيها مفسدة كبيرة، فعبر موقع مخزن سوف نسلط الضوء على توضيح هذه الحكمة وجميع المعلومات التي تدور حول هذا الموضوع.
إن الله – عز وجل- شرع ما فيه مصلحة للمسلمين، حيث أحل لهم الطيبات، وحرم عليهم الخبائث، كما جعل مصدر تحليل وتحريم الأطعمة والأشربة الوحي من كتاب الله تعالى إلى جانب سنة نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم-، وذلك لحكمة كبيرة قد يغفل عنها الإنسان ألا وهي الحفاظ على صحته وغيرها من الأمور، حيث ذكر الفقهاء وبالاستعانة بالأدلة الشرعية على أن الحكمة من إباحة وعدم جواز الأطعمة والأشربة تتمثل في الآتي:
حفظ العقل والمال والعرض
إن الحكمة الأساسية من تحريم بعض الأطعمة والأشربة هي حفظ العقل والمال والنفس.
فلقد نهى الإسلام عن كل ما يفسد ويذهب العقل كالخمر والمخدرات والمسكرات لأنها تتلفه بمرور الوقت.
كذلك نهى عن ضياع المال في غير الوجوه المشروعة أي في إنفاقه في شراء الخمور والمسكرات.
ومن الجدير بالذكر أنه أكد على أن فقدان الإنسان لعقله قد يعرضه للهلاك أو يجعله يقع في جرائم مختلفة كالزنا أو القتل، لذا فلقد كان في تحريم هذه المشروبات منفعة كبيرة تمثلت في عدم فقدان القدرة على التمييز بين الضار والنافع.
بالإضافة إلى الالتزام بضرورات الإسلام كتجنب تناول ما يُعطل نشاط العقل أو يضر الجسم أو يزيد من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض.
الحماية من الضرر الصحي
لقد حذر الله – عز وجل- من تناول الميتة من الحيوانات أي التي يحتبس الدم فيها.
وذلك لأنه في أكلها تعدى كبير للحدود وانتهاك أوامر الله ونواهية.
كما أن هناك منفعة كبيرة للعباد في الدنيا والآخرة في هذا الأمر سواء علم بها أم لم يعلم، فمن الممكن اختصارها في الوقاية من الضرر والحفاظ على الصحة العامة,
تعزيز الذوق السليم وتجنب المستقذرات
مما لا شك فيه أن السبب الحقيقي وراء تحريم بعض الأطعمة والأشربة هو الوقاية من الأمراض التي تنتج جراء تناولها ولكن هناك سبب آخر هام للغاية ألا وهو تعزيز الذوق السليم إلى جانب الابتعاد عن ما تستقذره الطباع السليمة مثل القمل والبصاق والمخاط والجعلان والروق وغيرها.
فلقد اتسمت الشريعة الإسلامية بالمرونة والصلاحية لكل مكان وزمان، حيث كشفت عن السر وراء ذلك وأكدت على أن الذوق السليم يبعث الاطمئنان في النفوس.
فعلى سبيل المثال تم تحريم أكل لحم الخنزير لكونه من اللحوم ذو المذاق السيئ ولسهولة إصابته بالطفيليات وانتقالها إلى الإنسان على الفور.
المحافظة على طبائع وخُلق الإنسان
دعا الإسلام أيضًا إلى تحريم تناول بعض الأطعمة والمشروبات رغبةً في الحفاظ على طبائع الإنسان وكذلك خلقه.
حيث إنه في تناولها إضرارًا به، وهو كما تأباه وتعافه النفس السوية وترفض تناوله لما فيه من إخلال بكل من طبع ومزاج الإنسان السوي الذي خلقه الله – سبحانه وتعالى-.
ويُمكن اعتبار لحوم السباع وجوارح الطير أفضل الأمثلة على ذلك.
سد طريق الشهوات
الابتعاد عن المأكولات الحرام يسد طريق الشهوات والتي وبلا شك تؤدي إلى الصد عن ذكر الله – عز وجل-.
بل في كثير من الأحيان تبعده عن أبواب الرحمة ونيل فضله وإحسانه إلى جانب إثارة البغضاء والشحناء وانتشار العداوة وقطع روابط المحبة والأخوة بين الناس.
إن الأطعمة المباحة في الشريعة الإسلامية هي التي لا تؤدي إلى تعرض الإنسان إلى أضرار صحية بالغة، حيث من الممكن اختصارها في الآتي:
جميع أنواع الحبوب والثمار.
الفواكه.
الحيوانات البرية والبحرية عدا المفترسة.
قال ابن القيم ” إنما حرم ما له ناب من السباع العادية بطبعها كالأسد، وأما الضبع؛ فإنما فيها أحد الوصفين، وهو كونها ذات ناب وليست من السباع العادية، والسبع إنما حرم لما فيه من القوة السبعية التي تورث للمغتذي بها شبها، ولا تعد الضبع من السباع العادية، لا لغة ولا عرفا…”.
الطيور عدا ما له مخلب.
قال عبد الله بن عباس ” نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ”.
المحرمات من الحيوانات
كل ما يمتلك ناب من السباع أي الحيوانات المفترسة كالذئب والفيل والأسد والكلب والخنزير والتمساح والقنفذ والقرد وغيرها.
الحيوانات المستخبثة كالحية والفأر.
كل ما يؤكل من الميتة والجيف.
الحيوانات الحمر الأهلية.
ما يُمكن أن يولد من غير مأكول أو مأكول مثل البغال.
سائر الذبائح إن تعرضت لحالة معينة جعلت تناولها حرام شرعًا كاحتباس الدم فيها ويُستثنى من ذلك الطحال والكبد.
الذبيحة التي لم يُذكر اسم الله عليها عند الذبح.
البهيمة التي ماتت بسبب الضرب المبرح أو قتلت بطريقة أخرى غير الذبح الشرعي.