لماذا حرم الله لحم الخنزير من الأسئلة التي سعى الفقهاء إلى إجابتها بشكل دقيق للمساعدة على تجنب أكل لحم هذا الحيوان وكذلك شحمه وغضروفه وغيرها، فعبر موقع مخزن سنشير إلى إجابة هذا السؤال كما سنوضح أضرار لحم الخنزير والمعلومات الأخرى المتعلقة بحكم أكله.
هناك العديد من الأسباب التي حرم الله – عز وجل- نتيجتها على المسلمين أكل لحم الخنزير، فمن أبرزها ما يلي:
وجوب الامتثال لأمر الله في تحريم لحم الخنزير
يكمن السبب الأساسي في تحريم لحم الخنزير في أن هذا الأمر بمثابة أمر إلهي لا بد من الامتثال به.
حيث إن الله – عز وجل- حرم على الإنسان كل ما هو خبيث، وأحل له الطيبات فقط.
فلا بد من التسليم والخضوع لأمره – تعالى-، والاعتقاد يقينًا بأن كل ما أمر به فيه منفعة للمؤمن سواء في الدنيا أو الآخرة.
الأضرار المعنوية في لحم الخنزير
من الأضرار المعنوية في أكل لحم الخنزير وكما قال بعض العلماء أنه يجعل من آكله من الديوثين غاليًا.
أي أن لحم الخنزير ينزع من الرجل غيرة الرجال، وذلك لأن هذا الحيوان له طباع مذمومة، كما فيه القذارة.
فضلًا عن ذلك فإنه لا يمتنع في نكاحه حتى عن أمه، ومن الأطعمة المحببة له هي النجاسات والجيف، فلا ينبغي أن يختار المسلم سوى الطيب في كل شيء ويتجنب هذا الحيوان الخبيث.
ثبوت نجاسة الخنزير
لقد اتفق كل من الحنابلة والشافعية والحنفية على أن الخنزير حيوان نجس بجميع أجزائه سواء كان لعابه أو لحمه أو عرقه أو غيره.
ولقد استدلوا على ذلك بقول الله تعالى (… أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ …) [الأنعام، 145].
ففي هذه الآية يعود الضمير على لحم الخنزير، ويُقصد بالرجس النجس الخبيث.
كما أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى قول أن النجاسة في جلده أيضًا حتى وإن دُبغ.
وكذلك تشمل النجاسة شعره والوعاء الذي لغى فيه، فلا يجوز للمسلمين اقتناؤه.
ومن الجدير بالذكر أنه لا يجوز بيع أو شراء الخنزير، ومن الدلالة على نجاسة الخنزير الحديث أيضًا الحديث الشريف الذي أمر فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم- بغسل الإناء بالماء عندما تم طبخ لحم الخنزير بيه للتخلص من النجاسات.
عن أبو ثعلبة الخشني “أنَّه سألَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: إنَّا نُجاوِرُ أهلَ الكِتابِ وهم يَطبُخونَ في قُدورِهمُ الخِنزيرَ ويَشرَبونَ في آنيَتِهمُ الخَمرَ. فقال رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنْ وَجَدتُم غَيرَها فكُلوا فيها واشرَبوا، وإنْ لم تَجِدوا غَيرَها فارْحَضوها بالماءِ، وكُلوا واشرَبوا”.
حكم أكل لحم الخنزير
إن الحكم الشائع بشأن أكل لحم الخنزير بأنه لا يجوز أكل لحم هذا الحيوان، كما يُحرم شحمه وغضروفه ومخه وجلده ولبنه وعظامه ودماغه وحشوته إلا في حالات الضرورة وكنا اتفق علماء الأمة الإسلامية، ولقد استدلوا على ذلك من:
يجوز للفرد أن يأكل من لحم الخنزير عند الضرورة، والضرورة هنا تحصل في حالة الخوف على النفس من الهلاك إذا لم يتناول شيئًا، علمًا بأنه يجب تناول مقدرًا بسيطًا للغاية بمقدار ما يمنع من التعرض للهلاك، ثم يعود إلى الحكم الأصلي ألا وهو تحريم أكل لحم الخنزير.
الجدير بالذكر أنه في حالة إن وجد الإنسان لحم كلب ولحم خنزير، ففي هذه الحالة يُفضل أكل لحم الكلب وترك لحم الخنزير كما ورد عن الحنابلة، حيث إن بعض العلماء قاموا بتحليل أكل لحم الكلب، وذكروا بأن المضطر عليه أن يأكل من شحم وكبد الخنزير أو كليته إذا توفر لأن لحم الخنزير فيه نص صريح على تحريمه، وذهب المالكية إلى القول بإن المضطر يأكل من الميتة عند الضرورة ويترك أكل لحم الخنزير إذا اضطر لذلك فقط.
أحكام أخرى متعلقة بالخنزير
من الأحكام الأخرى التي تناولت الشريعة الإسلامية الحديث عنها بشأن الخنزير ما يلي:
لا يجوز بيع الخنزير مطلقًا ولا بيع أي جزء من أجزائه سوءا كانت الخارجية أو الداخلية، كما لا يجوز بيعه إذا كان حيًا أو ميتًا لأن تحريم بيع الخنزير جاء بشكل عام وشمل جميع الحالات.
الخنزير حيوان نجس العين فهو من الحيوانات القذرة الخبيثة حيث لا يجوز استخدام جلده أو شعره أو حتى الانتفاع من الحليب الذي يخرج منه، كما لا ينبغي شرائه والاحتفاظ به أو الاعتناء به.
من غير الجائز الانتفاع بجلد الخنزير حتى عقب الدباغة لأنه يظل نجسًا، فالدباغة لا تؤدي إلى إزالة النجاسة من جلد الخنزير وكما يعتقد البعض.
إذا ولغ الخنزير في الماء أي شرب منه فإنه ينجسه، وهو الأمر الذي يتطلب التطهر من النجاسة من خلال غسل الإناء مرة واحدة أو بمقدار ما يحصل به زوال النجاسة، فالأساس في غسل نجاسة الخنزير هو زوالها حيث إنها متى زالت تحقق مقصود الطهارة.
لا يجوز استعمال أي شيء يتعلق بالخنزير للتداوي والشفاء من الأمراض، حيث لا يجب استخدامه في صنع الأدوية فهو خبيث ولقد نهى الرسول عن استخدام الدواء الخبيث.
عن أبو هريرة “نَهى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الدَّواءِ الخبيثِ”.
أضرار لحم الخنزير
تتمثل الأضرار الشائعة عن تناول لحم الخنزير على جسم الإنسان فيما يلي:
يحتوي لحم الخنزير على نسبة مرتفعة من الكوليسترول والتي تؤدي زيادته في الدم إلى الإصابة بتصلب الشرايين.
قد يتسبب لحم هذا الحيوان في الإصابة بسرطان الثدي أو القولون أو الدم أو البروستاتا أو المستقيم.
من الممكن أن يترتب على تناول لحم الخنزير الإصابة بالسمنة وأمراضها.
قد يتم التعرض للحكة والحساسية إلى جانب قرحة المعدة.
تنمو الدودة الشريطية في لحم الخنزير حيث إنها تتسبب في التهابات الرئة أو في الإصابة بالهستيريا وبالجنون في حالة إن نمت في الدماغ، كما وقد تؤدي إلى حدوث النوبات القلبية إن نمت في القلب.
هل لحم الخنزير يقتل الغيرة
لم يأتي في دليل تحريم أكل لحم الخنزير أنه يقتل الغيرة لدى الفرد، ولكن أهل العلم أشاروا إلى ذلك الأمر، حيث قال أبو حيان الأندلسي “أنّه يقلع الغيرة ويذهب بالأَنَفَة، فيتساهل الناس في هتك المحرم وإباحة الزنا، كما أن بعض العلماء قالوا إن الخنزير من طبعه قلة الغيرة، إذ من يأكل من لحمه من المتوقع أن سيتطبّع بنفس طباعه.
لماذا خلق الله الخنزير وهو محرم؟
لقد خلق الله – عز وجل- جميع الحيوانات وجعل فيها حكمة كما جعل الحكمة في خلق البشر، حيث إن الحكمة من خلق الخنزير تتمثل في مهمته في تنظيف القاذورات، ولقد قيل أيضًا أنه شاهد على عقاب الله – تعالى- لبعض الأمم الذين مسخهم إلى خنازير وقردة، فإن الله – سبحانه وتعالى- يخلق ما يشاء وهو وحده من يعلم الحكمة من ذلك.
