متى فرضت الزكاة ؟ سيدور مقالنا اليوم حول إجابة هذا السؤال فهو من الأسئلة الدينية الأكثر شغلًا لمحركات البحث من قِبل الكثير من المسلمين، والزكاة فريضة على كل مسلم فهي ركن من أركان الإسلام الخمس؛ فرضها المولى عز وجل على المسلمين لما فيها من فضائل، وهي ركيزة من ركائز ديننا الإسلامي ومن خلال سطورنا التالية في مخزن سنسلط الضوء على الزكاة وأحكامها وشروطها فتابعونا.
جـ/ فرض المولى عز وجل الزكاة على المسلمين لأول مرة في اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان في العام الثاني من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة.
حينها اجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم وخطب في المؤمنين وعرفهم على الزكاة وعلى مصارفها وأمرهم بتأديتها، والجدير بالذكر أن المولى عز وجل فرض على المسلمين نوعان من الزكاة وهما زكاة الفطر وزكاة المال.
المكان الذي فُصلت فيه الزكاة
س/ ما هو المكان الذي فصلت فيه الزكاة ؟
جـ/ فصلت الزكاة في المدينة المنورة في السنة الثانية من الهجرة.
الجدير بالذكر أن الزكاة التي فرضت في مكة المكرمة هي الزكاة المطلقة والمقصود بذلك أنها غير مقيدة أو مشروطة، أما الذكاة التي فُرضت في المدينة المنورة فهي الزكاة ذات المقادير والأنصبة الخاصة وقد كانت الزكاة من قبل التفصيل أشبه بالصدقة.
تعريف الزكاة
الزكاة هي مقدار معين من المال بنبغي أن يؤديه صاحب المال وفقًا لمقدار وقيمة معينة هذا المقدار يحدده الشرع والفقه تبعًا لمجموعة المعايير الواجب توافرها في الشخص لتجب عليه الزكاة، والجدير بالذكر أن الزكاة تنقسم إلى نوعان وهما:
زكاة المال: هي زكاة واجب تأديتها على من بلغت أموالهم مقدار النصاب المقرر للمال الذي حال عليه الحول، وذلك وفق ما ورد في آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [سورة المعارج: 24/25].
زكاة الفطر: زكاة الفطر واجبة على كل مسلم عند الفطر من رمضان، هذه الزكاة ينبغي إخراجها قبل صلاة العيد، فإذا تم إخراجها قبل الصلاة تُحسب زكاة أما إذا أخرجت بعد الصلاة فهي صدقة وليست زكاة، والجدير بالذكر أن طرق إخراج زكاة الفطر متعددة وذلك وفق ما ورد في السنة النبوية فعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {صَدَقةُ الفِطْرِ على كُلِّ مُسلِمٍ، صَغيرٍ أو كَبيرٍ، حُرٍّ أو عبدٍ، ذَكَرٍ أو أُنْثَى صاعٌ من تَمْرٍ، أو صاعٌ من شَعيرٍ}.
الزكاة في الإسلام
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي ركيزة من ركائز الإيمان فالإسلام مبني على خمس ركائز وهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، وخير دليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية الشريفة حيث قال صلى الله عليه وسلم: {بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا}.
الزكاة واجب على كل مسلك بالغ الشروط وهي من أحب الأعمال عند المولى عز وجل لما فيها من فضل وخير دليل على قيمة هذه العبادة أنها جاءت مقترنة بالصلاة في العديد من الآيات القرآنية من ضمنهم قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ). {سورة المزمل: 20).
وردت الكثير من الآيات القرآنية الداعية لأداء الزكاة كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [سورة المؤمنون: 4].
شروط وجوب الزكاة
أوجب المولى عز وجل الزكاة على المسلمين الذين تتوافر فيهم شروط الوجوب، هذه الشروط يمكنكم التعرف عليها بمتابعة سطورنا التالية:
الحرية:الزكاة واجبة على المسلم الحر وليست واجبة على العبد أو المكاتب، فملكيتهم على أموالهم تكون ناقصة، فمن شروط وجوب الزكاة أن يكون للشخص الحرية التامة في المال الذي يملكه، والمقصود بملكية المال هنا هو حرية التصرف فقط وليس الملكية التامة فالملكية التامة للأوال ترجع إلى المولى عز وجل ولولا ذلك ما قال تعالى في كتابه الحكيم: (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِير) [سورة الحديد: 7].
الإسلام:فالزكاة واجبة على المسلمين وليست واجبة على غير المسلم فهي ركن من أركان الإسلام.
النماء:أن يكون المال قابل للزيادة وألا يكون من الأموال الغير قابلة للنماء كالدين الميئوس من تحصيله، والمال الذي يستحيل استرجاعه، وخير دليل على أن النماء شرط من شروط الزكاة ما ورد في السنة النبوية فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسوم الله صلى الله عليه وسلم: {ليس على المُسلِمِ في عبدِه، ولا في فَرَسِه صَدَقة}.
حولان الحول:من شروط وجوب زكاة المال مرور سنة على امتلاك الفرد للمال، ولكن الزكاة المرتبطة بالأرض كالزراعة وغيرها لا تشترط مرور عام وإنما يتم إخراج الزكاة عند حصاد الأرض.
بلوغ النصاب:يجب أن يبلغ المال المملوك النصاب الشرعي وذلك يحدث حينما يبلغ المال المقدار الموجب للزكاة، والجدير بالذكر أن قيمة النصاب تختلف تبعًا لنوع الزكاة، فلكل نوع من أنواع الزكاة مقدار شرعي خاص بها.
زيادة المال عن الحاجة: ينبغي أن يكون الفرد ممتلكًا لأموال فائضة عن حاجته وحاجة أسرته لتجب عليها الزكاة، وخير دليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية فعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ابدأ بنفسِك فتصدق عليها فإن فضل شيءٌ فلأهلِك فإن فضل عن أهلِك شيءٌ لذوي قرابِتك فإن فضل شيءٌ عن ذي قرابِتك فهكذا وهكذا}.
غير مديون:الزكاة واجبة على الغير مديون والمديون لا تجب عليه الزكاة والسبب في ذلك أن الدَين يُنقص المال عن النصاب وبالتالي لا تجب الزكاة على هذا المال.
فضل الزكاة
للزكاة فضل عظيم على كل مسلم، وهي ركن أساسي من أركان الإسلام، فرضها الله تعالى على المسلمين لما فيها من أفضال، هذه الأفضال يمكنكم التعرف عليها تفصيلًا بمتابعة سطورنا التالية:
التصدق خير دليل على الإيمان ففيها يُنفق العبد أحب الأشياء إليه وهو المال، وفي الزكاة تزكية لأخلاق العبد.
هي صفة من صفات المسلم المستحق لرحمة المولى عز وجل وخير دليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية في قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة: 71].
الزكاة تفتح لصاحبها أبواب الرزق فهي تساعد على زيادة المال وتنميته وفيها تكفير للخطايا والذنوب.
هي صفة من صفات الأبرار وخير دليل على ذلك ما ورد في آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)) [سورة الذاريات].
أجر الزكاة مضاعف فقد تعهد المولى عز وجل بأن ينميها للعبد وخير دليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية الشريفة فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: {لا يَتَصَدَّقُ أحَدٌ بتَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ، إلَّا أخَذَها اللَّهُ بيَمِينِهِ، فيُرَبِّيها كما يُرَبِّي أحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، أوْ قَلُوصَهُ، حتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ، أوْ أعْظَمَ. في حَديثِ رَوْحٍ مِنَ الكَسْبِ الطَّيِّبِ فَيَضَعُها في حَقِّها. وفي حَديثِ سُلَيْمانَ فَيَضَعُها في مَوْضِعِها}.
في تقديم الزكاة تطهير للنفس وتزكية وتخليص من الأخلاق المذمومة وخير دليل على ذلك ما ورد في آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة التوبة: 103].
بها يبلغ العبد عن ربه منزله كبيرة في الدنيا والآخرة وينال أحسن الجزاء، وبها يُتم الفرد عباداته لاعتبارها ركن أساسي من أركان الإسلام.
تُزيل الزكاة من قلوب العباد الحقد والحسد والكراهية، وتخلق روح من الألفة بين الفقير والغني، وهي بذلك تحمي المجتمع من المفاسد.
قدمنا لكم إجابة تفصيلية لاستفسار متى فرضت الزكاة ؟ مستشهدين في ذلك بما ورد من أحكام شرعية سواء في السنة النبوية الشريفة أو في آيات القرآن الكريم وبهذا نصل وإياكم متابعينا إلى ختام مقالنا، نأمل أن نكون استطعنا أن نوفر لكم إجابة وافية لاستفساركم تغنيكم عن مواصلة البحث وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.