إن الشرع أحل للرجل الزواج مرة أخرى إن كان قادرًا على كفالة حقوق الزوجة الأولى بشكل كامل والمتمثلة في النفقة والمعاشرة الزوجية والمسكن والمساواة في المعاملة وغيرها، وإن كان هناك سببًا قويًا يجعله غير قادر على الاكتفاء بامرأة واحدة، فمتى يحق للرجل الزواج الثاني، وهذا ما سنسلط عليه الضوء ونوضحه في النقاط التالية:
إن كانت الزوجة تعاني من بعض المشكلات في الإنجاب، أو كانت عاقرًا، في حين أن الرجل كان يرغب في الإنجاب إلى جانب تكوين أسرة.
حاجة الزوج إلى ستر عورة امرأة مسلمة أرملة ورغبته في كفالة الأيتام، أو إلى ستر امرأة مطلقة ولديها أبناء أيضًا.
توفر مجموعة من الحالات المُلحة والتي تحتاج ممارسة الجنس مثل سفر الزوج إلى الخارج وذلك لمدة طويلة.
تعرض الزوجة إلى أحد الأمراض المزمنة والتي لا يمكن علاجها وتسبب هذا المرض في إعاقة قدرتها على تأدية الواجبات الزوجية.
امتناع الزوجة ونفورها باستمرار من العلاقة الحميمة دون وجود مبرر لذلك.
فقدان الزوج القدرة على الصبر والانتظار لمجامعة الزوجة إن كانت في فترة النفاس.
حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب
يقول الإمام ابن باز أنه في حال إن كانت الزوجة الأولى طيبة وليست مصابة بأي مرض وكانت قادرة على الإنجاب، فلا حرج أن يتزوج الرجل مرة أخرى إن كان قادرًا على تحقيق العدل بينهما، فلقد تزوج الصحابة اثنتين وثلاث وأربع زوجات بهدف عفة الفرج والنظر إلى جانب كثرة النسل، وكذلك تزوج رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عدة من النساء، فلقد جاء في قوله تعالى:
يجوز للرجل وكما جاء في القرآن الكريم أن يتزوج مثنى وكذلك ثلاث ورباع، ولكن هناك العديد الشروط التي أمرهم الله بأن يلتزم بها، وهي كالآتي:
عدم الزواج بأكثر من 4 نساء في نفس الوقت.
القدرة على الإنفاق بالعدل على جميع الزوجات، حيث لا ينبغي أن يقدم مطلقًا على الزوج إلا إذا كان يمتلك القدرة المادية الكافية والتي تمكنه من سداد تكاليف الزواج والإنفاق على زوجته، فمن المعروف أن النفقة أمرًا واجبًا طوال فترة الزواج كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:
عن عبد الله بن مسعود عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ”.
العدل في عدة أمور بين الزوجات مثل الإنفاق وحسن المعاشرة وكذلك المبيت، فإن كان الرجل غير قادرًا على العدل ففي هذه الحالة لا بد وأن يكتفي بزوجة واحدة، فلقد قال الله – تعالى- أن العدل لا يكمن في المحبة لأنها أمر فطري لا يمكن التحكم فيه بسهولة.
قال تعالى (… فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) [النساء، 3].
الحذر من الميل إلى أحد الزوجات وإهمال الأخرى أو تركها مثل المعلقة وعدم منحها كامل حقوقها الزوجية، كما جاء في قوله – تعالى-:
فقدان الزوج القدرة البدنية واللازمة للممارسة العلاقة الحميمة بالإضافة إلى إعفاف زوجاته.
إمكانية الزوج من حماية نفسه من الافتتان أو الانشغال عن مبادئ وأساسيات الدين من قِبل الزوجات، حيث إن هذا الأمر سوف يجعله مقصرًا في حقوق الله – عز وجل-.
عقوبة عدم العدل بين الزوجات
في حالة إن لم يتم استيفاء شروط تعدد الزوجات من قِبل الرجل والتي من أبرزها العدل بينهن، فإنه يعاقب في الآخرة أشد العقاب لأن الظلم يُصنف من ظلمات يوم القيامة، ولقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه لا ينبغي الميل كل الميل إلى أحد الزوجات وترك الأخرى، كما هو في الحديث الشريف الآتي:
عن أبي هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “من كان له امرأتانِ ، يميلُ لإحداهُما على الأُخرى ، جاء يومَ القيامةِ ، أحدُ شقيْهِ مائلٌ”.
هل يجوز دينيًا إخفاء الزواج الثاني
نعم، يجوز أن يخفي الرجل الزواج الثاني، ولكن وفقًا لعدة شروط وهي كالآتي:
الزواج خارج البلاد.
عدم وجود الزوجتين معًا في بلد واحدة، حيث إن كانت الزوجة الأولى موجودة مع الثانية لا بد وأن يخبرها بأمر زواجه.
ولكن ينبغي العلم بأن إخفاء الرجل على زوجته الزواج الثاني من الممكن أن يحدث عدة مشكلات وهي:
إحداث العداوة الكبيرة بين الأبناء.
إصابة الزوجة الثانية بالضرر.
تدهور الثقة المتبادلة بين الرجل والزوجة الأولى.
ظلم إحدى الزوجات على حساب الأخرى.
علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني
أشار خبراء العلاقات الاجتماعية والأسرية إلى أن هناك علامات يمكن من خلالها الاستدلال على رغبة الرجل في الزواج مرة أخرى، ولكنهم نبهوا على ضرورة عدم المبالغة في تحليلها تجنبًا لنشوب الخلافات الزوجية، فمن هذه العلامات ما يلي:
كثرة الحجج: عندما تكون هناك امرأة أخرى في حياة الرجل فإن الحجج تكثر لديه حيث قد يظل خارج المنزل لوقت طويل ويعلل الأمر إما بمرض أحد أصدقائه وذهابه إلى زيارته، أو بانشغاله بما وراءه من الأعمال الكثيرة وغيرها.
الإحساس بالقلق: شعور الرجل بالقلق الدائم دون وجود سبب مقنع يدل على إخفائه لأمر هام لا يريد أن تتطلع عليه زوجته، وقد يظهر ذلك في وضع كلمة سر على هاتفه، والخوف من تركه في يديها.
الانشغال بالهاتف دائمًا: استقبال العديد من الرسائل على هاتف الزوج وخوفه من قراءتها عندما يكون هناك أحد بجواره لا سيما الزوجة قد يكون علامة على وقوعه في حب امرأة أخرى.
الخروج دون زوجته: إن كان الزوج معتادًا للخروج مع الزوجة ثم فجأة فضل الخروج بمفرده وعدم اصطحاب زوجته معه مطلقًا فربما يكون لديه نية بالزوج الثاني.
الانتقاد: انتقاد الزوجة على أقل الأمور في شكلها أو لبسها أو الأمور المنزلية من قِبل الزوج يعد بمثابة تبرير لنفسه الحق في الزواج من امرأة أخرى.
اضطراب النوم: إن استيقظت الزوجة ولم تجد زوجها جوارها أكثر من مرة ووجدته يتحدث في الهاتف ويغلق المكالمة على الفور عند رؤيتها فقد يكون هناك امرأة أخرى يرغب الزواج بها.
كثرة اهتمامه بنفسه: اهتمام الزوج بهيئته بشكل مبالغ من خلال شراء الملابس الجديد أو السعي وراء الحصول على الجسم المثالي ووضع الصبغة على شعره علامة من علامات الميل إلى الزوج الثاني.
التصرف مثل المراهقين: ليس من الطبيعي أن يميل الرجل إلى أن يصبح صبيًا وهو كبير في السن فهذا دليل على الوقوع مجددًا في الحب وحاجته إلى لفت نظرها إليه.
عدم الاهتمام بزوجته كالسابق: الإهمال وفقدان الرغبة على تبادل الحديث مع الزوجة الأولى مؤشرًا إلى الرغبة في الزواج.
الكذب: عندما يريد الرجل الزواج ولا يستطيع التصريح بالأمر فإنه يلجأ عادةً إلى الكذب لإخفاء نيته.
فوائد الزواج من الثانية
للزواج الثاني والذي يستوفي الشروط الشرعية العديد من الفوائد، فلقد سمح الله للرجل بالزواج من مثنى وثلاث ورباع للأمور الآتية:
استمرار الأسرة: لو كانت الزوجة الأولى لا تنجب فهنا يحق للزوج الزواج مرة أخرى لأنه سوف يساعده على الإنجاب وتكوين الأسرة.
حماية الأطفال من التشرد: يحمي الزواج الثاني الأطفال الذين ترعاهم الأم الأرملة أو المطلقة من التشرد وكذلك الضياع.
الوقاية من الأمراض: التعدد يقي في بعض الأحيان من الأمراض الناتجة عن الاتصال الجنسي العنيف والخاطئ كمرض الإيدز.
حصانة الزوج: لو كان الزوج بعيدًا عن زوجته بسبب سفره إلى الخارج لفترة طويلة، فهنا الزواج الثاني يفيده من تحصين نفسه من العلاقات الجنسية غير الشرعية.
هل يندم الرجل بعد الزواج الثاني
قد يندم الزوج أحيانًا بعد الزواج الثاني لا سيما الزوج الظالم، وذلك للأمور الآتية:
اكتشاف مميزات في الزوجة الأولى لم توجد في الزوجة الثانية.
الشعور بعدم الحاجة إلى الزوجة الثانية لأنه تزوج رغبةً في الانتقام من الأولى أو تأديبها بسبب كثرة الخلافات بينهما.
الندم على إخفاء حقيقة الزواج الثاني والتسبب في ظلم الزوجة الأولى.
معرفة عيوب الزوجة الثانية والشعور بأنه تسرع في اتخاذ القرار.
الحنين إلى الحياة السابقة والمليئة بالهدوء والراحة والاستقرار مع الزوجة الأولى.