أكثر ما يجعل النساء الحوامل دائمًا في حالة من القلق والخوف الشديد هو خطر حدوث الإجهاض أي موت الجنين قبل تكونه بشكل كامل داخل الرحم وقبل الأسبوع 20 من الحمل، لذا ومن هذا المنطلق فإنه يتم التساؤل بشكل شائع عن متى ينتهي خطر الإجهاض، ففي النقاط التالية سوف نوضح لكم المدة المتوقعة:
يقل خطر الإجهاض بصفة عامة في نهاية الثلث الأول من فترة الحمل.
وذلك تحديد عند الوصول إلى الأسبوع 14 من الحمل، لذا فإن معظم الحوامل لا يقمن بالإعلان عن الحمل بشكل مباشر إلا عقب انتهاء الأسبوع 13 منه.
كما يقل خطر الإجهاض أيضًا عند القيام في الثلث الأول بإجراء فحص الموجات فوق الصوتية والتحقق من كل من حجم الجنين ونبضات قلبه.
فإن خطر التعرض للإجهاض يكون منخفضًا للغاية وأقل من 1% في فترة الحمل الواقعة بين الأسبوعين 13 إلى 20.
ومن الجدير بالذكر أنه من النادر حدوث الإجهاض بعد الأسبوع 20 من الحمل ودخول الحامل في المخاض وولادة جنين ميت بسبب قدرة الأطفال على البقاء قدر الإمكان على قيد الحياة عند خروجهم من الرحم بفعل وسائل التكنولوجيا الحديثة.
نسبة الإجهاض بعد سماع نبض الجنين
لقد قام أطباء النساء والتوليد في الكلية الأمريكية سنة 2018 م بعمل دراسة لتوضيح نسبة الإجهاض، حيث إن الدراسة بينت الآتي:
80% من حالات الإجهاض تتم في فترة الحمل الواقعة بين الأسبوعين 0- 13.
إذ تقل هذه النسبة مع تقدم الحمل، إلى جانب عقب التحقق من نبض قلب الجنين بواسطة جهاز السونار أو ما يُعرف باسم جهاز الموجات فوق الصوتية.
إذ تصبح النسبة أقل من 1% لا سيما وكما تم النشر في مجلة علم الأوبئة الأمريكية بين الأسبوعين 13 و20 من الحمل.
متى يكون الحمل في خطر
يكون الحمل في الثلث الأول في خطر في حالة مواجهة الحامل لأي من العوامل التي تزيد من خطر الإجهاض والمتمثلة في الآتي:
التعرض للعدوى.
مواجهة المخاطر البيئة والمتمثلة في المستويات المرتفعة من الإشعاع أو ربما التعرض للمواد السامة.
اضطراب الهرمونات.
انغراس البويضة المخصبة بطريقة غير صحيحة في بطانة الرحم.
بلوغ المرأة سن متقدمة، فخطر الإجهاض يكون بنسبة 25% في سن الأربعينات، بينما يتراوح من 12 إلى 15% في سن العشرينيات.
حدوث تشوهات في الرحم.
الإصابة بقصور عنق الرحم.
الإفراط في التدخين أو تعاطي المخدرات أو ربما تناول الكحول.
المعاناة من اضطرابات الجهاز المناعي لا سيما من مرض الذئبة.
الإصابة ببعض الأمراض كأمراض الكلي والأمراض القلبية الخلقية ومرض الغدة الدرقية والداء السكري.
الإفراط في تناول بعض الأدوية مثل دواء الايزوتريتنون الذي يساهم في علاج حب الشباب.
سوء التغذية، ونقص الوزن بشكل مُفرط.
القيام بالاختبارات الغازية التي تتم قبل الولادة حيث إن من أبرزها بزل السلى والحصول على عينة من الزغابات المشيمية.
متلازمة المبيض متعدد التكيسات.
القصور في المشيمة.
كيف يبدأ الإجهاض
يبدأ الإجهاض بشكل شائع في الأشهر الثلاثة الأولى من شهور الحمل، فقد يحدث بعد انقطاع الدورة الشهرية بنحو أسبوع أو أسبوعين، وهناك حالتين من الإجهاض كما سنبين لكم في النقاط الآتية:
الإجهاض المبكر: يحدث عندما يتم فقدان الجنين قبل وصول الحامل إلى الأسبوع 12 من الحمل.
الإجهاض المتأخر: يتم بعد الأسبوع 24 من الحمل.
خطر الإجهاض في حالات الحمل اللاحقة
يستطيع ما يعادل 85% من النساء اللاتي أجهضن بشكل مسبق الحمل مرة أخرى إلى جانب إنجاب أطفال بصحة جيدة، وذلك في حالة إن كان الإجهاض حدث لديهن بشكل عشوائي، فهو لا يزيد من خطر حدوث الإجهاض مرة أخرى في الحمل الثاني، فإن كان الإجهاض لوجود مشكلة مرضية فمن الممكن أن يتكرر حدوثه، وينبغي العلم بأن خطر الإجهاض في الحمل يكون هو ذاته لدى 15% من النساء اللاتي لمن يبلغن عمر 35 سنة.
شكل إفرازات الإجهاض
ينتج عن الإجهاض بشكل شائع النزيف المهبلي والذي تتراوح حدته من الخفيف إلى الغزير كما يكون لونه إما أحمر فاتح أو بني، وقد يرافقه خروج إفرازات مهبلية على هيئة كتل دموية لونها وردي أو قد تكون على هيئة أنسجة من الحمل، فضلًا عن هذه الأعراض فإن الإجهاض يرافقه أيضًا ما يلي:
الشعور بالألم الشديد أسفل منطقة الظهر.
الإصابة بالحمى.
الإحساس بالضعف والإعياء.
اختفاء الأعراض الشائعة عن الحمل لا سيما وجع الثدي.
احتمالية فقدان الوزن.
الغثيان والقيء.
الإسهال.
أنواع الإجهاض
دون النظر إلى توقيت الإجهاض فإنه هناك 3 أنواع رئيسية منه، حيث إننا في السطور التالية سوف نسردها لكم:
الإجهاض التلقائي
يحدث هذا النوع من الإجهاض ذاتي ومن تلقاء نفسه.
وذلك يكون لأسباب صحية أو ربما أسباب تكوينية في تكوين الجنين.
وفي بعض الأحيان يحدث نتيجة لنقص العناصر الغذائية المهمة في غذاء الحامل والمسؤولة عن دعم صحة الجنين.
الإجهاض العلاجي
يقوم الطبيب بالإجهاض العلاجي عندما تكون الحامل مصابة بأي مرض ما يعيق قدرتها على الاستمرار في الحمل بشكل صحي.
أو قد يهدد حياتها بالخطر، أو يهدد حياة الجنين.
كما يقوم به أيضًا عندما يكون لدى الجنين تشوه خلقي.
الإجهاض المتعمد
يُطلق عليه أيضًا اسم الإجهاض المفتعل.
وهو نوع من الإجهاض تتجه إلى المرأة للتخلص من الحمل بمحض إرادتها لكونه غير مرغوب فيه.
ويكون السبب ورائه إما ممارسة علاقة جنسية غير شرعية أو حدوث الخلل في وسيلة منع الحمل المستخدمة.
الإجراءات الطبية بعد الإجهاض
لا يتم إجراء الفحوصات الطبية بعد الإجهاض الذي يحدث في أول ثلاثة أشهر من الحمل، وذلك لأن سببه في هذه الفترة يكون مجهولًا حيث قد لا تتمكن الفحوصات من تحديده، ولكن يكون من الضروري اللجوء إلى هذه الفحوصات عندما يتكرر الإجهاض أكثر من مرة في الثلث الأول من الحمل أو عندما يحدث في الثلث الثاني من الحمل، فإليكم فيما يلي بأهم الإجراءات الطبية التي يجب الخضوع لها بعد الإجهاض:
فحص الكروموسومات
يساعد فحص الكروموسومات في معرفة النمط النووي.
كما يكشف عن أي تغيير قد يحدث في عدد الكروموسومات.
فضلًا عن ذلك فهو يحدد ما إذا كان هناك أنسجة للإجهاض أم لا.
فحص الهرمونات
يعمل على تحديد الاضطرابات الهرمونية.
وهو يتم عبر فحص الدم بشكل شائع.
أو من خلال الحصول على خزعة من بطانة الرحم وتحليلها مختبريًا.
فحص جهاز المناعة
يكشف عن اضطرابات الجهاز المناعي المتسببة في زيادة خطر الإجهاض.
حيث إنه يلعب دورًا كبيرًا في الكشف عن مرض الذئبة لدى الحامل.
طرق الوقاية من الإجهاض
يمكن الحفاظ على صحة الحمل إلى جانب الوقاية من خطر التعرض للإجهاض من خلال اتباع بعض النصائح والتي من أبرزها ما يلي:
الحصول على الرعاية الصحية بشكل دوري قبل الولادة.
الابتعاد عن العوامل التي تزيد من خطر الإجهاض كتناول الكحول والتدخين إلى جانب استعمال العقاقير المخدرة.