يتم إطلاق لقب ناشز على المرأة التي تعصي زوجها ولا تطيع أوامره وتقوم بمنعه من ممارسة حقوقه، وهناك حالات عديدة لنشوز المرأة في الإسلام مثل امتناع الزوجة الذهاب إلى بيت زوجها بعد زفافها أو منعها لزوجها بالدخول إليها خاصة بعد أن قام الزوج بدفع مهرها المعجل، بالإضافة إلى عدم امتثال الزوجة لأوامره .
حكم الناشز في الإسلام
ليس هناك رأي محدد عن حكم الناشز في الإسلام بسبب اختلاف الفقهاء في هذا الأمر، وسوف نقوم بعرض جميع الآراء خلال السطور التالية:
القول الأول: يرى جمهور علماء الحنابلة والشافعية والمالكية ، إن عدم امتثال المرأة لرغبة زوجها يعتبر نشوز ولا يحق لها أن تحصل على أي نفقة، وهناك دليل شرعي على ذلك الأمر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دعا أحدُكم امرأتَه إلى فراشِه فأبتْ أنْ تجيءَ لعَنتْها الملائكةُ حتَّى تُصبِحَ) ( حديث صحيح).
القول الثاني: يرى فريق الحنفية أن امتناع الزوجة عن زوجها يختلف حكمه في حالة إن كان في بيته أو بيتها، فيري هذا الرأي أنه إذ امتنعت الزوجة في بيت زوجها فهي لا تعد ناشزة أما في حالة امتناعها عن زوجها في بيتها فهنا تعد ناشزة، وسوف نقوم بعرض بعض الحالات التي إذا قامت بها الزوجة تعد ناشزة وهي على النحو التالي:
إذا خرجت الزوجة دون أخذ إذن زوجها ودون وجود أي عذر شرعي لها فهنا يسقط حق النفقة عليها وتعد ناشز.
أما بالنسبة إلى خروج الزوجة دون أخذ إذن زوجها ولكن مع وجود عذر شرعي، هنا لا تعد الزوجة ناشز وسوف نعرض بعض الأعذار الشرعية خلال السطور التالية:
في حالة هدم البيت أو حدوث حريق.
مرض والديها الشديد في غياب زوجها.
تعرضها للتهديد من زوجها بالضرب الشديد.
في حالة خروجها من البيت بسبب تعنت صاحب البيت وذلك في حالة سكنها في بيت ليس ملك لزوجها.
ذهابها إلى القاضي مثل لطلب حقوقها الشرعية مثل النفقة.
في حالة خروجها للعلم أو التفقه في الدين.
يجب التنويه هنا في تلك الحالة أنه إذا سافرت الزوجة دون أخذ رأي زوجها فهنا تعد ناشزة وذلك إذا قم زوجها بدفع مهرها.
أما بالنسبة إلى سفرها لأداء مناسك الحج هنا اختلف الفقهاء حول هذه الحالة على النحو التالي:
يرى كل من الحنابلة والمالكية والحنفية أنها لا تعد ناشزة في تلك الحالة.
ولكن بالنسبة لمذهب الشافعية يرى أنها تعد ناشزة.
كيفية التعامل مع المرأة الناشز
يعمل الدين الإسلامي على وضع العديد من القواعد الأساسية التي تحافظ على استمرار الود والمحبة بين الزوجين بالإضافة إلى المحافظة على حقوق وواجبات كل منهما ، ولهذا السبب جاءت الشريعة الإسلامية بوضع عدة أساليب معينة يتم تطبيقها على المرأة الناشز ، حيث قال الله تعالى:
الموعظة الحسنة: يجب في البداية أن يقوم الرجل باتباع الوعظ والنصيحة الطيبة والتذكير زوجته بواجبتها نحوه.
الهجر: بعد أن يتبع الزوج أسلوب الموعظة الحسنة يجب أن يبدأ في معاقبتها عن طريق هجرها، ولكن يجب التنويه أن الهجر يتخذ أشكال متعددة وتتمثل في التالي، في البداية يجب على الزوج أن يهجر فراش الزوجية ويمتنع عن مضاجعتها في الفراش بالإضافة إلى عدم التحدث معها لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، والهدف من هذا الأمر تأديب الزوجة وليس إذلالها، ولكن يجب التنويه أنه لا يجب أن يترك الزوج الفراش لمدة تزيد عن أربعة أشهر وإلا سوف يؤدي هذا الأمر إلى فساد كبير.
الضرب: يتم اللجوء إلى الضرب عند فشل الزوج في استخدام الموعظة الحسنة والهجر ولكن يجب عند استخدام تلك الوسيلة أن لا يكون بقصد التحقير أو الإهانة أو الانتقام من زوجته وأن لا يتسبب في تلف أي عضو أو تشويه أو كسر أو أن يكون عنيفا بالإضافة إلى أن لا يتم الاقتراب من مواضع جمال المرأة.
تعريف النُّشوز
تدل كلمة النشوز في اللغة العربية إلى كل ما ارتفع عن الأرض وجمعها نشوز، اما بالنسبة إلى تعريف النشوز شرعا فإنه يعني عدم امتثال الزوجة لأوامر زوجها وعدم طاعته مثل امتناعها عنه في الفراش أو خروجها من البيت دون أخذ موافقته بالإضافة إلى أنها لا تعامله المعاملة الحسنة.
أما بالنسبة إلى تعريف نشوز الرجل في الدين الإسلامي، فهو يعد ناشز عند قيامه بإساءة معاملتها عن طريق الألفاظ السيئة أو ضربها وان يقوم بخفض نفقتها و وعدم مشاركتها للفراش.
يجب التنويه أنه أحيانا يكون النشوز من الطرفين، وهنا يطلق لقب الشقاق عليه وذلك عند وجود كراهية بين الأزواج.
اسئلة شائعة
هل النشوز يمنع الزواج؟
إذا تم طلاق الزوجة بسبب نشوزها، هنا لا يؤثر هذا الأمر على أحقيتها في الزواج مرة أخرى بعد انتهاء عدتها.
كيف يعامل الرجل زوجته الناشز؟
يجب التنويه في البداية على أن اتباع وسيلة الضرب تعد من آخر الوسائل خاصة بعد اتباع الوعظ والنصح ثم الهجر، وان لا يجب أن يقوم الزوج باستخدام وسيلة الضرب في أي وقت بل في حالة نشوز زوجته فقط.
