الكوكب الأكثر سخونه في النظام الشمسي هو كوكب الزهرة الذي يطلق عليه كوكب فينوس.
يُعد هذا الكوكب هو ثاني الكواكب قرباً من الشمس من مجموعة الكواكب المختلفة.
يعتبر هذا الكوكب من الكواكب التي تعتبر مليئة بكم كثيف من غاز ثاني أوكسيد الكربون، حيث تبلغ نسبة الغاز حوالي 96.5%، وتشكل النسبة المتبقية حوالي 3.5% تكون عبارة عن نيتروجين، وهذا ما قد يتسبب عنه حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري في كوكب الزهرة.
درجة حرارة الكواكب بالترتيب
هناك اختلافات متباينة بين درجة حرارة الكواكب الخاصة بالمجموعة الشمسية، وهنا سنتعرف على الترتيب الخاص بدرجات الحرارة من الأكثر ارتفاعاً في درجة الحرارة إلى الأكثر انخفاضاً:
كوكب الزهرة: تبلغ درجة حرارة كوكب الزهرة حوالي 180 إلى 475 درجة مئوية.
كوكب عطارد: تتراوح درجة حرارة كوكب عطارد من -173 وحتى 427 درجة مئوية.
كوكب الأرض: تتراوح درجة حرارة كوكب الأرض بين -70 وإلى 55 درجة مئوية.
كوكب المريخ: تتراوح درجة حرارة كوكب المريخ من -120 وإلى 25 درجة مئوية.
كوكب المشتري: درجة حرارة كوكب المشتري تتأرجح بين -110 درجة مئوية.
كوكب زحل: تتراوح درجة حرارة كوكب زحل من -140 درجة مئوية.
كوكب أورانوس وكوكب نبتون: درجة حرارة هذه الكواكب تتراوح بين -200 درجة مئوية.
نظرة عامة عن كوكب الزهرة
يعتبر كوكب الزهرة من أكبر الكواكب الخاصة بالمجموعة الشمسية من حيث الحجم والكتلة وهذا بسبب قربه من الأرض، بلغت الكتلة الفعلية لكوكب الزهرة حوالي 4.867 كغ، بينما بلغ الحجم الفعلي لكوكب الزهرة حوالي 928.415 مليون كيلومتر.
يعتبر كوكب الزهرة هو الكوكب الثاني من حيث ابتعاده عن الشمس، حيث يبعد عنها بحوالي 108 ملايين كيلومتر.
يقوم كوكب الزهرة بالدوران حول مدار قريب من الشمس أكثر من كون هذا المدار قريباً عن الأرض، ويكون الدوران في الاتجاه المشابه لاتجاه عقارب الساعة، لذا فمن الممكن رؤيته خلال شروق الشمس أو غروبها فقط.
يعتبر كوكب الزهرة من الكواكب التي تتميز بشكل مبهر وجذاب، فإذا أتيحت أمامك فرصة أن تراه، فإنك سوف ترى جمالاً خاصاً ومميزاً لن تراه إلا في هذا الكوكب فقط.
أطلق العلماء السابقون على كوكب الزهرة اسم نجم الصباح ونجم المساء، وهذا بسبب التوقيت الذي يظهر فيه.
استطاع هذا الكوكب أن ينال أهمية كبيرة في مجموعة من القصص الأسطورية والخيالية في السابق، حيث أنه كان من أهم الفنون الخاصة بفن التنجيم عبر العصور السابقة التي كانت تتمتع بثقافات مختلفة تماماً عن الثقافات الحالية.
استطاع كوكب الزهرة أن يمثل لعدد من الشعراء مصدر هام وملهم يجعلهم يستطيعون كتابة عدد كبير من القصائد المليئة بالشجن والمشاعر المختلفة، وخاصة الشعراء الكلاسيكيين مثل، هومر وسافو وأوفيد وغيرهم من الشعراء المشهورين، وهذا بالإضافة إلى عدد من الشعراء الرومانسيين مثل كويليام بليك وروبرت فروست وألفريد لورد وغيرهم.
تلاشت الأهمية الأسطورية لكوكب الزهرة شيئا بعد شيء خاصة بعد اختراع واكتشاف التلسكوب، الذي جعل كوكب الزهرة وغيره من الكواكب ينظر لهم بأنهم عبارة عن عالم حقيقي موجود بالفعل.
أطلق علماء الفلك مسمى آخر على كوكب الزهرة حيث أصبح يسمى بكوكب فينوس الذي تم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى آلهة الحب والجمال عند قدامي الرومانيين، وهذا يرجع لكون كوكب الزهرة من أجمل الكواكب الموجودة وأكثرهم مناظر جمالية ساحرة.
خصائص كوكب الزهرة
كوكب الزهرة من الكواكب البطيئة التي تأخذ وقتاً طويلاً في الدوران على محورها، حيث يبلغ طول اليوم في كوكب الزهرة حوالي 243 يوماً على كوكب الأرض، بل يجب أن نعرف أن كوكب الزهرة يقوم بالدوران حول الشمس أسرع من كوكب الأرض، وهذا ما جعل السنة الواحدة على كوكب الزهرة تأخذ حوالي 225 يوماً بمعدل أيام كوكب الأرض، لذلك يعتبر يوم كوكب الزهرة أطول من عام كوكب الزهرة!!
يبلغ عمر كوكب الزهرة حوالي مليار عام تقريباً، وربما يمتد عمر الكوكب إلى 150 مليون عام، وهذا يعتبر معدلاً صغيراً ومنخفضاً بالنسبة للمنظور الجيولوجي.
كوكب الزهرة واحد من الكواكب التي تتميز بكونه مكوناً من سطح صلب مليء بعدة براكين تشبه الدموع، وهذه البراكين كونت من خلال مجموعة من الصدوع وعدد من الجبال، وهذا بالإضافة إلى مجموعة من السهول البركانية وعدد كبير من الهضاب المتعرجة الشكل.
يُعد كوكب الزهرة من الكواكب التي تحاط بشكل دائم بمجموعة من السحب السميكة المليئة بحمض الكبريتيك، ثم تبدأ بالارتفاع على نحو 28 إلى 43 ميلاً، وهذا ما يعادل حوالي 45 إلى 70 كيلو متراً.
وأكثر الأشياء السلبية التي تميز كوكب الزهرة هي أن الرائحة المنتشرة في الكوكب هي رائحة الغيوم التي تشبه رائحة البيض الفاسد، وهذه الريحة من الروائح الكريهة المنفرة.
من أكثر الخصائص التي تخص كوكب الزهرة هي أنه ذو غلاف جوي سميك يقوم بحبس الحرارة، مما يتسبب في احتباس حراري وهذا ما جعل كوكب الزهرة من أكثر الكواكب الشمسية ارتفاعا في الحرارة، وبالتالي فهو من أكثر الكواكب الشمسية سخونة في النظام الشمسي.
ففي ضوء التأثيرات الدافئة يعتبر كوكب الزهرة من الكواكب الشديدة في السخونة بحوالي 700 درجة بمقياس فهرنهايت، وهذا ما يعادل بالتقريب حوالي 390 درجة مئوية.
المجال المغناطيسي لكوكب الزهرة
كوكب الزهرة من الكواكب التي تتميز بالحركة البطيئة التي يتخذها في الدوران حول نفسه، حيث أن ذلك قد تسبب في تكوين مجال مغنطيسي ضعيف جدا بالمقارنة بالمجال المغنطيسي الخاص ببعض الكواكب الأخرى، وخاصة كوكب الأرض الذي يعتبر أكثر الكواكب قرباً من كوكب الزهرة من حيث الحجم، وكذلك أن اللب الذي يتكون منه الحديد لكل من كوكب الأرض وكوكب الزهرة يعتبر متشابهاً للغاية، إلا أن بطء حركة كوكب الزهرة جعلته ذو مجال مغنطيسي منخفض جدا.
تاريخ اكتشاف كوكب الزهرة
يعتبر كوكب الزهرة واحداً من الكواكب القليلة التي تم اكتشافها قبل اختراع الأدوات الخاصة التي ساعدت في رصد الكواكب الفلكية واكتشاف عالم الفضاء.
ففي عام 3000 قبل الميلاد تم اكتشاف كوكب الزهرة من خلال رصده من قبل البابليين الذين قاموا بجعله آله وأطلقوا عليه اسم عشتار.
ولهذا السبب كان كوكب الزهرة من الكواكب التي تمثل محل اهتمام كبير للعديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة اليونانية والحضارة المصرية والحضارة الصينية وكذلك الحضارة الأمريكية.
وفي العصر الحديث أصبح كوكب الزهرة محل اهتمام العديد من علماء الفلك، وهذا يرجع لعدة عوامل من أهمها هو أنه يعتبر قريباً لكوكب الأرض، هذا بالإضافة إلى أن كوكب الزهرة يعتبر من الكواكب الساطعة.
فنتيجة للقرب الذي يمثله كوكب الزهرة من كوكب الأرض أدى ذلك إلى وجود فرص هائلة، ساهمت في معرفة المقاييس الأولية لسرعة الضوء، وذلك تم من خلال ملاحظة عبور مجموعة الكواكب المختلفة عبر القرص الشمسي.
ساهم اكتشاف المجموعة الشمسية الذي يرجع إلى عالم الفلك غاليليو في دراسة كوكب الزهرة خصوصاً بشكل دقيق.
يعتبر كوكب الزهرة من أول الكواكب التي تعرض للترددات الصناعية المختلفة، وهذا تم في أواخر الستينات تحديداً.
وفي نهاية الثمانينات قام الاتحاد السوفيتي بإطلاق مركبة فضائية، والتي تعتبر كأول مركبة فضائية استطاعت الهبوط على كوكب الزهرة بشكل سليم.
ثم قامت وكالة ناسا بإطلاق بعثة سميت ببعثة ماجلان، وهذه البعثة استمرت حوالي أربعة أعوام تقريباً تم خلال هذه الأعوام رسم 98 بالمئة من الشكل الفعلي لكوكب الزهرة.
