مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

ما هو التطير في الإسلام وحكمه في القرآن والسنة

بواسطة: نشر في: 26 نوفمبر، 2022
مخزن

ما هو التطير في الإسلام وحكمه في القرآن والسنة

في البداية سنقوم بعرض معنى التطير، ويعني اتباع أمر ما حتى يتم اكتشاف إذا كان هذا الأمر يمكن التفاؤل به أو تجنبه والتشاؤم منه، ومن الجدير بالذكر أنه تم استخدام هذا المفهوم في الجاهلية، حيث كان يقوم أحد المشركين بالذهاب إلى عش طائر عند رغبته في القيام بأمر معين، فإذا طار الطائر إلى اليمين فهذا يدل على ضرورة قيام الشخص بهذا الفعل ، أما في حالة طيران الطائر إلى اليسار فإنه يجب أن لا يفعل هذا الفعل.

  • يجب التنويه أنه يوجد فرق بين معنى التطير والطيرة، فالتطير يعني قيام الفرد بفعل ما حتى يتمكن من اكتشاف إذا كان يدل على التشاؤم أو التفاؤل، أما بالنسبة إلى معنى الطيرة، فهي تعني النتيجة التي تترتب على القيام بهذا الفعل.

الحكم الشرعي للتطير

اتفق جميع العلماء على أن التطير محرم في الشريعة الإسلامية، والمقصود بالتطير هنا التشاؤم بالعديد من الأشياء مثل رؤية إنسان أو حيوان أو تاريخ محدد، فهذا النوع من التطير منهي عنه في الدين الإسلامي، لأنه يخل بالعقيدة الإسلامية، لأنه إذا امتنع الفرد عن القيام بشيء معين بسبب التشاؤم، فهذا يعني أنه شرك بالله سبحانه وتعالى، لأن من أساس الإيمان بالله التوكل عليه عند القيام بأي فعل جديد.

الأدلة من القرآن على تحريم التطيُّر

هناك العديد من الأدلة في القرآن الكريم التي حذرت المسلم عن القيام بالتطير، وفيما يلي سنذكر جميع الأدلة من القرآن التي تحرم التطير، وتتمثل في التالي:

  • قال الله سبحانه وتعالى(فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)( سورة الأعراف: الآية 131)، المقصود هنا قوم سيدنا موسي فإنهم إذا أصابهم أي خير كانوا يقولون إنهم يستحقون هذا الخير، ولكن عندما يتعرضون لأي ابتلاء فكانوا يتشاءمون بسيدنا موسى، ولكن جميع الأمور التي كانت تصيبهم هي من قضاء الله سبحانه وتعالى.
  • قال الله سبحانه وتعالى (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) (سورة النمل: الآية 47)المقصود هنا قوم سيدنا صالح، فعندما كانوا يتعرضون لأي ابتلاء أو قحط، فكان يقولون له إنهم يتشاءمون منه، ولكن كان سيدنا صالح يجيب عليهم، ويقول إن جميع الأشياء التي تصيبهم هي من أقدار الله سبحانه وتعالى، وأن سبب الابتلاء الحقيقي هو قيامهم بالعديد من الذنوب.

الأدلة من السنة على تحريم التطيُّر

فيما يلي سنعرض جميع الأدلة من السنة النبوية، التي تدل على تحريم التطير والتي تتمثل في التالي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا عَدوى ، ولا طيَرةَ ، ولا صفرَ ، ولا هامَّة فقالَ أعرابيٌّ : ما بالُ الإبلِ تَكونُ في الرَّملِ كأنَّها الظِّباءُ فيخالطُها البعيرُ الأجرَبُ فيجربُها ؟ قالَ : فَمن أعدى الأوَّلَ)( حديث صحيح)، نجد خلال هذا الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بنفي أربعة أشياء، وسنقوم بذكرهم بصورة تفصيلية على النحو التالي:
    • (لا عدوي): المقصود هنا انتقال الأمراض من الشخص المريض إلى السليم، فإنه لا يشترط أن يقوم المريض بنقل العدوي للسليم ، فهذا الأمر يرجع إلى إرادة ومشيئة الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا الأمر لا ينفي ضرورة قيام المسلم بالأخذ بجميع الأسباب.
    • ( لا طيرة): المقصود هنا الامتناع عن فعل أمر معين بغرض التشاؤم، من أرقام أو إنسان أو تاريخ أو العديد من الأشياء الأخرى.
    • (وَلَا صَفَرَ): كان عرب الجاهلية قديما يتشاءمون من وجه المريض الأصفر.
    • (ولا هامة): المقصود بها البومة، فكان يتشاءمون منها إذا وجدت على بيت محدد، فكانوا يعتقدون أن هذا نذير شؤم لأهل البيت..

الفرق بين لفظ التطير و الفأل

سبق وقمنا بذكر حكم التطير في الدين الإسلامي، أما بالنسبة إلى الفأل، وهو يعني البشارة، فأكبر مثال للفأل أنه عندما تنبأ شخص آخر بخير قادم، فذلك الأمر لا يوجد به أي كراهة، عكس التطير الذي يعتمد على سوء الظن بالله -سبحانه وتعالى- والتشاؤم.

  • وقال العالم النووي بأن جميع العلماء اتفقوا على محبة الفأل، لأنه يدل على الرجاء والأمل من الله سبحانه وتعالى، عكس الطيرة التي تعتمد على التشاؤم وتوقع المرض والبلاء.
ما هو التطير في الإسلام وحكمه في القرآن والسنة

جديد المواضيع