كانت تتصف أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر بالعديد من الأخلاق الكريمة والطيبة التي حث عليها الدين الإسلامي، ولهذا السبب تعد أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر قدوة لكل امرأة مسلمة، وفيما يلي سنذكر أهم صفات عائشة أم المؤمنين على النحو التالي:
من أهم صفاتها الكرم الشديد والزهد، فكانت كثيرة التصدق، ومن أهم المواقف التي ذكرت عنها، ما أخرجه ابن سعد عن أم درة أنها قالت”بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت”
كانت السيدة عائشة تمتلك علم كبير وواسع، فكان يعتمد عليها كبار الصحابة في مسائل الميراث، فقد قال عطاء بن أبي رباح عن السيدة عائشة(كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة) كما تحدث عروة بن الزبير بن العوام عن علم السيدة عائشة الواسع حيث قال(ما رأيت أحداً أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطبّ من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها).
كانت السيدة عائشة بنت أبي بكر تحظى بمكانة خاصة ورفيعة في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث روى البخاري عن أبي موسى الأشعري عن النبي عليه الصلاة والسلام (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ، وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ) ( حديث صحيح)
يرجع الفضل الكبير لام المؤمنين عائشة بنت أبي بكر في نقل العلم إلى المتعلمين، فبالرغم من انتقال الخلافة من المدينة المنورة إلى مدينة الكوفة بالعراق ثم إلى مدينة دمشق، إلا أن المدينة المنورة هي الأساس في نقل العلم ، حيث درس فيها كل من عبد الله بن عباس وزيد بن ثابت وأبي هريرة، والعديد من الصحابة.
كانت تتميز السيدة عائشة بأنها كثيرة العبادة، وقد روى عبد الله بن قيس أنها أوصته أن يقوم بصلاة قيام الليل دائما لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على صلاة قيام الليل، كما أخبرت رميثة بن حكيم بأنها كانت تواظب على صلاة الضحى بثماني ركعات، وكانت تحافظ على صيامها أثناء السفر.
كانت تتصف بالحياء والخجل الشديد وكانت تحرص بصورة كبيرة على تجنب والابتعاد عن الشبهات، فقد روي أنه كان هناك عما لها بالرضاعة وكان يريد الدخول إلى بيتها لزيارتها، فقامت بمنعه حتى تحصل على إذن من الرسول صلى الله عليه وسلم، فوافق وقال لها إنه يجوز دخوله فقامت بفعل ذلك.
كانت تتصف بالصبر الشديد على المحن، حيث تعرضت لابتلاء عظيم حيث تحدث عنها المنافقين في حادثة الإفك، ولكنها تحملت وصبرت لمدة زمينة تقدر بحوالي شهر، حتى أنزل الله سبحانه وتعالى براءتها في سورة النور، وكانت خلال الفترة العصيبة تردد قول سيدنا يعقوب عليه السلام ” فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ”(سورة يوسف: الآية 18)
السيدة عائشة أم المؤمنين
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، والدها هو عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن كنانة، أم بالنسبة إلى والدتها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن وهبان بن حارث بن غنم بن مالك بن كنانة، ولدت السيدة عائشة بنت أبي بكر بعد مرور أربع سنوات من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
مواقف من حياة السيدة عائشة
فيما يلي سنذكر أهم المواقف من حياة السيدة عائشة بنت أبي بكر وهي على النحو التالي:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلق عليها العديد من الأسماء والألقاب مثل عائش، فكان يعبر عن شدة حبه لها بقوله عائش، كما كان يطلق لقب الحميراء عليها وهي تعني شديدة البياض، فكان قديما العرب يطلقون على الأبيض اللون الأحمر لأن العرب قديما كان يغلب عليهم اللون الأسمر، كما أطلق عليها العديد من الألقاب مثل ابنة الصديق حتى يكرم ويشرف والدها فكان يحبه، بالإضافة إلى لقب الموفق وذلك لأنها كانت موفقة في جميع أفعالها وأقوالها، بجانب حصولها على لقب أم المؤمنين.
شاركت السيدة عائشة في تاريخ الدعوة مشاركة كبيرة، حيث شهدت العديد من الأحداث المهمة فهاجرت إلى المدينة المنورة ، بالإضافة إلى مشاركتها القوية في العديد من الغزوات ومن أهمها غزوة أحد حيث قامت بنقل المياه إلى الصحابة وتروي عطشهم ، فقد روي الإمام البخاري عن أنس بن مالك حيث قال( قالَ: وَلقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وإنَّهُما لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِما تَنْقُزَانِ القِرَبَ، وَقالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ علَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ في أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا في أَفْوَاهِ القَوْمِ)( حديث صحيح)
عندما اقترب موعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم طلب إذن جميع زوجاته أن يقيم خلال تلك الفترة في حجرة السيدة عائشة وبالفعل توفي فيها.
وفاة عائشة أم المؤمنين
عندما توفيت كانت تبلغ من العمر الثامنة والخمسين بعد الهجرة ، وذلك خلال خلافة معاوية بن أبي سفيان في يوم الثلاثاء الذي يوافق السابع عشر من شهر رمضان، وأوصت عند موتها أن يقوم عبد الله بن الزبير بدفنها في البقيع وأن يصلي عليها أبو هريرة.