تعرف معنا في المقال التالي على مدى صحة العبارة القائلة أن الصلوات الخمس سبب لتكفير صغائر الذنوب ، فمن الثابت دينياً في الإسلام أن الصلاة فرض عين واجب على كل مرء مسلم لذا يجب الالتزام بها والمحافظة على أدائها في أوقاتها، فالصلاة هي وقت لقاء العبد بريه ليبوح له بكل ما يدور في خاطره ويجد منه سبحانه الاستجابة للدعاء والراحة للقلب والنفس.
فقد فُرضت الصلاة على المسلمين عندما أسرى الله تعالى بعبده ونبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في تلك الليلة المباركة ليلة الإسراء والمعراج، فالصلاة فرض لا يجوز التخلي عن أداءه لأي سبب كان وذلك بإجماع علماء المسلمين على أن الصلاة فرض واجب، وللمزيد تابعوا قراءتنا في موقع مخزن المعلومات.
سؤال: بيّن مدى صحة العبارة الآتية ( الصلوات الخمس سبب لتكفير الذنوب ).
الإجابة : عبارة صحيحة، ففي الصلاة تكفير لذنوب المرء ومحو لسيئاته وتوبة عما بدّر منه من أفعال غير صحيحة.
يُعد أمر تكفير الذنوب هو أحد أعظم الفوائد للصلوات الخمس في الإسلام، وقد أجمع علماء المسلمين على أن جميع ما تأتي به الشريعة الإسلامية من تكلفة وعبادات للعباد هي أمور تحقق مصلحة المرء المسلم في الدنيا والآخرة، وذلك ما قال فيه العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ : لشريعة التي أرسلها الله تعالى على محمد – صلى الله عليه وسلم – هي راحة القلوب، وشفاء للأمراض، وهي النور والشفاء وقوة وسبب العالم وهي من الخلاص والسعادة والعبادة في الدنيا والآخرة، وتشمل الشريعة الإسلامية الصلاة.
كما أنه من المؤكد أن للصلاة العديد من الفوائد والفضائل وذلك بدليل ما رواه عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلمـ لمّا بعث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ إلى اليمن أنه قال له: (إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ).
هل الصلاة تمحو الذنوب
إن لأداء الصلاة في الإسلام فضل عظيم فهي تمحو ذنوب المرء وتجعل قلبه تقياً نقياً بعيداً عن الذنوب والمعاصي، فقد ثبت في السُنة النبوية الشريفة فضل الصلاة في غسّل ومحو ذنوب المرء وذلك ما جاء في حديث جابر – رضى الله عنه – قال: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: “مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ غمرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات”.
كما علمنا النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن في الصلاة تكفير لذنوب المرء إن اجتنب الكبائر وفعلها فيما بين الصلوات وذلك في حديث أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر”.
فضل الصلاة في الإسلام
فرض الله ـ عز وجل ـ على أمة المسلمين الصلاة لما لها من فضائل على المسلم، فالصلاة هي العبادة الأولى التي فُرضت على المسلمين في مكة، كما أنها أول عبادة أكتمل أدائها في المدينة المنورة وذلك ما يدل على عظمة شأن الصلاة وقدرها العظيم في الإسلام.
لذا يجب على المرء المسلم في جميع الأحوال سواء كانت المرض أو الصحة أو حتى السفر المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها، فالصلاة عماد الدين وهي العبادة الإسلامية الوحيدة التي فرضها الله ـ عز وجل ـ من السماء مباشرةً إلى النبي محمد في ليلة الإسراء والمعراج دون وحي، لذا فمحافظة المسلم على الصلاة محافظةً على دينه وحصولاً على فضائلها العظيمة، ومن أبرز فضائل الصلاة:
إن الصلاة هي أفضل أعمال المرء المسلم بعد أداء الشهادتين وذلك ما ورد في حديث عبد اللَّه بن مسعود ـ رضى الله عنه ـ قال: سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: “الصلاة لوقتها” قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: “برّ الوالدين” قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: “الجهاد في سبيل اللَّه”
تنهي الصلاة المسلم عن الذنوب والفحشاء والمنكر وذلك ما جاء في قول الله تعالى: ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
إن الصلاة للمسلم المحافظ على صلاته نور في الدنيا والأخرة وذلك ما جاء في حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلك ـ أنه قال عن الصلاة :” من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبيّ بن خلف”، كما جاء في حديث نبوي آخر قول ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ :”بشر المشَّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة”.
أن أداء الصلاة في أوقاتها من أعظم أسباب دخول الجنة مرافقة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها، وذلك ما جاء في حديث ربيعة بن كعب الأسلمي – رضى الله عنه – قال: كنت أبيت مع رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: “سَلْ” فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: “أو غير ذلك؟” قلت: هو ذاك، قال: “فأعني على نفسك بكثرة السجود”.
أن مشي المرء المسلم من بيته وصولاً إلى المسجد لأداء الصلاة يُكتب له به حسنات ويُرفع قدره في الجنه درجة ويُحط به عنه الخطايا والذنوب، وذلك ما جاء في حديث أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: “من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت اللَّه؛ ليقضي فريضة من فرائض اللَّه، كانت خَطْوَتاه إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة”.
يغفر الله ـ جل شأنه ـ ذنوب المسلم فيما بين أداء الصلاة والصلاة التالية لها، وذلك لحديث عثمان بن عفان – رضى الله عنه – قال: سمعت رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – يقول: “لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء، فيصلي صلاة إلا غفر اللَّه له ما بينه وبين الصلاة التي تليها”.
تقوم الملائمة بالصلاة على المسلم المُصلي مادام متواجداً في مصلاه، والرجل في صلاته ما دامت الصلاة تحبسه وذلك ما جاء في حديث أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: “صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجةً. وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة، فلم يخطُ خطْوَة إلا رُفِعَ له بها درجةً، وحُطَّ عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه، والملائكة يُصلُّون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللَّهم ارحمه، اللَّهم اغفر له، اللَّهم تب عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدث فيه”.
إن الرجل المسلم إذا تطهر وخرج من منزله لأداء الصلاة فهو في صلاة حتى يرجع إلى بيته، ويُكتب له أجر عن ذهابه ورجوعه، وذلك في حديث أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: “إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد، كان في صلاة حتى يرجع، فلا يقل: هكذا” وشبك بين أصابعه، وعنه – رضى الله عنه – يرفعه: “من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي، فرِجْلٌ تكتُبُ حسنة ورِجلٌ تحطُّ سيئة حتى يرجع”
إن في انتظار الصلاة رباط في سبيل الله، وذلك لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – قال: “ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا ويرفع به الدرجات))؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط”.
وفي ختام مقالنا نكون قد أوضحنا لكم مدى صحة العبارة أن الصلوات الخمس سبب لتكفير صغائر الذنوب ، وللمزيد تابعونا في موقع مخزن المعلومات.