مع وجود العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُثبت وجوده وتفسير الدين الإسلامي الصحيح لكيفية نهاية الزمان والحياة وبدأ علامات الساعة يبحث الكثير من المسلمين عن إجابة سؤال من هو المهدي المنتظر وما هي صفاته ومكان نزوله، وذلك ما سنتعرف عليه تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
يُعد اسم المهدي المنتظر هو اسم شائع التداول بين مختلف الطوائف الدينية، وهو الاسم الذي يُطلق على هذا الرجل المخلص الذي يقترن ظهوره باقتراب الفترة الأخيرة من الحياة على سطح الأرض، أي ان نزول المهدي المنتظر يعني قدوم أخر الزمان، فيظهر هذا المهدي المنتظر في نهاية الزمن لينشر العدل بين الناس ويخلص البشر من الفساد والاستبداد الذي يسود بينهم في هذا الوقت، فيحكم لهم بالصلاح والعدالة ويعمل على نشر الإسلام بمبادئه الصحيحة في هذا العالم، كما يقف المهدي المنتظر في وجه أياً من يعادي الدين الإسلامي والمسلمين وخاصةً فئة اليهود.
ومن الجدير بالذكر أن المصادر الإسلامية في مختلف الطوائف الدينية قد أجمعت على وجود المهدي المنتظر وظهوره في أخر الزمان، إلا أنها اختلفت فيما بينها على شخصية هذا الرجل وصفاته، وقد ظهر هذا الاختلاف قائماً بشكل كبير بين طائفتي أهل السُنة والجماعة وطائفة الشيعة الإثنى عشرية.
حيثُ أشارت الأحاديث النبوية عند أهل السُنة والجماعة إلى أن المهدي المنتظر سيكون اسمه محمد بن عبد الله وهو من أهل بيت النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبالتحديد من نسل السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ـ رضي الله عنها ـ والله تعالى أعلى وأعلم بالغيب.
وقد ثبت في صحيح السُنة النبوية الشريفة أن المهدي المنتظر يظهر قبيل خروج المسيح الدجال وقبل نزول المسيح عيسى، وعندما ينزل المسيح عيسى بن مريم إلى الأرض فإنه يُصلى مع الناس خلف المهدي المنتظر إماماً وهو محمد بن عبد الله وذلك ما جاء في الحديث الذي رود عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “فَيَنْزِلُعِيسَىابنُمَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ” ، لذا تجدر الإشارة هنا غلى أن وجود المهدي المنتظر ووجوده أحد علامات قيام الساعة ويوم القيامة التي أتفق عليها أهل العلم في الإسلام.
صفات المهدي المنتظر
من المؤكد أن صفات المرء تُعرف به وتدل عليه لذا فقد جاءت صفات المهدي المنتظر في السُنة النبوية الشريفة موجزةً دون إسهاب أو تفصيل، حيثُ عرضت العلامات الدالة على ظهور هذا الرجل وهي تلك الهبات التي منحها الله له، حيثُ يرتبط ظهوره بالمطر والماء والغيث وعظمة شأن الأمة الإسلامية وكثرة أعداد الأغنام والماشية والمال، ومن أبرز ما جاء عن صفاته:
الاسم
هناك تطابق موجود بين اسم المهدي المنتظر واسم نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبين اسم والد المهدي ووالد النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم، فمن الصائب أن اسم المهدي سيكون محمد بن عبد الله، ولا يُمكن أن يكون اسمه غير ذلك من الأسماء، فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على هذا الأمر ومن بينها ما روي عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:” لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتى يبعثَ فيه رجلاً من أهلِ بيتي، يواطيءُ اسمُهُ اسمِي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً”
اللقب
فمن أشهر الألقاب هو لقب المهدي الذي لقبه به النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك عندما قال في حديثه :”يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ”، ولم يشترك أحد مع المهدي في هذا اللقب غير الخلفاء الراشدين الأربعة وذلك في حديث النبي محمد :”فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ”، ويدل هذا اللقب على نيّل التوفيق والهداية من الله عز وجل، كما قام عدد من أهل السُنة بإضافة لقب المنتظر إلى لقبه المهدي ليصبح المهدي المنتظر وهو الأمر الذي يُشير إلى انتظار الأمة لخروج هذا الرجل في أخر الزمان.
وقد أطلق عليه بعض العلماء عدد من الألقاب الأخرى من بينها لقب القائم، وذلك لكونه سيعمل على إقامة شرع الله في الأرض، كما ورد عن الإمام ابن الحجر الهيثمي قوله عن المهدي المنتظر:” جعل الله القائم بالخلافة الحقّ عند شدّة الحاجة إليها من ولده، ليملأ الأرض عدلاً”.
النسب
يرجع نسب المهدي المنتظر إلى النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو سيكون من أهل بيت النبي الكرام وبالتحديد من نسل السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنه ـ وذلكما جاء عن الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ عن قوال النبي محمد أ صلى الله عليه وسلم ـ :”المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ”، كما جاء على لسان السيدة أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قد سمعت نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: “المهديُّ من عِتْرتي من ولدِ فاطمةَ”.
الصفات الخلقية (الشكلية)
من الصفات الخلقية للمهدي المنتظر أنه سيكون أجلى الجبهة أقنى الأنف وذلك لما جاء في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :”المَهْديُّ منِّي، أجلى الجبهةِ، أقنى الأنفِ”، وتعنى أجلى الجبهة وساع الجبهة أي ينحسر شعره عن مقدمة رأسه، وتعني أقنى الأنف أي دقيق الأنف.
الصلاح
ستكون من صفات المهدي المنتظر أن الله ـ عز وجل ـ سيصلحه في ليلة، وذلك كماء رواه الإمام على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :”المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ”، كما أنه ربما يكون المقصود من قول (يصلحه الله في ليله) أي ليلة إعداده في ليلة توليه للخلافه واستلامه لزمام الأمور وذلك من خلال تسخير الله ـ عز وجل ـ الأعوان له حتى ينصرونه ويمكنونه من السلطان ويثبتون أموره، وأرجع البعض هذا القول إلى أن الله تعالى سيصلح تقصير هذا الرجل ويتوب عليه في ليلة واحدة، وذلك ما جاء عن ابن كثير ـ رحمه الله ـ في قوله : (يصلحه الله في ليلةٍ واحدةٍ، أي: يتوب عليه، ويوفقه، يلهمه رشده، بعد أن لم يكن كذلك).
فقبل نزول المهدي المنتظر سيكون الأرض قد سادها الجور والظلم بحيث يكون الظلم هو الأمر الشائع بصفة عامة والانطباع السائد بين أهلها، فيأتي المهدي المنتظر لينشر القسط والعدل وتكون الأرض على منهج أهل النبوة، وذلك ما جاء في قوله تعالى:(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)، وقوله: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).
علامات ظهور المهدي المنتظر
سيكون لظهور المهدي المنتظر العديد من العلامات التي جاءت في السُنة النبوية الشريفة عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي أثار السلف الصالح ومن بين هذه العلامات كسوف الشمس والقمر، سماع الصوب في رمضان، قيام حرب بين القبائل في شهر ذي القعدة، ظهور الفتن، انتشار الظلم والقتل والفساد والجور في الأرض، كما روى الكسائي عن كعب الأحبار أن من علامات ظهور المهدي المنتظر حدوث كسوف يُصيب القمر لثلاث ليال متواليات، طلعوه نجم له ذنب في المشرق يُضيء مثلما يُضيء القمر، كما ورد عن السلف أن من علامات ظهور المهدي المنتظر استخراج تابوت من طبرية وحمله إلى بيت المقدس وغن نظر اليهود إليه أسلموا.
مكان ظهور المهدي المنتظر
لا يوجد في نص القرآن الكريم أو السُنة النبوية الشريفة أي نص صريح يُشير إلى مكان ظهرو المهدي المنتظر أو وقت خروجه تحديداً، وإنما ما تم ذكره في الأحاديث يقتصر على خروج المهدي المنتظر في آخر الزمان قبل خروج المسيح الدجال ونزول عيسى بن مريم ـ عليه السلام.
وختاماً أعزاءنا القراء نكون قد تعرفنا معكم على إجابة سؤال من هو المهدي المنتظر ، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.