الجهاز الهيكلي من أهم الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان، وذلك بسبب طبيعته الدعامية التي تحمي الجسم وتكسبه قوة ومتانة، حيث أن الجهاز الهيكلي هو:
الجهاز الذي يمثل وزنه ما يقرب حوالي 20% من إجمالي وزن الإنسان، وهو عبارة عن مجموعة من العظام المرتبطة بكيفية معينة وملتحمة لأداء وظيفتها.
يختلف شكل الجهاز الهيكلي الموجود في كل إنسان حي تبعًا لعنصري العمر وجنس الشخص، فمن الصعب أن يتطابق جهازين هيكلين لشخصين مختلفين في هذين العنصرين.
عدد العظام الموجودة في الجهاز الهيكلي لدى البالغين يصل إلى 206 عظمة، بينما يزيد هذا العدد في الأطفال وذلك لأن بعض هذه العظام لم تلتحم بعد أو لم تتشكل على نحو صحيح.
يختلف الهيكل العظمي أو الجهاز الهيكلي للذكور عن الإناث فيكون أطول بجانب أن كتلة العظام في حد ذاتها تكون أثقل، بالإضافة إلى أن عظام الحوض لدى السيدات والإناث تكون أكبر من ناحية العرض وذلك لإيجاد المساحة المناسبة لحمل أجنتها في رحمها وولادتها.
مقدمة بحث عن الجهاز الهيكلي
الجهاز الهيكلي هو محور جسم الإنسان والحيوان، عن طريقه يكتسب كل نوع من الكائنات الفقارية شكلها وهيئتها وليس الإنسان فحسب، فهو جهاز مميز للفقاريات التي سميت بهذا الاسم نسبة لوجود عمود فقري في أجسادها والذي يعتبر من أهم مكونات الجهاز الهيكلي في جسم الكائم الحي، ويُخطئ البعض حين يعتبر أن الجهاز الهيكلي هو الهيكل العظمي فقط بل أن الهيكل العظمي مكون من مكونات عديدة للجهاز الهيكلي.
مكونات الجهاز الهيكلي
الجهاز الهيكلي أو الجهاز الحركي هو عبارة عن تضافر بين أكثر من جهاز في الجسم لكي يقوم بتأدية وظيفة الحركة في الكائنات الراقية أو أصحاب فصيلة الفقاريات بمعنى أدق، ويتكون الجهاز الهيكلي من:
مجموعة من العظام المنتشرة بكافة أنحاء الجسم، والتي تكسبه شكله المعروف في كل كائن وتحميه من الصدمات مثل عظام الجمجمة التي تحيط بالمخ أو القفص الصدري الذي يحيط بالقلب بجانب التجاويف العظمية التي تحمي بعض الأعضاء الجسدية الهامة لدى الإنسان.
كما توجد بعض الغضاريف في الجهاز الهيكلي التي تمنح الإنسيابية في الحركة لبعض المناطق مثل الغضاريف الموجودة في منطقة الصدر على هيئة ضلوع تسمح بحركة القفص الصدري أثناء عملية التنفس وتبادل الغازات، بالإضافة لوجودها بين فقرات الظهر لتمنحه مرونة عالية وقدرة أكبر على الحركة.
بالإضافة لما سبق يكون هناك ما يعرف بالأوتار والأربطة، وهي عبارة عن أجزاء تتكون في الأصل من نسيج ضام ليفي يقوم بعملية ربط بين العضلات والعظام أو شرائط مرنة تتجمع في نهاية بعض العظام وذلك لإعطاء الجسم مرونة أكبر عند الحركة ولكنها تكون عرضة للتمزق والتهتك بشكل كبير.
الجهاز الحركي يشمل تضافر ثلاثة أجهزة معًا لأداء وظيفة الحركة وهم: الجهاز العظمي، الجهاز العضلي، الجهاز العصبي، وتنشأ الحركة نتيجة للاتصال والتنسيق بين ثلاثتهم.
الجهاز العضلي يتكون من حوالي 620 عضلة، والتي تكون من إحدى الأنواع الثلاثة في الجسم أما قلبية أو هيكلية أو ملساء، وقد تبطن بعض الأجزاء والأعضاء الهامة في جسم الإنسان كالمعدة والرحم على سبيل المثال.
الجهاز العصبي يتكون من تشابك بين مجموعة من الأعصاب تتواصل فيما بينها عن طريق إرسال الإشارات العصبية وبثها للجهازين العضلي والعظمي لكي ينفذا الأمر الوارد إليهما بالحركة، وتكون الوحدة الوظيفية له هي الخلية العصبية.
الجهاز العظمي ينقسم إلى جزئين ذو أهمية كبيرة وهما الجهاز الهيكلي المحوري والجهاز الهيكلي الطرفي حيث تختلف وظيفة كل منهما بعض الشيء.
الجهاز الهيكلي المحوري
الجهاز الهيكلي المحوري هو الداعم الرئيسي لجسم كل من الإنسان والحيوان، وهو محور التماثل لنصفي الكائن الحي، وأهم مكوناته هي:
الجمجمة: وهي علبة عظمية تحيط بالمخ لتحميه من الصدمات وتحافظ عليه، وتكون عظام الجمجمة غير تامة الالتحام في الأطفال حديثي الولادة وتبدأ في الالتحام في شهورهم الأولى بعد الولادة وذلك لتسهيل نزول رأس الجنين من رحم الأم عند ولادته.
العمود الفقري: وهو عبارة عن سلسلة من الفقرات تقع في منطقة الظهر وعددها 33 فقرة، (7 فقرات عنقية و12 صدرية و5 قطنية و5 عجزية و4 عصعصية ملتحمة)والهدف الرئيسي من وجوده حماية النخاع الشوكي الممتد عبر هذه الفقرات لما له من أهمية كبيرة في الجهاز العصبي.
القفص الصدري: يعتبر مجموعة من العظام أو الأضلاع التي تحيط بمنطقة الصدر، ويقوم بحماية القلب باعتباره من أهم الأعضاء في جسم الكائن الحي كما يلعب دورًا هامًا في عملية التنفس ويتكون من عظمة متوسطة تسمى عظمة القص تتفرع منها الأضلع وعددهم حوالي 24 ضلع.
عظام الحوض: تعتبر كذلك من أهم العظام المكونة للجهاز الهيكلي المحوري ويرتكز عليه الأطراف السفلية بالإضافة لحمايته للأعضاء التناسلية لكلا النوعين على حد سواء.
الجهاز الهيكلي الطرفي
الجهاز الهيكلي الطرفي يتفرع من الجهاز الهيكلي المحوري، بحيث يمثل الجهاز المحوري منطقة المنتصف وينشأ عنه نصفين متماثلين من العظام الطرفية والتي تكون هي:
عظام الطرف العلوي: وتشمل لوح الكتف الذي تستقر فيه عظمة العضد وتحديدًا في التجويف الأروح وتتمفصل مع عظمتي الزند والكعبرة واللتان تتمفصلان مع عظام رسغ اليد الذي يتفرع عنه سلاميات الأصبع في كل طرف.
عظام الطرف السفلي: ويشمل عظام القدمين التي تتكون من عظمتي الفخذ التي تستقر في التجويف الحقي بمنطقة الحوض، وتتمفصل عظمتي الفخذ مع عظام الساق (الشظية والقصبة) في منطقة عظام الرضفة (الركبة)، وتتصل عظام عظام الساق مع العرقوب ورسغ القدم ليتفرع إلى سلاميات الأصابع.
وظيفة الجهاز الهيكلي
الوظيفة الرئيسية للجهاز الهيكلي هي وظيفة دعامية، أي أنه يدعم الجسم ويكسبه هيئته ويمنحه القوة والصلابة، بجانب مجموعة من الوظائف الأخرى أهمها:
سهولة الحركة: حيث أنه المسئول النهائي عن إتمام عملية الحركة بعد تلقي الأوامر من الجهاز العصبي والتضافر مع الجهاز العضلي.
حماية الأعضاء الحيوية: حيث يقوم بحماية الأعضاء المسئولة عن استمرار الحياة كالمخ والقلب والرئتين.
تخزين الأملاح الهامة: فمن مسئوليات العظام القيام بعملية تخزينية للأملاح الهامة أهمها الكالسيوم لضمان النمو السليم للإنسان.
تكوين خلايا الدم الحمراء: حيث يتم تكون خلايا الدم الحمراء داخل نخاع العظام.
كيف يعمل الجهاز الهيكلي مع الجهاز العضلي
كما سبق أن ذكرنا فإنه هناك تنسيق بين غالبية أجهزة الجسم، وفي حالة الأجهزة الدعامية فهناك تنسيق خاص بين الجهازين الهيكلي والجهاز العضلي بحيث:
يتم هذا الارتباط والتنسيق الوظيفي بين الجهازين للقيام بوظيفة الحركة لدى الكائنات الراقية أو الفقارية على وجه التحديد بالإضافة لتدعيم الجسم.
يحدث الارتباط بين الجهازين عن طريق الاتصال بين العضلات والأوتار والأربطة الخاصة بالعظام فتقوم العضلات بسحب هذه الأوتار والأربطة ومن ثم يتم سحب العظام بحركة إرادية من الإنسان -غالبًا-.
حركة العضلات في الأصل تنشأ نتيجة للتآذر العصب عضلي بين الأعصاب والعضلات حيث يتم توصيل السيال العصبي والإشارة العصبية بانقباض أو انبساط العضلة ومن ثم التواصل بينها وبين عظام الجسم أي أن الحركة في الفقاريات تنشأ نتيجة اتحاد الثلاثة أجهزة معًا.
اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي
هناك العديد من الاضطرابات التي قد تحدث وتصيب هذا التضافر بين الجهازين العضلي والهيكلي، ومن أبرز هذه الاضطرابات الحادثة:
آلام المفاصل المختلفة ومنها الالتهاب الفقري والتهاب المفاصل الصدفي ومرض النقرس ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي.
مشكلات في العمود الفقري كآلام الرقبة والظهر بالإضافة للإنزلاقات الغضروفية الممكن حدوثها في الفقرات المختلفة للعمود الفقري.
آلام العظام مثل ترققها أو هشاشتها، وفي بعض الأحيان ضمورها بجانب الكسور التي يمكن أن تحدث فيها.
مشكلات العضلات كمثل فقد كتلة الهيكل العظمي العضلية، أو التشنجات العضلية المختلفة.
الآلام الموضعية أو الالتهابات المختلفة مثل هذه التي تحدث وتصيب الأنسجة الضامة بالجسم.
خاتمة بحث عن الجهاز الهيكلي
الجهاز الهيكلي من أهم الأجهزة التي منحها الله للإنسان والحيوان ليتمكنوا من القيام بكافة الأعمال المختلفة، أبرزها الحركة والهرب من المخاطر التي تحيط بهم، أو التنقل من مكان لآخر بحثًا عن الطعام والسكن، لذلك مهمة الحفاظ على هذه النعمة من الله ليست بالسهلة أو اليسيرة ولكن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، لذلك دائمًا وأبدًا الوقاية خير من العلاج.
أسئلة شائعة
ما هو تعريف الجهاز الهيكلي؟
هو عبارة عن مجموعة من الأعضاء تمنح البشر والحيوانات لقدرة على الحركة باستخدام الهيكل العظمي والعضلات معًا.