يبحث الكثير عن حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة، وسوف نتحدث خلال هذا المقال عن ما هو حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة، فإنه قد جاء عن الرسول صلى الله عليه، وسلم أنه قال
(إذا دخَل العَشرُ الأوَلُ فأراد أحدُكم أن يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بشَرِه شيئًا)
ولكن قد تعددت واختلفت آراء علماء عن حكم الحلاقة في عشر ذي الحجة، وسوف نعرض تلك الآراء خلال تلك الفقرة، وهي تتمثل في الآتي:
يذهب الرأي الأول للإمام أبو حنيفة وأيضا رأي الإمام مالك في أنه ترك الشعر وعدم الأخذ منه أنه ليس بسنة عن الرسول صلى الله عليه، وسلم ولا توجد أي كراهية في القيام بذلك، ويتم الاعتماد في حجتهم في ذلك الرأي أنه يتم الاعتماد عليه أنه فعل حلال، ولا يتم تحريم اللباس أو وضع الطيب، ومن هنا أيضا لا يتم تحريم الأخذ وحلاقة الشعر.
يذهب الرأي الثاني هو رأي الإمام الشافعي، ويتفق معه أيضا رأى سعيد بن المسيب أيضا أن الحديث السابق للرسول صلى الله عليه، وسلم أنه يتم الاعتماد عليه هنا على الاستحباب، وليس الوجوب فينص هذا الرأي إنه من السنة النبوية تنص على أنه من يريد أن يقوم بالتضحية يجب عليه الامتناع عن أخذ شي من شعره خاصة مع دخول شهر ذي الحجة، ومن ثم إذا قام بعكس ذلك، فإن فعله يعد مكروهاً ولكنه غير حرام.
يذهب الرأي الثالث للإمام أحمد وأيضا إسحاق بن راهويه أنه هذا الحديث يتم الاعتماد فيه على الوجوب، ولذلك من يقوم بأخذ أي شيء من شعره، أو يحلقه وكانت نيته أن يقوم بالتضحية فإنه فعله حرام.
ولكن يختلف هذا الحكم بالنسبة لمن يقوم بأداء مناسك الحج، ولذلك حكمه هنا أنه لا يجوز أن يقوم بالحلاقة، ويتم الاعتماد هنا على رأي الفقهاء أنه من يقوم بحلق شعر رأسه يجب عليه أن يقدم فدية ومن قام بإلحاق شعره في موضع الحاجم من رقبته، فتقع عليه أيضا تقديم فدية ومن قام أيضا بحلق شعر عانته، فتقع عليه أن يقوم بتقديم فدية ومن عمل على تحريك شعر لحيته، وتم على أثر تلك الحركة سقوط بعض الشعر أو أثناء وضوئه، فإنه هنا لا يقع عليه أي شيء.
أما بالنسبة لمن لا يعلم عن ما هي الفدية فهي القيام بذبح شاة أو العمل على الصيام لمدة زمنية تقدر بثلاثة أيام أو القيام بإطعام ستة مساكين، ولكن قد يحدث لأحد أصابه في رأسه وهو محرم فهنا يجوز له أن يقوم بحلق القدر الذي تأذى فيه فقط، وذلك الحكم جاء على ما جاء من قول الله -سبحانه- وتعالى حيث قال
يجب العلم أن لكل أمر قد تم الأمر به في الشريعة الإسلامية له حكمة من وراءه حتى لو لم يعلمها الإنسان وفي الأصل لا يجب على الإنسان يعلم الحكمة وراء كل فعل يقوم به، بل يجب عليه الامتثال لجميع أوامر الله -سبحانه- وتعالى ولكن سوف نذكر خلال تلك الفقرة ما هي الحكمة من ترك المضحي شعره أنه هنا يقوم المضحي بالقيام بمشاركة الحاج من قيام بذبح الشاة، ولذلك كان يجب عليه أن يقوم أيضا بمشاركته في الأفعال التي يجب أن يقوم بها من أجل الإحرام مثل عدم الأخذ من الشعر.
الحكمة من ذبح الاضاحي
سوف نتكلم خلال تلك الفقرة عن ما هي الحكمة من وراء ذبح الأضاحي وهي تتمثل في الآتي:
تتمثل الحكمة الأولى من ذبح الأضاحي هو القيام باتباع سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
تتمثل الحكمة الثانية من ذبح الأضاحي هي العمل على شكر الله -سبحانه وتعالى- على جميع نعمه التي أنعم علينا بها وعلى جميع عطائه.
تتمثل الحكمة الثالثة من ذبح الأضاحي هي الحصول على الثواب والأجر العظيم بسبب الامتثال لأوامر الله -سبحانه وتعالى-.
يتمثل الحكمة الرابعة من القيام بذبح الأضاحي في إحياء السنة التي قام بها سيدنا إبراهيم.
تتمثل الحكمة الخامسة في القيام بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وذلك عن طريق ذبح الأضاحي.
تتمثل الحكمة السادسة من ذبح الأضاحي هو القيام بالتوسعة رزق على جميع المساكين والفقراء.
مبطلات الحج
سوف نتكلم في تلك الفقرة من باب الإيجاز شديد عن ما هي مبطلات الحج وهي تتمثل في الآتي:
تتمثل أول مبطلات الحج في ترك الوقوف في يوم عرفة يتم الاعتماد لتأدية مناسك الحج هي العمل على الوقوف في يوم عرفة فمن لا يقف في يوم عرفة يتم إبطال الحج، ولكن القيام بالوقوف في عرفة فقط لا يعني أنه أيضا لم يتم الأبطال الحج، بل يجب عليه أن يقوم بجميع مناسك الحج مثل المبيت في المزدلفة وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة والعمل على رمي الجمرات والقيام بالمبيت في منى.
تتمثل ثاني مبطلات الحج في عدم النية في وقت الإحرام فكل الأعمال في الإسلام يتم الاعتماد فيها على النية، فيجب على الحاج أن يقوم بعقد النية الإحرام عند بداية النسك ومن لا يعمل على عقد النية هنا لا يتم اعتبار الحج مقبول هنا، ويتم الاعتماد في عقد النية على القلب فلا يجب الاعتماد على لفظها.
يتمثل ثالث مبطلات الحج في قيام الرجل بجماع مع زوجته فلا يجب أن يقوم الرجل بالقيام بهذا الفعل بعد الإحرام، ولكن يمكن القيام بالجماع قبل القيام بالعمرة، أو بعد الانتهاء من تأدية جميع مناسك العمرة، وذلك لأن الهدف من الحج هو مجاهدة النفس عن جميع الملذات والشهوات حيث قال الله -سبحانه- وتعالى
يتمثل رابع مبطلات الحج في الشرك بالله أو الردة، فإذا قام المشرك بالله إلى مكة لأداء مناسك الحج فلا تقبل منه بأي شكل، بل يجب أن يتوب إلى الله توبة نصوحة حتى يتم تقبل أعماله، وذلك لا الشرك بالله سبحانه وتعالى يترتب معه إبطال جميع الأفعال التي قام بها.
شروط الحج
سوف نتكلم في هذه الفقرة عن ما هي شروط التي يجب أن تتوافر لضمان صحة الحج وهي تتمثل في الآتي:
يتمثل أول شرط في الحج هو الإسلام فلا يمكن للكافر أن يقوم بأداء مناسك الحج.
يتمثل الشرط الثاني في وجود العقل، ومن هنا من فقد عقله لا يتم سؤاله عن الحج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه، وسلم أنه
(رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِل)
يتمثل الشرط الثالث في الحج في أنه يجب أن من يقوم به يكون قد بلغ، وذلك لأن جميع من لم يبلغ أصبح من غير المكلفين بأداء أي مناسك أو عبادات في الإسلام.
يتمثل الشرط الرابع في الحج في الحرية فهنا لا يمكن للعبد أن يقوم بأداء مناسك الحج فمن الشروط أيضا لصحة الحج هو توافر الاستطاعة المادية والبدنية وأن يكون الطريق آمنا للقيام بالحج.
يجب العلم أن عدم توافر أي شرط من تلك الشروط سوف يتم اعتبار الحج غير صحيح فيجب أن تتوافر جميع تلك الشروط لضمان صحة الحج.