هناك العديد من التساؤلات التي تدور في أذهان العديد من الأشخاص حول التذكير بالصلاة على النبر عليه أفضل الصلاة والسلام في يوم الجمعة، وهل لهذا التذكير أي وجه من أوجه الحرمانية أم لا، وهذا ما سوف يتضح لنا في الأسطر التالية:
أشار العديد من الفقهاء ومشايخ الأزهر إلى أن ليس هناك حرج نهائياً في القيام بإرسال الرسائل الخاصة بالتذكير بالصلاة على رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
كما أشار هؤلاء الفقهاء إلى أن هذه الرسائل لا حرمانية نهائياً في القيام بإرسالها تحديداً في حال إن كان المرسل يقوم بإرسالها بأي من النوايا التي تحمل الخيرات، مثل نية تحصيل الفرج على سبيل المثال.
وكذلك في حال إن كان الشخص يقوم بهذا الأمر من أجل النية الخاصة بالتوسل إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يرغب في أن يتوسل إلى الله من أجل أن يقوم ببعض من الأعمال الصالحة، فهذا الأمر جائز ومشروع للغاية ولا يوجد نهائياً أي حرمانية في القيام بهذا الأمر.
يوم الجمعة
تجدر الإشارة إلى أن يوم الجمعة يعتبر هو اليوم السابع من أيام الأسبوع في النظام الخاص بالعالم الإسلامي، فهو يوم عظيم للغاية، وكذلك فهو يوم ذا أهمية كبيرة وعظيمة للغاية بالتحديد بالشريعة الإسلامية، كما أنه يعتبر واحد من أهم العطلات الرسمية في غالبية البلاد العربية، وهذا ما جعل الله عز وجل يخص هذا اليوم على وجه التحديد بالعديد من الفضائل والخيرات العديدة الخاصة بالأجور الجزيلة، فهذا ما جعل هذا اليوم يُعد واحد من أفضل أيام الأسبوع كما ثُبت وورد في السنة النبوية المباركة، مع العلم بإن يوم الجمعة هو اليوم الذي يكون فيما بين يومي السبت والخميس، حيث نجد أنه يأتي بعد يوم الخميس وكذلك يأتي قبل يوم السبت، فهو يعتبر يوم بمثابة عيدًا للمسلمين والله أعلم.
سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم
تجدر الإشارة أنه قد قيل في تسمية يوم الجمة مجموعة من الأقوال العديدة، والتي يكون بعضها ذا أصل ثابت ولكن البعض الآخر لم يجد له أهل العلم إثبات، نهائياً مع العلم أن كان اسم يوم الجمعة منذ زمن الجاهلية يُدعى يوم العروبة، وقيل أيضا مجموعة من الأقاويل التي رجحت أن من أطلق على هذا اليوم اسم يوم الجمعة هو كعب بن لؤي، فهو واحد من أجداد رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه سلم، فهو كان سيدًا من أسياد قريش العظماء وكان أيضا خطيبا فيهم، هذا فضلاً عن أن انتشرت العديد من الأقاويل التي رجحت أنه قد سُمي بيوم الجمعة بعد الإسلام وليس قبله، لهذا السبب نجد أن السبب الكامن خلف تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم قد يعود إلى ما يلي:
تشير العديد من الأقوال إلى أن سمي يوم الجمعة بهذا الاسم نظراً إلى اجتماع العديد من الناس فيه منذ زمن الجاهلية.
هذا فضلاً عن أنه قد يكون سمي يوم الجمعة بهذا الاسم لأن العديد من المسلمين يجتمعون فيه في مختلف المساجد من أجل أداء الصلاة.
بجانب أنه قد سمي يوم الجمعة بهذا الاسم لأن الله تبارك وتعالى قد جمع فيه خليقة آدم عليه السلام.
كما قيل أن هذا اليوم سمي يوم الجمعة لأنه هو اليوم الذي اجتمع فيه سيدنا آدم بحواء.
بجانب أنه قد يكون سمي يوم الجمعة بهذا الاسم لأن الله تبارك تعالى قد جمع فيه العديد من الخيرات.
فضائل يوم الجمعة
في البداية نشير إلى أن فضائل يوم الجمعة لا تعدّ ولا تحصى مطلقاً، فهو اليوم الذي يُستحب فيه من قبل العديد من المسلمين بأن يحاولوا أن يكونوا دائمي التفرغ فيه من أجل العبادة، هذا بجانب أنه له على سائر الأيام مجموعة كبيرة من المزايا والخصائص التي تتعلق به وحده، ومن فضائل يوم الجمعة تكمن في الأتي:
في البداية نشير إلى أن جعل الله -تبارك وتعالى- يوم الجمعة بمثابة عيد للمسلمين حيث أنه قد أكرمهم به، وذلك كي يخالف اليهود والنصارى، حيث أن جميع اليهود يعظمون يوم السبت عن باقي أيام الأسبوع، وكذلك النصارى يعظمون يوم السبت وكذلك يوم الأحد.
هذا فضلاً عن أن يوم الجمعة يعتبر خير يوم قد طلعت فيه الشمس على جميع الناس كما أشار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
علاوة على ذلك نجد أنه قد سن رسول الله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حب التطهر والتطيب والغُسل في هذا اليوم، هذا فضلاً عن السواك في هذا اليوم من أجل إظهار فضله.
كما أنه قد خص الله سبحانه وتعالى صلاة الفجر جماعة في يوم الجمعة تحديداً على أنها خير من باقي الصلوات بأكملها.
مع العلم إن المسلم عندما يقوم بتبكيره من أجل صلاة الجمعة بعدما يتم اغتساله فإنه بهذا الفعل يقرب إلى الله سبحانه وتعالى ويعتبر هذا قربانا لله عز وجل.
وكذلك فإن المسلم بتبكيره من أجل صلاة الجمعة بعدما يغتسل ويمشي في طريقه إلى المسجد من غير أن يقوم بالركوب ، وكذلك في حال إن كان يمشي بخطوات بطيئة وغير مهرولة، ويصل إلى المسجد ويستمع بحرص شديد دون لغو كان بهذا الأمر له في كل خطوة من الخطوات عمل سنة بمثابة أجرًا لصيامها وقيامها.
مع العلم بإن الله سبحانه وتعالى يغفر لجميع من يشهد الجمعتين من دون أن يلغو فيهما جميع الذنوب التي قد اقترفها فيما بين الجمعتين.
كما نصحنا الله سبحانه وتعالى بالقيام بقراءة سورة الكهف في هذا اليوم، حيث قال أن قراءة هذه السورة للمسلم تعتبر بمثابة نورًا لما بين الجمعتين.
هذا بجانب أنه قد رزق الله تبارك وتعالى المسلمين في هذا اليوم الجمعة ساعة استجابة، أي ساعة لا يرد فيها الدعاء مطلقاً.
هذا فضلاً عن إن الميت في هذا اليوم وليلته قد وقاه الله من فتنة القبر بإذن الله، حيث أن هذا اليوم يأتي يوم القيامة كشهيد على أهله.
سنن يوم الجمعة وآدابه
نشير إلى إن يوم الجمعة يعتبر من الأيام الفاضلة والعظيمة التي توجد بالأسبوع، أي أنه هو خير أيام الأسبوع، فهو له العديد من الآداب والسنن على غالبية المسلمين الذين اهتدوا به وكذلك الذين قاموا به، ومن أبرز وأهم السنن الخاصة بيوم الجمعة والآداب الخاصة به تتمثل فيما يلي:
الالتزام بالصلاة: حيث أن صلاة الجمعة تعتبر من أهم الفروض في الدين الإسلامي، فهي من أعظم التجمعات التي يجتمع فيها العديد من المسلمين، حيث أن من تركها تهاون فقد طبع الله عز وجل على قلبه، وهذا نظراً لما ورد في قول الله عز وجل، قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ“( الجمعة:9)
الإكثار من الدعاء في يوم الجمعة: حيث أن من أهم فضائل هذا اليوم أن الله تبارك وتعالى قد اختصّه في ساعة الإجابة، حيث أن فضل الدعاء كبير فيه لللغاية، لهذا فمن الأدب الخاصة بالمسلم أنه يجب أن يكثر من الدعاء والاجتهاد في هذا الدعاء في هذا اليوم.
الإكثار من الصلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم: حيث إن صلاة المسلم في هذا اليوم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تُعرض على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لذا فقد تم تخصيص يوم الجمعة بذلك لأنه يعتبر بمثابة سيّد الأيام.
قراءة سورة الكهف: تجدر الإشارة إلى أن من الأمور المستحبة في هذا اليوم أنه قد حث النبي عليه الصلاة والسلام على أنه في يوم الجمعة يستحب القيام بقراءة سورة الكهف، حيث إنها تعتبر بمثابة نور لما بين الجمعتين لمن يداوم على قرأتها.