ذبح الأضحية هي سنة مؤكدة على جميع المسلمين القادرين على تحمل نفقتها لذلك من يحمل القدرة المادية لشراء الأضحية، ولا يفعل ذلك، فإنه أمر مكروه في الشريعة الإسلامية، ويجب معرفة أنه يجب القيام بالتضحية في كل عام وأن القيام بذلك لمرة واحدة لا يكفي لأن ذبح الأضحية يشبه إلى حد كبير حكم الصلاة الذي يجب أن يتم في ميقات محدد.
ويجب العلم أنه يمكن للرجل أن يقوم بذبح أضحية واحدة لنفسه، ومن أجل أهل بيته أيضا، وذلك الفعل يتم القيام به اقتداء بأفعال النبي محمد؛ لأنه كان يحرص دائما كل عام أن يقوم بذبح أضحية لنفسه ولأفراد بيته جميعهم.
أما بالنسبة إلى حكم من لا يمتلك القدرة المادية للقيام بالأضحية، فإنه هنا لا يكون عليه حرج، ولكن إذا كان يستطيع أن يستدين بعض المال لشراء الأضحية ويوجد لديه المقدرة أن يقوم بسداد ذلك الدين بعد مرور فترة زمنية معينة هنا يمكن له أن يقوم بالأضحية.
شروط الأضحية من الغنم
يجب أن يعلم كل مسلم أنه هناك بعض الشروط الأساسية التي يجب أن تتوافر في الغنم حتى يصلح أن يكون أضحية وهي التي سوف نذكرها خلال السطور الآتية وهي:
إذا كانت الأضحية هي خراف، فيجب أن تكون عمرها ستة أشهر وأكثر، ولكن إذا كانت ماعز فيجب أن يبلغ عمرها سنة أو أكثر.
ولمن لا يستطيع التفرقة بين الماعز والخراف فالماعز هي التي يغطي جسمها الشعر والخراف التي يغطي جسمها الصوف.
ويجب العلم أنه هناك اختلاف كبير بين الفقهاء على تحديد السن المناسب للماعز والخراف وسوف نذكر تلك الآراء المختلفة خلال السطور التالية:
الحنفية: يذهب رأي الإمام الحنفي أنه يتم اعتبار السن الصحيح للماعز، حتى تصبح أضحية هي عند بلوغها السنة، ولكن بالنسبة لعمر الخراف فعمره المناسب هو من ستة أشهر إلى الشهر السابع.
المالكية: ذهب المذهب المالكي إنه تم تحديد السن المناسب للماعز، حتى تصلح للأضحية يجب أن تكمل عامها الأول وذاهبة لإتمام عامها الثاني، ويتم احتساب عمرها من خلال الأشهر الشمسية عدا صحيح وواضح من العام الثاني، ولكن بالنسبة للخراف فهي تصبح صالحة للأضحية عندما تبلغ من العمر سنة، ثم تدخل في السنة الثانية.
الشافعية: يذهب هذا الرأي أنه بالنسبة لعمر الماعز يجب أن تكون أكملت العامين من عمرها وذاهبة لإتمام السنة الثالثة، ولكن بالنسبة للخراف فتعتبر صالحة للأضحية عندما تكمل عام، وسوف تبدأ في العام الثاني.
الحنابلة: اختلف معهم إلى حد بعيد مذهب الحنابلة حيث يعتقدون أن السن المناسب للماعز عندما تكمل سنة واحدة، ولكن بالنسبة للخراف تعتبر صالحة للأضحية عندما تكمل عمر ستة أشهر وسوف تكمل الشهر السابع.
حكم ذبح الأضحية قبل صلاة العيد
من يقوم بالذبح قبل صلاة العيد فهنا لا تعتبر أضحية، فقد تم ذكر المدة المحددة التي يجب أن يتم من خلالها الذبح وهي منذ أول أيام العيد الأضحى المبارك حتى مغرب اليوم الثالث أي أنه تعتبر بداية ذبح الأضحية هي من يوم العاشر من شهر ذي الحجة وهو ما يطلق عليه بيوم النحر أو الذبح.
وقد جاء دليل من السنة النبوية يؤكد ضرورة قيام الذبح بعد صلاة العيد وأنها لا تجوز قبل الصلاة من خلال ما سمع عن الرسول صلى الله عليه، وسلم
“إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ، فقامَ خالِي أبو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنَا ذَبَحْتُ قَبْلَ أنْ أُصَلِّيَ، وعِندِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِن مُسِنَّةٍ؟ قَالَ: اجْعَلْهَا مَكَانَهَا -أوْ قَالَ: اذْبَحْها- ولَنْ تَجْزِيَ جَذَعَةٌ عن أحَدٍ بَعْدَكَ” (حديث صحيح)
حكم ذبح المرأة للأضحية
تعددت الآراء عن حكم ذبح المرأة للأضحية، والرأي الغالب ينص على أنه يجوز للمرأة أن تقوم بالذبح في حالة إذا كانت تحسن القيام بالذبح وهناك دليل من السنة النبوية يثبت صحة هذا الرأي، وهو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن امرأةً ذبحت شاةً بحجر فسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فأمر بأكلها. (رواه كعب بن مالك)
في مذهب الشافعية اعتبر قيام المرأة بالذبح هو أمر غير محبب ومكروه، ولكن هناك رأى النخعي الذي ينص على لا توجد أي مشكلة في قيام المرأة بالذبح إذا توافر شرط وهو قدرتها على القيام بالذبح.
حكم ذبح الأضحية باليد اليسرى
من الأفضل أن يتم الذبح عن طريق استخدام اليد اليمني، ولكن لا يوجد أي مشكلة إذا تم استخدام اليسرى فلا يوجد أي دليل من السنة النبوية ينهي عن ذلك، فهو يعتبر من الجائز القيام به .
فهناك حالات تعتمد على يدها اليسرى بشكل أساسي؛ ولذلك إذا قاموا بالذبح عن طريق استخدام اليد اليسرى فهنا لا يوجد أي حرج.
ومن الجدي بالذكر أنه هناك دليل في السنة النبوية يؤكد على أنه لا توجد مشكلة في الذبح بالاعتماد على أي يد حيث قال رسول الله صلى الله عليه، وسلم
هنا في هذا الموضوع يجب التفرقة بين المسلم الذي يترك الصلاة تكاسلا منه، وبين الشخص الذي يترك الصلاة لعدم اعترافه بها فهنا يختلف الحكم باختلاف تلك الحالات.
فبالنسبة للحالة الأولى، فمن يقوم بترك الصلاة تكاسلا منه فهنا يجوز أنه يقوم بذبح الأضحية.
أما في الحالة الثانية إذا كان الشخص لا يصلي بسبب إنكاره لأهمية الصلاة فهنا لا يجوز أن يقوم بذبح الأضحية وإذا قام بذبحها لا يجوز أيضا أن يتم الأكل منها.
حكم ذبح الأضحية رابع يوم العيد
اتفق معظم الفقهاء أنه يجب أن تتم الأضحية في أول وثاني وثالث يوم من أيام التشريق وذلك بناء على ما جاء من آراء الإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل.
اختلف معهم في الرأي مذهب الشافعية حيث قال إنه يمكن أن يتم الذبح في اليوم الرابع، ولكنه وضع شرط واحد إذا كان اليوم الرابع من العيد يدخل في أيام التشريق.
حكم ذبح الأضحية في بلد غير المضحي
الهدف الرئيسي من الذبح هو الامتثال لجميع أوامر الله -سبحانه- وتعالى ولذلك من قام بالذبح الأضحية يجب أن يكون حاضرا الذبح، أو حتى يستطيع أن يأكل من هذا اللحم.
لذلك ذهب الرأي أنه عند وجود الشخص في بلد آخر، وقام بالتضحية في بلده، فإنه هنا لا يصح؛ لأن الله -سبحانه- وتعالى نص على ضرورة أكل اللحم بعد القيام بالتضحية مباشرة، وذلك جاء في قوله تعالى
ومن هنا يتم الاعتبار أنه من الأفضل أن يقوم الشخص بالذبح الأضحية في بلده حتى يشعر بطقوس العيد الأضحى كاملة وليتمكن أيضا من تناول اللحم من الأضحية مباشرة.