هل من الحقوق الواجبة للميت اتباع جنازته ؟ سيدور مقالنا اليوم في مخزن حول إجابة هذا السؤال فالموت هو الحقيقة الثابثة في حياتنا جميعًا وهو مصير كل فرد وكل كائن حي على وجه الأرض ودليل ذلك ما ورد في آيات القرآن الكريم في سورة الرحمن في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [26/27]، وما الحياة الدنيا إلا دار اختبار لدخول الجنة في الآخرة فقد قال تعالى في آيات كتابه الحكيم: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
نجيبكم خلال هذه الفقرة عن هذا الاستفسار الأكثر شغلًا لمحركات البحث ولكن في البداية تجدر بننا الإشارة إلى المقصود بالجنازة فالجنازة هي المراسم التي يتم إقامتها لتشييع جثمان المتوفي والتي تبدأ بغُسل الميت وتكفينه وتطييبه بالعطر وتنتهي بدفنه، والجدير بالذكر أن هذه العادات الجنائزية لا تختلف كثيرًا في الشرائع السماوية بين اليهود والمسيحيين والمسلمين ولكنها تختلف في الطقوس وشكل الصلاة على الميت واتجاه الدفنة، والآن دعونا نتعرف على إجابة استفساركم اليوم:
س/ من الحقوق الواجبة للميت اتباع جنازته صح أم خطأ ؟
جـ/ العبارة صحيحة فللميت عدة حقوق من ضمنها اتباع جنازته.
الحقوق الواجبة للميت
للميت فور وفاته حقوق على المحيطين به، هذه الحقوق نذكرها لكم تفصيلًا عبر سطورنا التالية:
الغُسل: يتمثل في تغسيل الميت ولهذا الغُسل أحكام وشروط خاصة ينبغي أن يراعيها الشخص القائم على الغُسل والجدير أن الغُسل واجب لجميع الموتى ماعدا الشهيد الذي مات في سبيل الجهاد فدمائه طاهرة ويستحب أن يُدفن على حاله.
التكفين: تكفين المسلم فرض كفاية ودليل ذلك ما ورد في السنة النبوية عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: {كانَ رَجُلٌ واقِفٌ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفَةَ، فَوَقَعَ عن رَاحِلَتِهِ – قالَ أَيُّوبُ: فَوَقَصَتْهُ، وقالَ عَمْرٌو: فأقْصَعَتْهُ – فَمَاتَ فَقالَ: اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تُحَنِّطُوهُ، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فإنَّه يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ، قالَ أَيُّوبُ: يُلَبِّي، وقالَ عَمْرٌو: مُلَبِّيًا}.
الصلاة: يُقام للميت صلاة الجنازة وهذه الصلاة إما أن تعقب صلاة الظهر أو العصر، ولهذه الصلاة أحكام وشروط نسترسل في الحديث عنها عبر سطورنا التالية.
اتباع الجنازة: يتمثل اتباع الجنازة في حمل الميت والسير ورائه إلى أن يتم دفنه والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
دفن الميت: لهذا الدفن أحكام محددة جاء بها الشرع فيستحب أن يقول الذي يُدخل الميت القبر حينما يضعه بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوضع الميت في قبره على جنبه الأيمن، ويشرع أن يوضع الميت مستقبلًا للقبلة، وأن تُحل عقدة الكفن في القبر، وهناك العدين من الأحكام الأخرى المتعلقة بالدفن.
إذا استرسلنا في الحديث عن حقوق الميت وما يتعين على اتباعه حينها فلن تستوفي الكلمات حقها فللميت حقوق متعددة على من حوله، هذه الحقوق مرتبطة بأحكام شرعية ينبغي مراعاتها عند اتباع جنازنه، هذه الأحكام يُفضل أخذها من مصادر فقهية لضمان تطبيقها بشكل صحيح.
صلاة الجنازة حق من حقوق الميت
صلاة الجنازة هي الصلاة التي يصليها أهل الميت وأحبابه عليه قبل دفنه وهي صلاة مشرعة للموتي، لها أحكامها الخاصة، هذه الأحكام يمكنكم التعرف عليها بمتابعة سطورنا التالية:
يتم وضع الميت في الاتجاه الأيمن للقبلة وقدمه توضع في يسار القبلة.
يقف الإمام عند رأس الميت ويقف خلفه المصلون.
بعد اصطفاف المُصلين يبدأ الإمام في أداء الصلاة فيكبر التكبيرة الأولى ومن بعدها يقرأ ما تيسر من القرآن.
ثم يكبر الإمام التكبيرة الثانية ويصلي على النبي صلى اللخ عليه وسلم.
ثم يكبر التكبيرة الثالثة والتكبيرة الرابعة ثم يدعو للميت.
ثم يتم التسليم من الصلاة ويُشرع أن يُلم تسليمه واحدة أو تسليمتين.
شروط صلاة الجنازة
عند أداء صلاة الجنازة ينبغي أن يكون الأفراد مُلمين بشروطها فصلاة الجنازة مرتبطة بأحكام شرعية محددة، هذه الأحكام نذكرها لكم تفصيلًا عبر سطورنا التالية:
ينبغي أن يعقد المسلم نية الصلاة قبل أدائها فالنية واجبة على صلاة الجنازة كذلك.
يجب أن يكون المتوفي مسلمًا فصلاة الجنازة جائزة فقط على المسلمين.
يشترط أن يكون جسد الميت كاملًا لتشرع عليه صلاة الجنازة فلا يجوز أداء الصلاة على أعضاء متفرقة أو حتى عضو واحد فقط.
لابد أن يوضع الميت أمام الإمام في اتجاه القلبة، ويشترط أن يكون الميت طاهرًا فلا تجوز الصلاة على المتوفي غذا لم يتم تغسيله.
صلاة الجنازة قائمة على جميع الموتى بخلاف الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الجهاد فهؤلاء لا يتم تغسيلهم ولا تُصلى عليهم صلاة الجنازة.
أحكام شرعية متعلقة بالوفاة
هناك أحكام ينبغي أن يلتزم بها المسلم عن وفاة أحد أقاربه أو أصدقائه، هذه الأحكام والتشريعات نوضحها لكم عبر سطورنا التالية:
يُشرع لأهل الميت البكاء أثناء الصلاة وكذلك أثناء اتباع الجنازة ولكن لا يشرع لهم النواح أو اللطم.
ينبغي أن يتعظ المسلم من الموت وأن يبدأ في الاستعداد لآخرته فالوفاة مصير حتمي لجميع المخلوقات، ولكل شخص أجل.
يجوز للمرأة الحديد على المتوفي إذا كان قريب لها على ألا تتجاوز فترة الحداد عن ثلاثة أيام، ويشرع للمرأة إذا كان المتوفي زوجها أن تحد لمدة أربعة أشهر.
يستمر عزاء الميت لمدة ثلاثة أيام يستقبل فيها أهل المتوفي التعازي، وينبغي الرص على عدم إقامة ذكرى للميت لأنها بدعة لا أصول لها في الدين.
كفن الميت مصنوع مما كان يلبسه في حياته.
لا يجوز للمرأة أن تتبع الجنازة ولكن يشرع ها أن تصلي صلاة الجنازة على المتوفي.
زيارة المتوفي في قبره حق من حقوقه بعد وفاته، ومنها يأخذ المسلم عظة ويتذكر المصير الحتمي الذي سيلقاه يومًا ما.
يتعين على أهل الميت ومن يتبع جنازته أن يستغفروا له وأن يطلبوا له الرحمة والمغفرة من المولى عز وجل.
ينبغي على أهل الميت أن يقوموا بتسديد دينه إذا كان مديونًا ويُفضل أن يتم ذلك قبل دفنه.
المخالفات الشرعية في الجنازة
يقع البعض في المخالفات الشرعية عند اتباع جنازة الميت دون دراية منهم لذا سنوضح لكم تفاصيل شاملة حول المخالفات الشرعية التي حذرنا منها المولى عز وجل عند اتباع جنازة الميت، وهي:
التأخر عن دفن الميت.
التأخر عن تسديد دين الميت.
ترك الفريضة الأساسية للصلاة وأداء صلاة الجنازة.
البكاء الشديد الذي يصل إلى حد الصراخ والنواح.
المشي على القبور أو الجلوس فوقها فللميت حُرمه ينبغي ألا بنتهكها الحي.
السب والشتم على الميت لأي سبب كان، فمن حقوق الميت بعد وفاته أن نذكر محاسنه.
من الحقوق الواجبة للميت اتباع جنازته ؟ سؤال أجبناه لكم عبر مقالنا السابق وبهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام مقالنا، نأمل أن نكون استطعنا أن نوفر لكم محتوى مفيد وواضح حول حقول المتوفي يغنيكم عن عناء البحث وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.