إن المعلومة الخاصة بأول من سعى فيما بين الصفا والمروة تعتبر واحدة من أهم المعلومات أهمية التي لابد على كل شخص مسلم بإن يكون على علم بها، وذلك نظراً إلى أن السعي بين الصفا والمروة يعتبر من أهم الشعائر الإسلامية، لهذا فالإجابة عن هذا السؤال سوف نقوم بعرضها فيما يلي:
تجدر الإشارة إلى إن السيدة هاجر – عليها السلام – تعتبر هي أول من سعى بين الصفا والمروة، علينا بإن نذكر أن السيدة هاجر رضي الله عنها هي زوجة نبي الله إبراهيم – عليه السلام- كما أنها هي أم نبي الله إسماعيل -عليه السلام- .
علماً بإن السيدة هاجر رضي الله عنها قامت بالسعي فيما بين الصفا والمروة بعدما تركها زوجها إبراهيم عليه السلام هي وابنها في مكة المكرمة، حيث أن بعد مرور فترة من الوقت نفذ منهما جميع الماء والطعام.
وعندما انتهى الزاد منها خافت كثيراً على ابنها من أن يموت جوعًا أو عطشًا، ففي هذا الحين قد ذهبت إلى جبل الصفا ومن ثم قررت أن تقوم بالصعود إلى قمة هذا الجبل حتى تحاول أن تجد أي شخص يقوم بمساعدتها ونجدتها هي وابنها من الجوع والعطش.
ولكنها حتى بعدما صعدت لم ترى أي شخص نهائي قريب منها ومن ثم قررت بإن تنزل من هذا الجبل ومن ثم قامت بالحرص على القيام بقطع الوادي الذي يفصل فيما بين الجبلين.
وفيما بعد عزمت على القيام بالصعود إلى جبل أن تظل مداومة على القيام بالصعود والهبوط لعدد مرات وصل إلى سبعة أشواط، حتى وجدت بإن هناك ماء يخرج بشكل مفاجئ فيما بين قدم ولدها الصغير، ومن هنا كانت المعجزة التي أنجدها الله عز وجال بها هي وولدها من الجوع والعطش، ومن هنا أصبح السعي فيما بين الصفا والمروة واحد من الشعائر الإسلامية.
شروط السعي بين الصفا والمروة
توجد مجموعة من الشروط التي يجب على كل فرد مسلم بإن يلتزم بها ويلتزم بالقيام بتطبيقها عندما يسمى فيما بين الصفا والمروة، حيث أن في حال إن حدث أي نقص في أي من هذه الشروط فقد ينجم عن هذا النقص في الغالب بطلان السعي تماماً، تتمثل أبرز هذه الشروط فيما يلي:
يجب أن يقوم الشخص الساعي بالعمل على قطع المسافة التي تم تحديدها في الشرع بالكامل فيما بين جبل الصفا إلى جبل المروة ولا يجوز النقص فيها نهائياً بأي حال من الأحوال.
لابد من القيام بالحرص على أن يكون السعي بعد الطواف، حيث أن السعي يجب بإن يكون تابع للطواف ويعتبر هو المتمم له، وفيما يلي لقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ثم قام بالسعي بعد أن قام بالطواف بالبيت لهذا نشير إلى أن لهذا القول هو الأرجح والله أعلم.
هذا فضلاً عن أن الموالاة بين مختلف الأشواط الخاصة بالسعي، فقد قام العديد من أهل العلم بالعمل على توضيح بأن تلك الموالاة تعتبر واحدة من الشروط الهامة الخاصة بصحة السعي، هذا نظراً إلى أن هناك العديد من الأشخاص الآخرون الذين قالوا أن في تلك الحالة لا تُشترط الموالاة وذلك يكون بسبب أن هذا الأمر لا يتعلق نهائياً بالبيت الحرام.
هذا بالإضافة إلى ضرورة الحرص على الحفاظ على الترتيب، فيجب بأن يبدأ الساعي أولاً بالصفا وينتهي عند المروة، لهذا السبب فهناك العديد من الفقهاء الذين قالوا بإن في حال إن بدأ المسلم السعي بدايةً من المروة ففي تلك الحالة أُلغي هذا الشوط نهائياً ولا يحتسب من ضمن السبع أشواط.
بالإضافة إلى أن في تلك الحالة يجب الحرص على القيام بإتمام السبع أشواط بالكامل، مع العلم بإن الذهاب فيما بين الصفا للمروة يعتبر بمثابة شوط، وكذلك في حال الرجوع أي العودة فيما بين المروة للصفا يعتبر شوط آخر.
سنن السعي بين الصفا والمروة
في البداية نشير إلى أن السنن هي في الأصل تعتبر مجموعة من الأمور التي من المستحب على الشخص المسلم بأن يقوم بها عندما يقرر السعي فيما بين الصفا والمروة، وتلك السنن تعتبر بمثابة مجموعة من الأفعال التي تعمل على سد النقص بالفرائض وتقوم بالمساعدة على اكتمال الشعيرة، ومن أهم السنن الخاصة بالسعي تكمن فيما يلي:
تعتبر الطهارة واحدة من أهم السنن التي لابد للشخص الساعي بإن يتحلى بها خلال السعي، مع العلم بإن هذا الأمر قطعاً يعتبر يسيرًا على المسلم للغاية.
وكذلك يفضل قيام الشخص المسلم بالقيام باستلام الحجر الأسود قبل قيامه بالتوجه للصفا والبدء بالسعي فيما بين الصفا والمروة.
هذا بجانب أن المسلم يجب بإن يقوم بقراءة الآيات الخاصة بالصفا والمروة من القرآن الكريم وهي الآية 158 من سورة البقرة، قال الله تعالى ” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ” ( البقرة: 158)
هذا بجانب أنه يجب الدعاء بكثرة في أثناء الصعود على الصفا والمروة، ويفضل القيام بالحرص على استقبال القبلة والعمل على الإكثار من الذكر والدعاء بكل ما تريده وترغب به، حيث أن الدعاء في هذا الحين يكون مستجاب بمشيئة الله عز وجل.
كما أنه يفضل في هذا الحين الحرض على المشي فيما بين الصفا والمروة، مع ضرورة التركيز على أن يكون المشي سريع بعض الشيء وبالتحديد فيما بين العلمين الأخضرين.
وفي النهاية يجب الحرص على الإكثار من الدعاء وذكر الله تبارك وتعالى على وجه العموم بما تيسر من الكتاب والسنة في أثناء السعي.
حكم السعي بين الصفا والمروة
تجدر الإشارة إلى أن الحكم الخاص بالسعي فيما بين الصفا والمروة يعتبر واحد من أهم الأمور التي تعتبر محل خلاف وجدل كبير فيما يخص حكمها بين العديد من أهل العلم، الذي يرغبون في التوصل إلى معرفة حكمه معرفة طريقة السعي بين الصفا والمروة، ولكن في هذا الحين نشير إلى أن أهل العلم يقولون فيما يخص هذا الحكم ثلاث أقوال ومذاهب مختلفة تتمثل فيما يلي:
السعي بين الصفا والمروة فرض: هذا المذهب هو المذهب الخاص بالشافعية والمالكية وهنالك بعض من الروايات التي تقول أنه يخص الحنابلة أيضا، وهذا المذهب يتضمن أن السعي يعتبر فريضة على المسلم، والدلالة على ذلك تعود إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إنَّ اللهَ كتب عليكم السعيَ فاسْعوا” ( صحيح الجامع)
السعي بين الصفا والمروة واجب: هذا الحكم هو النابع من قول الإمام أبو حنيفة والثوري، حيث أنهم قالوا أن السعي يعتبر واجب أي أنه ليس فريضة، وذلك نظراً إلى أن لا يوجد أي دليل يفيد بثبوت قطعي أن توجد دلالة فلا يكون فرض نهائي وكذلك فانه يُجزئ عنه الدم في حال إن تركه المسلم.
السعي بين الصفا والمروة سنة: هذا الحكم هو ذات الحكم النابع من قول ورأي لمجموعة من جماعة السلف، أي أنه نابع من رواية لأحمد بن حنبل، مع العلم بانهم استدلوا عليه انه يعتبر تطوّع وليس ركن أو واجب.
أسئلة شائعة
من اين ابدا الصفا والمروة؟
يفضل ضرورة الحرص على الحفاظ على الترتيب، فيجب بأن يبدأ الساعي أولاً بالصفا وينتهي عند المروة، لهذا السبب فهناك العديد من الفقهاء الذين قالوا بإن في حال إن بدأ المسلم السعي بدايةً من المروة ففي تلك الحالة أُلغي هذا الشوط نهائياً ولا يحتسب من ضمن السبع أشواط.
كم مره سعي؟
سبع أشواط بالكامل، مع العلم بإن الذهاب فيما بين الصفا للمروة يعتبر بمثابة شوط، وكذلك في حال الرجوع أي العودة فيما بين المروة للصفا يعتبر شوط آخر.
