مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

هل النوم عذر شرعي لتأخير الصلاة

بواسطة: نشر في: 28 نوفمبر، 2022
مخزن

هل النوم عذر شرعي لتأخير الصلاة

قد يغفل بعض المسلمين عن أحد أركان الإسلام الأساسية ألا وهي الصلاة بسبب النوم مما يترتب على الأمر تأخيرهم لموعد الصلاة أو الجمع بين صلاتين، فهل النوم عذر شرعي لتأخير الصلاة، فهذا ما سنوضحه في النقاط التالية:

  • إن من لم يتعمد السهو أو النوم عن الصلاة فلا شيء عليه، حيث من الممكن أن يؤخر الصلاة إلى خروج وقتها أو إلى ما بعدها إن وجد مشقة شديدة في تأديتها قبل النوم، فلقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم-:

عن أبو قتادة “قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إنه لا تَفْرِيطَ في النومِ إنما التفريطُ في اليقظةِ فإذا سها أحدُكم عن صلاةٍ فلْيُصَلِّها حين يذكرُها ومن الغدِ للوقتِ”.

  • كذلك من نام النوم المعتاد أو شغله أي شاغل ونسي الصلاة دون قصد فلا شيء عليه، فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- والصحابة نسوا، حيث إنه ذات يومًا نام سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة إلى أن ضربته الشمس.

عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي”.

  • أي خلاصة القول، ينبغي أن يبتعد الإنسان قدر الإمكان عن أسباب النوم، أي أنه يبكر بالنوم لكي يصلى الفجر وغيره من الصلوات.
  • كما من الضروري ألا يسهر، وأن يقوم باستخدام المنبه لتذكر أوقات الصلاة والاستيقاظ من النوم، فالنسيان ليس اختيار المسلم ولا يأثم عليه، ولكن التعمد باختياره إذ يعاقب عليه.
  • وبصفة عامة لا بد من أداء الصلاة بمجرد الاستيقاظ سواء في الضحى أو الظهر أو العصر ولا ينبغي تأجيلها لليوم التالي.
  • ويُجدر بالإشارة إلى أن النائم وكما قال الفقهاء يُرفع عنه القلم إلى أن يستيقظ من نومه لأن المُكلف هو العقل، فعند نومه يكون ذهب عقله، حيث إنه لا يُحاسب عن الصلوات الفائتة إلا إذا كان نام عقب وقت الصلاة.

حكم النوم عن الصلاة

قد يختلف حكم النوم عن الصلاة باختلاف موعد النوم كما سنبين لكم في السطور التالية:

النوم قبل دخول وقت الصلاة

  • لا يُكره النوم قبل دخول موعد الصلاة في حالة إن يتقن المسلم أنه سوف يستيقظ في وقت الصلاة حيث لن يقوتها.
  • وذلك لأنه غير مكلف بالصلاة قبل دخول وقتها، وفي حالة إن فاتته الصلاة بعد هذا الأمر فإنه لا يأثم.
  • وإن سيطر عليه النوم وأدركه موعد الصلاة فهو معذورًا عن تأخيرها بسبب نومه قبل دخول الوقت المتوقع.
  • فلا يوجد في الأمر كراهة ولا حتى حرمة لا سيما إن تم عقد العزم على أداء الصلاة ولكن فات موعدها بسبب النوم أو النعاس.

النوم بعد دخول وقت الصلاة

  • يُكره النوم عقب دخول موعد الصلاة، وكذلك قبل أن يتم أدائها.
  • وفي حالة إن ظن الشخص النائم أنه أدى الصلاة قبل أن يضيق وقتها أو غلب عليه الظن بعد أدائها حينها فإنه يُحرم.
  • حيث يأثم نتيجة لفوات الصلاة.
  • فلا بد وأن يوكل أحد من أفراد عائلته أو أصدقائه لكي ينبهه بوقت الصلاة ويستيقظ لتأديتها.
  • فلقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يوكل بلال بن رباح بإيقاظه للصلاة.
  • وبصفة عامة لتجنب الحصول على الأثم لا بد من عدم الاستغراق في النوم قبل دخول الوقت المعروف للصلاة.

النوم قبل صلاة الجمعة

  • من الضروري أن يحرص المسلم على أداء صلاة الجمعة حيث إنه لا ينبغي التهاون فيها.
  • ولكن في حالة إن كان هناك حاجة للنوم قبلها ولقد تم اتخاذ جميع الأسباب التي من الممكن أن تؤدي للاستيقاظ عليها، فليس هناك إثمًا في ذلك.
  • والدليل على هذا الأمر قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:

“إنه لا تَفْرِيطَ في النومِ”.

حكم الصلوات الفائتة بسبب النوم

لا تسقط الصلوات الفائتة بسبب النوم عن المسلم، إذ يعد قضاؤها واجبًا، كما سنبين لكم في النقاط التالية:

  • روى أنس بن مالك عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

“مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.”.

  • ففي هذا الحديث دلالة على أهمية قضاء الصلاة الفائتة فور الاستيقاظ من النوم.
  • علمًا بأن إن كان هناك أكثر من صلاة فائتة فمن الضروري أن يصليها المسلم على الترتيب.
  • ويُسن له إذا رأى شخصًا نائمًا أن يساهم في إيقاظه في حالة إن ظن أن الصلاة ستفوته، بينما يجب عليه إيقاظه إن تأكد من أنها ستفوته بالفعل.

حكم تأخير صلاة العشاء بسبب النوم

كثيرًا ما يتجه البعض إلى النوم بعد صلاة المغرب، حيث تفوتهم صلاة العشاء في وقتها، فما هو حكم تأخير صلاة العشاء بسبب النوم، فهذا ما سنوضحه فيما يلي:

  • إن النوم بين صلاتي المغرب والعشاء بلا شك مكروه لا سيما إن كان في موعد قريب من صلاة العشاء.
  • حيث أوصى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بصلاة العشاء في موعدها إذا غاب الشفق.
  • ولكن في حالة إن تم تأخير العشاء إلى قبل نصف الليل بسبب النوم فلا بأس إن حدث ذلك مرة أو مرتين، فمن الأفضل النوم بين العصر والمغرب.

حكم جمع الصلوات بسبب النوم ابن باز

يقول ابن الباز في حكم جمع الصلوات بسبب النوم ما يلي:

  • إن من كان عاجزًا عن الصلاة في وقتها بسبب التعب أو المرض واتجه إلى النوم فعليه أن يصلي فور استيقاظه أو بمجرد تذكرها.
  • حيث لا يجوز أن يتم ترك الصلاة إلى وقت دخول الصلاة التي تليها، وذلك لقوله تعالى:

(… وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) [طه، 14].

  • ويفضل في تأخير الصلاة أن يتم تأخيرها إما عن أول وقتها أو ربما وسطه.

حكم النوم عن الصلاة بسبب العمل

لا يجوز النوم عن الصلاة بسبب الشعور بإرهاق العملن حيث لا بد أن يتم أداء الصلوات في أوقاتها المحددة، لأن تأخيرها عن أوقاتها دون وجود عذر شرعي أو تقديمها عليها من العلامات الدالة على تعدي حدود، ويجوز الجمع بين الصلوات بسبب العمل ولكن وفقًا للشرط التالية:

  • وجود مشقة في تأدية الصلاة، إذ من الممكن جمعها إلى ما قبلها ما بعدها، فالظهر والعصر يجمعان معًا، والمغرب والعشاء معًا.
  • حيث ثبت في صحيح مسلم هذا الأمر كما سنبين فيما يلي:

“عن ابن عبَّاسٍ جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ”.

آثار التهاون في أداء الصلاة

إن أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة هو الصلاة، فالتهاون فيها سواء بتركها أو بتأخيرها أمر جلل وله آثار كبيرة مثل:

  • العقوبة من الله بسبب التهاون بأوامره.

(فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)) [الماعون].

  • ترك الصلاة تعد من أعظم الذنوب والكبائر.
  • خسارة الدنيا والآخرة بسبب غضب الله وعدم السعي وراء إرضائه والاستجابة لوساوس الشيطان.
  • الاتصاف بصفات المنافقين، فالمؤمن الحقيقي يعلم أن الصلاة أمرًا عظيمًا.

(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة، 238].

  • الاستمرار في ترك الصلاة من الممكن أن يورث الفاعل الكفر، فالصلاة هي تغذية القلب والروح.
  • زيادة ضعف الإيمان إلى جانب ظلمة القلب.

أسئلة شائعة

هل النائم معذور عن صلاة الفجر؟

نعم النائم معذور وقت نومه، ولكنه إن استيقظ من الواجب أن يؤدي الصلاة.

كم الوقت المسموح لتأخير الصلاة؟

بعد ربع ساعة من الأذان، فلا يفضل المبادرة بالصلاة بعد الأذان فورًا لأنه قد يبكر المؤذن فيه.

من الأعذار التي تبيح ترك الجمعة والجماعة؟

خوف المسلم من الضرر في النفس أو المال.

هل النوم عن الصلاة بشكل متكرر بلا عذر أو تأخيرها عمدًا من كبائر الذنوب؟

نعم، فعدم وجود عذر شرعي لتأخير الصلاة من كبائر الذنوب.

هل النوم عذر شرعي لتأخير الصلاة

جديد المواضيع