خلال هذا المقال نجيب عن سؤال هل كره النفس مرض نفسي ؟ ، في المجتمعات العربية يختلط الأمر على الكثيرين فيعتبرون أن المرض العقلي هو النوع الوحيد للمرض أو الاضطراب النفسي، وهو ما يجعل من العلاج النفسي عند الكثير من العرب وصمة عار أو يدعوهم لتجنب الشخص باعتباره مجنون أو غير متزن عقلياً، ولذلك قد يرفض الكثيرون رفضاً قاطعاً زيارة الطبيب النفسي وتلقي العلاج الذي يحتاجون إليه بشدة مما يتسبب في تدهور حالتهم النفسية وقد يقودهم للجنون حقاً في بعض الأحيان.
خلال السطور التالية نجيب عن سؤال هل كره النفس مرض نفسي ؟، كما نتحدث عن كره النفس وتمني الموت وحكمه في الإسلام، ونوضح الفرق بين أنواع الاضطرابات النفسية المختلفة والتي قد يصاب بها الكثيرين دون إدراك أو علم، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
يعتبر كره الذات أحد علامات اضطراب الشخصية الاجتنابية، وهو أحد اضطرابات الشخصية التي قد تستلزم العلاج السلوكي، ومن العلامات الأخرى للإصابة باضطراب الشخصية الاجتنابية ما يلي:
كره الذات: هو العلامة الأساسية للشخصية الاجتنابية حيث أنها شخصية تتجنب التعامل مع الآخرين لإحساس الشخص بكره الذات وعدم استحقاق الحب ويصل الأمر لتمني الموت أحياناً عندما يقترن بحالة اكتئاب.
الحساسية الشديدة تجاه النقد: لا يتحمل الشخص النقد من الآخرين حيث أنه يتعامل معهم بحساسية شديدة ويعتبر انتقادات الآخرين تعبير عن الكره ولذلك يبدي حساسية شديدة تجاهها.
الميل إلى العزلة الاجتماعية: الشخصية الاجتنابية تميل إلى العزلة عن المجتمع في تناقض عجيب مع الرغبة المستمرة في تكوين علاقات وثيقة، ولذلك قد تجد صاحب الشخصية الاجتنابية يستيسر قطع علاقاته مع أحد الأشخاص لأتفه الأسباب.
الخجل والقلق في المواقف الاجتماعية: تفتقر الشخصية الاجتنابية للثقة بالنفس وتميل للرغبة في الانعزال مما يجعل الشخص يشعر بالقلق والخجل في المواقف الاجتماعية.
الإحساس بالعجز: يشعر الشخص في أغلب المواقف بالعجز وعدم القدرة وفقدان الأمل وهو ما قد يدفعه في بعض المواقف إلى التحدي ومحاولة إثبات الذات وينعكس بصورة إيجابية على سلوكه، بينما في أغلب المواقف يدفعه للانسحاب والاستسلام دون تجربة.
توهم الوحدة: في أغلب الأحيان يشعر الشخص بالوحدة رغم وجود الكثير من الأصدقاء من حوله، وينتج ذلك عن إحساسه بعدم الآخرين له نتيجة كرهه لذاته، إذ يرفض العقل الباطن تقبل فكرة حب الآخرين لشخص يكره نفسه ويرى أنه لا يستحق الحب.
الشك في الآخرين: لا تملك الشخصية الاجتنابية ثقة في النفس حتى تمتلك الثقة في الآخرين، لذلك يكون الشخص الاجتنابي في أغلب الأحوال متشككاً في الآخرين من حوله خاصةً فيما يتعلق بمشاعرهم تجاهه، وهو ما يدمر ثقته بهم بوجه عام.
الخيال الواسع: تهرب الشخصية الاجتنابية من الواقع إلى عالم الخيال، ولذلك في أغلب الأحيان تتمتع الشخصية الاجتنابية بخيال واسع حيث يعتبر الخيال وسيلة لاجتناب الواقع والهروب منه.
الوعي بالذات: يكره الشخص الاجتنابي نفسه ولا يرى في شخصيته سوى العيوب، ولذلك فإنه يمتلك أقصى درجات الوعي بالذات إذ يرى عيوبه بوضوح ويعلمها تماماً وقد يعمل على علاج بعضها، كذلك فإنه يعلم بعضاً من مميزاته وهو ما يزيد من الوعي بالذات.
انخفاض تقدير الذات: وينبع ذلك من كره الشخص لنفسه وإحساسه بعدم الاستحقاق، ويتجلى ذلك بوضوح في تمني الشخص للموت في بعض الأحيان، فهو يرى أحياناً أنه لا يستحق الحياة أو لا يقدر على مواجهتها أو يمل منها، ويكون ذلك بسبب قلة تقدير الذات ومعرفة أهمية حياته بالنسبة للآخرين من حوله إن لم تكن مهمة بالنسبة له.
كره النفس وتمني الموت
كما ذكرنا فإن كره النفس وتمني الموت قد يكون أحد علامات اضطراب الشخصية الاجتنابية أو قد يكون نتيجة مرور الشخص بحالة اكتئاب.
في جميع الأحوال إذا استمر هذا التفكير لدى الشخص لفترة طويلة فإنه يستدعي العلاج النفسي.
في حالة التأخر عن العلاج عند استمرار الحالة لفترة طويلة قد تتطور الحالة وتنشأ ميول انتحارية لدى المريض.
يجب عدم الاستهانة بالمرض النفسي والتعامل معه بطريقة تقلل من خطورته خصوصاً في تلك الحالة حيث قد تقود تلك الأفكار صاحبها للانتحار.
يعتمد العلاج في مثل هذه الحالات على العلاج الدوائي كالمهدئات ومضادات الاكتئاب إلى جانب العلاج السلوكي بمتابعة الطبيب.
لا يجب تناول مضادات الاكتئاب دون وصفة طبية حيث أنها من المواد التي يمكن أن تسبب آثار جانبية خطيرة من الناحية النفسية في حالة إساءة استخدامها.
حكم كره النفس
كره النفس من المشاعر القلبية التي لا يُؤَاخذُ العبد عليها إلا إذا تحولت إلى فعل كالأذية البدنية للنفس أو الانتحار.
لا يوجد ما يستدعي أن يكره الإنسان نفسه، فالله غفور رحيم يغفر لعباده وهو رب هذا الكون الواسع ومالك الملك، فإن كان الله سبحانه وتعالى يغفر للعبد ويسامحه إذا طلب المغفرة أفلا يغفر العبد لنفسه ويتخلص من الشعور بالذنب وكره النفس؟
من المحمود أن يلوم الإنسان نفسه على ذنوبه وأخطاءه، فقد أقسم الله تعالى في القرآن الكريم بالنفس اللوامة لعِظَم شأنها، ولكن لا يجب أن يكره الإنسان نفسه أو حياته فقد كرمه الله ووهبه الحياة، ومن توكل على الله وابتغى رضاه لن يخيب له رجاء، وإن خاب رجاؤه في الدنيا فالآخرة خير وأبقى.
ليست الصلاة وقراءة القرآن علاجاً للاكتئاب والمرض النفسي ولكنهما خير وسيلة للوقاية، فإحساس الإنسان برضا الله سبحانه وتعالى عنه يشعره بالرضا عن نفسه، فما خُلق الإنسان إلا ليعبد الله، فإن أحسن في العبادة لم يضره من الدنيا شيء.
أنواع الاضطرابات النفسية
لتعريف المرض النفسي يجب أن يعلم الإنسان الفرق بين الاضطرابات النفسية المختلفة، حيث تختلف الاضطرابات المزاجية عن الاضطرابات العقلية والاضطرابات السلوكية، ويكون الفرق بينها كما يلي:
الاضطرابات المزاجية
هي اضطرابات الحالة المزاجية التي تؤثر على حالته المزاجية مثل الاكتئاب والهوس.
قد ينشأ الاضطراب المزاجي عن اضطراب في الشخصية يؤثر على الحالة المزاجية للفرد ويجعلها تتغير بسهولة.
قد تحدث الاضطرابات المزاجية نتيجة الإصابة بأحد الأمراض العضوية التي تؤثر على كيمياء المخ بما يؤثر على الحالة المزاجية للشخص ويجعله متقلب المزاج.
كذلك قد تسبب بعض الأدوية أو المواد المخدرة تغير الحالة المزاجية للشخص بسبب تأثيرها على المخ، حيث قد تسبب بعض الأدوية والمواد المخدرة أعراض جانبية نفسية فيما يتعلق بالمزاج، ولذلك تستخدم بعض الأدوية لعلاج الاضطرابات المزاجية مثل مضادات الاكتئاب حيث تعمل على التأثير على كيمياء المخ بما ينعكس على الحالة المزاجية.
من أمثلة الاضطرابات المزاجية الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وهو اضطراب مزاجي يجعل الشخص متقلب المزاج بين نوبات الاكتئاب التي تسبب الخمول والكسل ونوبات الهوس التي تسبب النشاط الزائد والشعور بالفرحة غير المبررة.
الاضطرابات العقلية
الاضطرابات العقلية هي الاضطرابات التي تؤثر على قدرة العقل على التفكير أو تؤثر على الصحة العقلية أو ما يعرف بالجنون.
قد تتضمن الاضطرابات العقلية أوهام وضلالات ورؤية المريض لأشياء أو سماعه لأصوات غير موجودة إلا في عقله.
من أمثلة الاضطرابات العقلية الذهان والفصام حيث أنهما من حالات الاضطراب العقلي التي يرى المريض فيها أشياء أو يسمع أصوات لا وجود لها إلا في عقله.
تستدعي الاضطرابات العقلية علاج نفسي مكثف في أحد المصحات ما بين العلاج بالدواء والعلا السلوكي.
تعتبر الاضطرابات العقلية أكثر الاضطرابات خطورة على الصحة النفسية، حيث أنها تؤثر على القدرات العقلية للمريض وتفقده الأهلية للتعامل مع المجتمع في معظم الأحيان.
الاضطرابات السلوكية
الاضطرابات السلوكية هي الاضطرابات التي تتعلق بسلوك الإنسان والتي غالباً ما تحدث نتيجة اضطراب في الشخصية.
اضطرابات الشخصية هي الاضطرابات التي تتشابه في نمط سلوك معين يميز الشخصية مثل اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع بأنواعها المختلفة والتي تتشابه في كره الشخص للآخرين واحتقاره لهم وتختلف من حيث نمط تأثير هذا الاضطراب العاطفي على سلوكه تجاه الآخرين.
قد لا يدرك الإنسان إصابته بأحد اضطرابات الشخصية حيث أنها متعددة وقد تبدو عادية أو غير ملحوظة في معظم الأحيان.
بعض اضطرابات الشخصية قد تظهر بوضوح لشهرتها وشيوع معرفة علاماتها مثل اضطراب الشخصية النرجسية الذي يتميز أصحابه بغرور وأنانية شديدين مع علامات أخرى مثل عدم الاعتراف بالخطأ والمبالغة في حب الذات وغيرها.
تحدث اضطرابات الشخصية نتيجة نشأة الإنسان والتربية في معظم الأحيان حيث أن اضطرابات الشخصية تنشأ غالباً عن اضطرابات السلوك والصدمات التي يتعرض لها الأطفال في الصغر.
إلى هنا ينتهي مقال هل كره النفس مرض نفسي؟، أجبنا خلال هذا المقال عن سؤال هل كره النفس مرض نفسي ؟ كما تحدثنا عن كره النفس وتمني الموت وحكمه في الإسلام، وكذلك وضحنا الفرق بين الاضطرابات النفسية المختلفة التي قد ينشأ عنها المرض النفسي، حيث من الضروري معرفة أنواع الاضطرابات النفسية بصورة أفضل لتحديد طبيعة الحالة النفسية ومدى احتياجها للعلاج، ففي بعض الأحيان قد تؤثر الاضطرابات المزاجية المؤقتة على تفكير الشخص وهو ما يمكن علاجه بسهولة، قدمنا لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.