مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

هل يجوز لبس الاحرام المطاط

بواسطة: نشر في: 17 مارس، 2023
مخزن

هل يجوز لبس الاحرام المطاط

قيل فيما يتعلق بجواز لبس الإحرام المطاط؛ إن محظورات الإحرام أتى بها لبس المخيط، في حين أن هذه المسألة تنقسم لثلاثة أقسام على النحو الآتي:

  • القسم الأول: وهو ما نص الشارع الحكيم عليه بمنعه؛ مثل: الخفاف، والعمائم، والسراويل، والقمص، وذلك محرم ومن غير الجائز بالإجماع.
  • القسم الثاني: وهو ما يكون بمعنى تلك الأشياء؛ الطاقية، والغترة، والمشلح، والكلط، والفنيلة وما إلى نحو ذلك وفق المسمى في كل دولة، وأتى في تحريم ذلك؛ حيث لا تفرق الشريعة بين المتماثلات.
  • القسم الثالث: وهو المتردد بكونه بمعنى ما نص الشارع عليه أو ليس داخلًا بما نص الشارع عليه؛ وذلك الأصل به الحل؛ كالإزار الذي به المطاط وما إلى نحو ذلك، والعلماء يرون أنه لا بأس به وجائز؛ لدخوله بعموم الإزار، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَن لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ”.

محظورات الإحرام

إنَّ مناسك العمرة والحج التي يقوم العبد المسلم بها، يجب أن تكون على أكمل وجه؛ لكي ينال الثواب والأجر بالدنيا الآخرة، ولذا ينبغي عليه الابتعاد عن محظورات الإحرام؛ وهي الممنوعات التي يؤثم من يأتيها، وفيما يلي نذكر تفصيل تلك المحظورات للرجال والنساء:

محظورات الإحرام الخاصة بالرجال

  • تغطية الرأس: إذ يحرم على الرجال حين إحرامهم تغطية الرأس كله أو بعضه إلا في حال وجود عذر واجب، في حين أن الاستظلال بشجرة أو بمظلة فلا يوجد مانع من ذلك بغير أن تتلامس مع رأسه.
  • لبس المخيط والمحيط: وهو مثل الجبة والقميص والسروال، كما ويحرم المصبوغ ذو الرائحة، ويحرم أيضًا ارتداء الخف الذي يستر العقب وأصابع القدمين، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لاَ يَلْبَسِ الْقَمِيصَ وَلاَ الْعِمَامَةَ وَلاَ السَّرَاوِيلَ وَلاَ الْبُرْنُسَ وَلاَ ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ أَوِ الزَّعْفَرَانُ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ”.

محظورات الإحرام الخاصة بالنساء

إن ما يحرم على المرأة بشكلٍ خاص؛ هو لبس البرقع، النقاب والقفازين؛ وذلك لما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه بقوله: “ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين”، ولكن يستحب لها الإسدال ستراً على وجهها حتى لا يراها الرجل الأجنبي، وَقد ورد عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ قَالَتْ: “كُنَّا نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ، وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ”.

المحظورات التي يشترك فيها الرجال والنساء

هناك بعض محظورات الإحرام التي يشترك فيها كلٍ من الرجال والنساء، والتي تأتي على النحو التالي:

  • حلق شعر الرأس أو قصه أو نتفه: ويستدل على ذلك بقول الله تعالى في سورة البقرة الآية 196 (وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)، أما إن كان به مرض وقد أزاله فلا إثم عليه وعليه الفدية، كما ويحرم إزالة الأظافر، لكن في حالة انكسر ظفره وقد أزال ذلك الكسر فلا إثم عليه.
  • التطيب؛ إذ لا يجوز للمحرم أن يستعمل الطيب سواء بالبدن أو ملابس الإحرام، ويستدل على ذلك بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: “اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلاَ تَمَسُّوهُ طِيبًا، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا”.
  • عقد النكاح: إذ يحرم على المحرم ولا يجوز النكاح بحق نفسه أو عن طريق التوكيل لغيره، ويكون العقد باطل إن تم على تلك الصورة؛ ويستدل على ذلك بقول النبي عليه الصلاة والسلام:” إِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَنْكِحُ وَلَا يُنْكَحُ”.
  • قتل الصيد البري: إذ يحرم على المحرم أن يقتل الصيد أو الإعانة على مسكه، أو الإشارة إليه، في حين يجوز صيد البحر، وذلك بدليل قوله تعالى في سورة المائدة الآية 96 (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا).
  • المباشرة والجماع: إذ يحرم على المحرم مباشرة زوجته بالتقبيل واللمس بشهوة، سواء كان ليلًا أو نهارًا؛ ومن يفعل ذلك يقع بالإثم، وعليه ذبح شاة يتم توزيعها على المساكين في الحرم.

هل يجوز لبس المخيط في الإحرام

لا يجوز للرجل لبس المخيط بالإحرام، حيث إن المخيط بالاصطلاح: هو المفصل من الملابس على قدر العضو أو البدن، بحيث يستمسك عليه ويحيط به بنفسه، سواء كان ذلك بخياطة أو غيرها، مثل السراويل والقميص، وما إلى نحو ذلك، فهو من المحظورات للرجل وذلك بدليل ما ذكره يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه قال “أنَّ يَعْلَى قالَ لِعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه: أَرِنِي النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يُوحَى إلَيْهِ، قالَ: فَبيْنَما النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجِعْرَانَةِ ومعهُ نَفَرٌ مِن أَصْحَابِهِ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ تَرَى في رَجُلٍ أَحْرَمَ بعُمْرَةٍ وهو مُتَضَمِّخٌ بطِيبٍ؟ فَسَكَتَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَاعَةً، فَجَاءَهُ الوَحْيُ، فأشَارَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه إلى يَعْلَى، فَجَاءَ يَعْلَى وعلَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبٌ قدْ أُظِلَّ به، فأدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْمَرُّ الوَجْهِ وهو يَغِطُّ، ثُمَّ سُرِّيَ عنْه، فَقالَ: أَيْنَ الذي سَأَلَ عَنِ العُمْرَةِ؟ فَأُتِيَ برَجُلٍ، فَقالَ: اغْسِلِ الطِّيبَ الذي بكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وانْزِعْ عَنْكَ الجُبَّةَ، واصْنَعْ في عُمْرَتِكَ كما تَصْنَعُ في حَجَّتِكَ. قُلتُ لِعَطَاءٍ: أَرَادَ الإنْقَاءَ حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟ قالَ: نَعَمْ”.

وعلى ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن أنواع خمسة من اللباس تتضمن كافة ما يحرم، وهو أن اللباس سواء المُصنع للبدن كالقميص وما بمعناه، أو للرأس كالعمامة وما بمعناها، أو لهما كالبرنس وما بمعناه، أو للساق والفخذين كالسراويل وما بمعناها، أو للرجلين وهو الخف ونحوه.

حكم وضع الأزرار على ملابس الإحرام

ورد بإجماع العلماء عدم جواز ارتداء الإحرامات التي يوجد بها أزارير، إذ يجب على المعتمرين والحجاج الانتباه لذلك؛ لأن الإحرام ينبغي أن يكون بالصفة الشرعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم عليها وأمر عباده المسلمين بها، وهي ألا يكون مفصلًا، وإن كان مفصلًا بالأزارير التي تتواجد حاليًا لأعلى وأسفل البدن، حيث إنها تأخذ حكم المخيط مثل السراويل والقميص وغيرها، وإن كان الملبوس أو الثوب يفصل على البدن ويشبك أو يخاط على البدن فبه الفدية.

وبشرح زاد المستقنع للشيخ محمد الشنقيطي أنه قال “من المصائب العظيمة الآن تفصيل بعض الإحرامات ولها ما يسمى في عرف العامة: (الطقطق)، هذا الذي يكون فيه بمثابة الأزرار، فمجرد ما يضعها على كتفه يزررها بهذه الأزرار، وهذا عينُ الملبوس، وتلزمه الفدية، ومن رأى منكم حاجاً أو معتمراً بهذا فلينصحه، وليبين له أن هذا لم يأذن به الله عز وجل، ولذلك لما سئل ابن عمر رضي الله عنه عن عقد الرداء نهى عنه”، فمن غير الجائز ارتداء مثل ذلك الإحرام.

وعليه يجب التنبيه على ذلك النوع من الإحرامات التي ابتلي بعض الناس به في ذلك الزمان، التي وجد فيه التفصيل والأزرار، فذلك يوجب على من لبسه الفدية، ويذكر أن وضع المشابك كذلك بحكم الأزارير بقول جمع العلماء، ولذا كان ينهى السلف رحمهم الله عن وضع الشوك، فبالقديم كانوا يضعون شوك النخل، حيث كانوا قد يحتاجونه لذا يضعونه بالإزار، فنبهوا أنه غير جائز؛ لأنه إن وضع الشوك كان شبيه بما يلتحف على أعلى البدن به، وعندها يكون بحكم المفصل ويأخذ من وجوب الفدية به حكم المخيط.

الأسئلة الشائعة

ما هي محظورات الإحرام

منها استعمال الطيب وحلق شعر الرأس عقب عقد الإحرام وقتل الصيد، والجماع والمباشرة لشهوة.

المراجع

هل يجوز لبس الاحرام المطاط

جديد المواضيع