ابحث عن أي موضوع يهمك
هل يجوز النوم بدون ملابس شرعاً وما حُكم النوم عارياً بدون ملابس عند غالبية آراء الفقهاء في الإسلام ؟ ، سؤال ورد لنا من العديد من القراء رغبةً منهم في اتباع قواعد الشريعة الإسلامية ابتغاءً لرضا الله ـ عز وجل ـ والذي تتمثل الإجابة على في الآتي:
جاء رأي بعض الفقهاء أنه من الجائز نوم المرء المسلم بدون ملابس في حالة كان يضع على جسده ما يُغطيه كاملاً خلال نومه، ولا يخشى أن يزول عنه هذا الغطاء أثناء النوم، ولكن إن خشي المسلم ألا يستره غطاءه كاملاً خلال نومه فيتعين عليه ستر عورته ضرورياً حتى وإن كان نائماً في خلوة، وفي ذلك فقد جاء قول الإمام الملا على القاري ( أي احذروا من كشف العورة فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط)، كما قال الإمام بن مالك ( أنه لا يجب أن يتم كشف العورة إلا في الحالات الضرورية) والتي أوضحناها في الاغتسال، المجامعة، قضاء الحاجة.
جاء قول الإمام ابن باز في شأن النوم عارياً بدون ملابس بأنه يجوز للمسلم النوم بدون ملابس مادام نائماً في غرفته المغلقة ولا يخشى أن يراه أحداً من الناس، وقد استدل ابن باز في قوله هذا بحديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، أو ما هو حقك)، لذا فقد صرّح النبي بقوله هذا للمرأة بأن ترى عورة زوجته وأباح له قضاء الليل بجوارها دون ملابس، لذا يجوز للمسلم النوم دون ملابس عند ابن باز أن كان في خلوة شرعية مع زوجته دون أن يخشى رؤية أحداً له عارياً.
تختلف عورة المرأة في الشريعة الإسلامية باختلاف الأشخاص التي تظهر أمامهم، وذلك على النحو الآتي:
بعدما أوضحنا لكم الرأي الشرعي في السُنة النبوية الشريفة حول نوم الرجل عارياً بأنه من الضوري ستّر العورة في جميع الأوقات حتى النوم إلا في الحالات الضرورية، فإننا نتطرق إلى التعرف على حدود عورة الرجل في الإسلام والذي يجب سترها عن أعين الناس، فقد اتفق الفقهاء على أن عورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة، والدليل على ذلك هو قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك).
وجاء في رواية أخرى عن الإمام أحمد أن عورة الرجل تتمثل في الفرجان فقط، والدليل على ذلك هو ما جاء عن الإمام أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَزَا خَيْبَرَ، قالَ: فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الغَدَاةِ بغَلَسٍ، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ، وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فأجْرَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في زُقَاقِ خَيْبَرَ، وإنَّ رُكْبَتي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَانْحَسَرَ الإزَارُ عن فَخِذِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وإنِّي لأَرَى بَيَاضَ فَخِذَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ”.
لا ، على الإطلاق فلم يرد في أي من النصوص الشرعية في السُنة النبوية الشريفة أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد حث المسلمين على النوم بدون ملابس، ولا يوجد لذلك أصل في السُنة النبوية الشريفة أو في أي من كلام أهل العلم والفقهاء.
إن نوم الإنسان بدون ملابس تحت غطاء يستر عورته بالكامل قد يكون له العديد من الفوائد الصحية لدى العلماء، وذلك على النحو الآتي:
يجوز للمتزوجين النوم بدون ملابس في أوقات الخلوة الشرعية بين الرجل وزوجته، ويجب ستر العورة في أي وقت آخر.
يجوز للمرء النوم بدون ملابس داخلية في حالة تأكده من نومه بمفرده في غرفة مغلقة وألا يخشى أن يراه أحداً من الناس، على أن يضع على جسده ما يستر عورته وجسده كاملاً.
المراجع