إن الزواج من الشيعة إن كان الشخص من السنة من الأمور التي يرغب الكثير من الأشخاص معرفة الحكم فيها، فالبعض قد يرغب في الزواج من شخص ما ثم يكتشف بعد ذلك أن هذا الشخص على مذهب غير مذهبه الديني فيبدأ بالبحث عن حكم مذهبه في ذلك، وفي ذلك العديد من الآراء لدى العلماء، وسوف نقدم لكم أبرزها في السطور التالية
الزواج من الشيعة عند ابن باز
إن الزواج من الشيعة عند ابن باز من الأمور الغير جائزة حيث قال أنه: لا يجب أن يتزوج السني من الشيعة؛ لأن الشيعة البعض منهم يعبد على بن أبي طالب رضي الله عنه، والبعض يستغيث بأهل البيت، والبعض يشرك بهم، ويدعوهم من دون الله، فهذا في العقيدة الإسلامية السنية شرك أكبر، ولاسيما عند طوائف الشيعة الموجودة الآن، التي في أغلب الوقت يغلب عليهم الغلو في أهل البيت، وبعضهم يسب الصحابة، ولهذا على من يتبع مذهب أهل السنة والجماعة أن لا يتزوج منهم إن عرف أن هذا الشخص على غير ملته، سواء إن كان الراغب في الزواج منهم رجل أو امرأة، إلا في حال إن استقام من ترغب في الزواج منها أو منه، واتبع مذهب السنة.
حكم الزواج من شيعية
يرغب الكثير من الرجال معرفة ما هو حكم الدين في الزواج من شيعية، ومن هنا سوف نقوم بطرح آراء غالبية العلماء والمشايخ في ذلك:
إن الأصول التي يختلف فيها السنة والجماعة عديدة، ومن ضمنها أن الشيعة يعتقدون أن القرآن محرق، كما إنهم يعتقدون بعصمة أئمتهم من ارتكاب الأخطاء، بل ويكفرون بعض الصحابة ويسبونهم إلا قلة قليلة منهم، كما يفعلون الكثير من الأمور التي تخالف الشريعة مثل تعظيم القبور وتقديس بعض البشر من التابعين أو الصحابة، ويقومون بالاستغاثة بغير الله بالإضافة إلى كرههم الشديد لأهل السنة وتكفيرهم لنا، فكيف سيكون حال المسلم معهم حينما يرغب في الزواج من امرأة منهم؟ فالأمر منطقيًا ودينيًا لا يجوز، وبديهيًا على ماذا سيكبر الأبناء وكيف سيتربون هل على التوحيد وسنة الله ونبيه أم الشرك بالله بعلي كرم الله وجهه، فالأمر من جميع نواحيه غير منطقي على الإطلاق.
أما فيما يتعلق بعقد النكاح فإن تلك العقائد المختلفة فإن العقد هنا باطل ولا يحل النكاح منها، لأن تلك المعتقدات تتناقض مع الدين الإسلامي ومن هنا يكون العقد الخاص بالزواج باطل ولا يحل للرجل أن يتزوج منها، وقد قال الله تبارك وتعالى في ذلك في سورة البقرة: بسم الله الرحمن الرحيم
ومن هنا فإن الزواج من غير المسلمات لا يجوز، والزواج أيضًا من المسلمات الغير تابعات للمذهب السني لا يجوز، حتى يرجعوا عن عقيدتهم ويتبعوا الهدى السني ومذهب أهل السنة والجماعة الذي لا ريب فيه.
وأما إن كانت تلك المرأة ممن لا يحمل تلك الاعتقادات ولا البعض منها، أو أنها كانت على عقيدتهم ومن بعدها تركتها واتجهت للتوحيد والسنة فمن الجائز للرجل أن يتزوج منها وله أجر على إعانتها على التخلص من تلك المعتقدات الفاسدة.
شروط الزواج في الإسلام
في صدد تناولنا لموضوع هل من الجائز الزواج ممن على مذهب آخر، فإننا سوف نوضح لكم أهم شروط الزواج في الإسلام ليعرفها كل مسلم ومسلمة قبل التفكير في الزواج:
لا بد من القيام بتعيين كل من الزوج والزوجة على حد السواء، ويكون ذلك إمّا بتسمية كلا من الزوجين، أو بالإشارة إليهما، أو بوصفهما وما إلى ذلك.
لا بد أن يحدث التراضي بين الزوجين، فمن المهم رضى كل طرف من أطراف الزواج عن الطرف الآخر، والدليل ذلك قول نبي الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُنكحُ الأيِّمُ حتى تُستأمرَ، و لا تُنكحُ البكرُ حتى تُستأذنَ)
لا بد أن يحدث الإشهاد على الزواج، وذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلم: (لا نكاحَ إلا بوَلِيٍّ، وشاهِدَيْنِ)
أن يكون العاقد لزواج المرأة وليها؛ لأن الله عز وجل في مخاطبة الأولياء في الزواج في قوله: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ) ولقول أيضًا الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيَّما امرأةٍ نُكحتْ بغيرِ إذنِ وليِّها، فنكاحُها باطلٌ)، ويشترط في ولي المرأة عدد من الشروط ومنها مايأتي:
أن يكون عاقلاً.
أن يكون حراً.
أن يكون بالغاً.
أن يكون متحد في الدين مع من كان ولي عليها، فلا ولاية لكافر على مسلم أو مسلمة، وكذلك لا ولايةً لمسلم على كافر أو كافرة.
أن يكون عدلاً، وتلك الصفة هي المناقضة للفسق، وقد اشترط بعض المشايخ والفقهاء صفة العدالة، واكتفى البعض منهم بالظاهر من عدالة الولي، وقال الآخرون يكفي أن ينظر في مصلحة من كان ولي عنها في ذلك النكاح.
لا بد أن يكون ذكر، فلا تقوم المرأة بتزويج المرأة.
لا بد أن يكون راشداً، والمراد بتلك قدرته على معرفة الكفؤ للزواج.
الهدف من الزواج في الإسلام
إن الزواج في الإسلام له عدة أهداف متنوعة ومن أبرزها ما يلي:
إن من أهم أهداف الزواج هو الحفاظ على العفاف وذلك من خلال إشباع الغرائز الجنسية والاحتياجات النفسية والبيولوجية التي خلقها الله في عباده من أجل ألا يقع في الحرام، ويصان المجتمع ويحفظ من الشر والفتن.
الوصول إلى حالة من الكمال الإنساني، فالإنسان لا يصل إلى تلك الحالة إلا حينما يحقق اكتفائه من كل شيء ويحدث ذلك في ظل الزواج الشرعي، الذي يتم بتوزيع الواجبات والحقوق على نحو من المساواة، والرحمة، والمودة، وليس بصورة عشوائية تؤدي إلى افتعال المشاكل بين النساء والرجال.
لا بد أن يتم حفظ المجتمع وصيانته من مظاهر الفساد والانحلال والفواحش ويتم ذلك عن طريق الزواج العفيف.
الحفاظ على النوع البشري، فالزواج ضرورة لاستمرار الحياة والتناسل بين الناس، وحصول التكاثر.
العمل على توفير بيئة آمنة تعمل على صلاح الأفراد وتحافظ على مبادئ الدين الإسلامي.
تحقيق التراحم والمودة والعمل على الألفة الزوجين ثم باقي أفراد العائلة بصورة عامة.
أركان الزواج في الإسلام
إن الزواج في الإسلام له عدة أركان متنوعة ومن أبرزها ما يلي:
لا بد أن يحدث القبول من جهة الزوجين، وهو اللفظ الدال على قبوله للزواج من الزوجة كأن يقول لولي الأمر أو من يكون في مقامه.
لا بد أن يخلو الزوجين من كل موانع صحة النكاح مثل الحرمة بينهما بالرضاع أو النسب، أو نحو ذلك، أو أن يكون الرجل كافرا أو مشرك والمرأة مسلمة.
حصول الموافقة من قبل ولي المرأة، أو من يقوم مقامه في ولي المرأة، والمقصود بذلك أن يتلفظ باللفظ الدال على تزويج من هو ولي عنها للزوج “كأن يقول له قد زوجتك نفسي”.
الحكمة من الزواج في الإسلام
إن الحكمة من الزواج هو تحقيق التكامل البشري والتوافق ومنع الإنسان من الاقتراض، وإشباع الحاجات النفسية والجسمانية التي يحتاج الإنسان إلى إشباعها، والعمل على تعمير الأرض معًا، ونشر الدين عن طريق إنشاء أجيال صالحة مؤمنة وموحدة بالله.