لقد ذكر جمهور الفقهاء أنه لا يجوز تطويل الأظافر، وذلك لأنه في إطالة الأظافر مخالفة لكل من سنن الفطرة والسنة النبوية، إذ إن الحكمة من قص الأظافر تكمن في طلب النقاء والنظافة فمن المعروف أنها مكان الجراثيم وأحد عوامل انتشارها إلى الطعام والشراب.
ومن الجدير بالذكر أن البعض يروا بأن تجمع وتراكم الجراثيم أسفل الأظافر قد يمنع وصول الماء إليها، وهو ما يترتب عليه عدم تحقق أهم ركن من أركان الإسلام ألا وهو الطهارة.
كما في تطويلها قد يحدث الضرر سواء بالإيذاء أو الخدش.
ولقد ذهب بعض العلماء لا سيما العالم شوكاني إلى تحريم تطويل الأظافر في الأساس.
وهناك حديث شريف ورد في هذه المسألة، وتم اشتقاق حكم تطويل الأظافر منه ولكن إسناده ضعيف، حيث إنه كالآتي:
عن أبو أيوب الأنصاري “عن أبي واصِلٍ، قال: لَقِيتُ أبا أيُّوبَ الأنصاريَّ فصافَحَني، فرَأى في أظْفاري طُولًا، فقال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَسأَلُ أحَدُكم عن خَبَرِ السَّماءِ، وهو يَدَعُ أظْفارَه كأظافيرِ الطَّيرِ يَجتَمِعُ فيها الجَنابةُ والخَبَثُ والتَّفَثُ” [خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف].
حكم إطالة المرأة الأظافر ابن باز
لقد ذكر الإمام ابن باز هو الآخر حكم إطالة المرأة للأظافر، حيث إنه قال ما يلي:
تطويل الأظافر ممنوعًا في حق المرأة وكذلك الرجل.
حيث لا يجوز أن تطول المرأة أظافرها كما ليس للرجل أن يقوم بتطويل أظافره هو الآخر.
والحد في هذا الأمر هو 40 ليلة، فإن زاد الأمر على هذا لا بد من قص وتقليم الظفر.
وهذا الحكم ينطبق أيضًا على نتف الإبط إلى جانب قص الشارب وحلق العانة، ولقد تم الاستناد عليه من الحديث الشريف الآتي:
عن أنس بن مالك “وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً”.
الحكمة من قص الأظافر
تكمن الحكمة الأساسية في ضرورة قص الأظافر في وقاية صحة الإنسان من الأمراض، حيث إنه وكما أسلفنا ذكرًا يُمكن أن تتراكم الأوساخ والميكروبات بكل سهولة أسفل الأظافر وتنقل إلى الطعام والشراب عند تناولهما، أو تؤدي إلى منع وصول الماء للبشرة عند الوضوء والاغتسال، أو ربما تصيب البعض بالضرر عند تعرضهم للخدش بواسطتها.
وقت استحباب قص الأظافر
إن الشيء الذي يعتمد عليه في الأساس لقص الأظافر هو طولها، حيث متى طالت لا بد من قصها، ولكن الأمر يختلف من شخص إلى آخر، ويختلف باختلاف رأى الفقهاء والعلماء كما سنبين لكم في النقاط التالية:
ذهب الفقهاء إلى قول إن أقصى مدة لترك الأظافر دون تقليم واستنادًا على الحديث الشريف الذي ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- هي أربعين يوميًا.
ولقد ذكر العلماء بأن الصحابة – رضوان الله عليهم- ما كانوا يتركوا أضافرهم بعد هذه المدة نظرًا لاتباعهم لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم-.
ولقد جاء في العديد من الروايات بشأن استحباب قص الأظافر يومي الخميس والجمعة، ولكن لم يُثبت الأمر بعد.
فإن العلماء استحبوا بصفة عامة قصها يوم الجمعة، وذلك لأنه يوم عيد بالنسبة للمسلمين، ولكن الأعم والأكثر تداولًا هو قصها متى طالت ومتى استدعت ذلك.
ومن الجدير الذكر أن بعض أهل العلم قالوا إنه يُستحب قص أظافر اليد اليمنى أولًا ثم اليد اليسرى، ثم قص القدم اليمنى ثم اليسرى، ولكن لم يُثبت ذلك عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
أما عن الشائع في استحباب تطويل الأظافر فلقد قيل إنه يُفضل تطويلها في حالات السفر والغزو، وذلك لأن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- قال “وفّروا الأظفار في أرض العدو؛ فإنَّها سلاح”.
وفي حالة السفر قد يتم احتياج الأظافر في فك حبل أو ربما عمل شي ما، إذ لا بأس في ترك قصها في هاتين الحالتين.
قص الأظافر من سنن الفطرة في الشريعة
إن قص الأظافر وكما أسلفنًا ذكرًا تعد من سنن الفطرة في الشريعة الإسلامية حيث يُستدل على ذلك الحديث الشريف الآتي:
عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله – عليه وسلم- “عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ. قالَ زَكَرِيّا: قالَ مُصْعَبٌ: ونَسِيتُ العاشِرَةَ إلَّا أنْ تَكُونَ المَضْمَضَةَ. زادَ قُتَيْبَةُ، قالَ وكِيعٌ: انْتِقاصُ الماءِ: يَعْنِي الاسْتِنْجاءَ.”.
أسباب حث الرسول على قص الأظافر
تحقيق الراحة النفسية إلى جانب إتمام النظافة، فإن ترك هذه السنة والتي تعد من سنن الفطرة في الشريعة قد يسبب الأمراض.
يساعد تقليم الأظافر على عدم التشبه بالحيوانات.
التخلص من المنظر القبيح نتيجة لتجمع الأوساخ أسفل الأظافر.
مراعاة الجانب الصحي وذلك في الهدي النبوي إلى جانب موافقة السنة النبوية.
أضرار تطويل الأظافر في الإسلام
تتمثل أضرار تطويل الأظافر في الإسلام وعموماًا فيما يلي:
تجمع الفطريات والبكتيريا أسفل الظهر وبالتالي تعرض الشخص والمحيطين به لخطر الإصابة بالعدوى، فهذه الفطريات تنتقل بسرعة بمجرد ملامسة أي شخص.
الأظافر مؤذية فقد تؤدي إلى إصابة الشخص نفسه بالجروح أو إصابه غيره وبالأخص الأطفال نظرًا لرق جلودهم.
قد تؤدي الأظافر إلى مواجهة الصعوبة في القيام ببعض الأعمال السهلة مثل حمل بعض الأغراض وفتح الباب أو الشباك.
صعوبة استعمال بعض الأجهزة كالهاتف أو صعوبة الكتابة نسبيًا على لوحة المفاتيح.
الإصابة بالالتهابات نظرًا لتجمع الأوساخ فيها وبالتالي مواجهة الصعوبة في تناول الطعام والقيام بالمهام اليومية.
الاعتناء بالأظافر الطويلة يتطلب دفع الكثير من الأموال عند صالونات التجميل.
الشعور بالألم الشديد في حالة إذا تعرض الأظافر للثني بطريقة خاطئة أو تعرضه للارتطام بأي شيء.
كيفية تقليم الأظافر
إن أهل العلم اختلفوا في كيفية تقليم الأظافر، حيث ظهر الاختلاف بينهم في الأمور الآتية:
يري فقهاء مذهب الحنابلة لا سيما المتأخرون منهم أنه ينبغي البدء بالخنصر أولًا ثم الوسطى ثم الإبهام ثم البنصر وأخيرًا السبابة من اليد اليمنى، أما من اليد اليسرى فلا بد من البدء بالإبهام ثم الوسطى ثم الخنصر ثم السبابة ثم البنصر.
أما بالنسبة لمذهب الشافعية والحنفية فإنهم يروا بأن يتم البدء بمسبحة اليد اليمنى إلى الخنصر ثم الانتقال إلى الإبهام وعقب الانتهاء يجب البدء بخنصر اليد اليسرى إلى الإبهام وذلك على التوالي.
ومذهب المالكية قالوا بأنه يجوز قص الأظافر بالطريقة المناسبة للشخص.
حيث إنه لم يرد في الشرع كيفية محددة لقص الأظافر وهو الرأي الراجح من أقوال العلماء.
الوضوء بوجود أوساخ تحت الأظافر
لقد ذكر الفقهاء حكم الوضوء بوجود أوساخ تحت الأظافر، كما سنبين فيما يلي:
في حالة إن وجد أسفل الظفر شيء يسير لم يصل إليه الماء مثل الوسخ الذي يكون تحت الظهر أو الشقوق التي تظهر في القدمين فهو من الأمور المعفو عنها.
لأن ذلك مما يكثر وقوعه في الغالب والعادة.
ولو كان لا يصح الوضوء في هذين الحالتين لأخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم- المسلمين بهذا الأمر.
وذكر النووي إن كان الوسخ لا يتسبب في من وصول الماء بسبب قلته فهنا يكون الوضوء صحيحًا وبالتالي تكون الصلاة صحيحة.