لقد أكد فقهاء دار الإفتاء على أنه يجوز تربية الكلاب في المنزل إن كان هناك حاجة لذلك، أي بهدف الحراسة أو الصيد أو ربما لمساعدة الضرير على المشي أو لحماية الماشية، أو للزرع، وغيرها من الأمور النافعة والتي لم ينه عنها الشارع، كما أن تربية الكلاب الصغيرة جائزة إن كان هناك نية لتعليمها الصيد أو لتربية بسبب المنافع المذكورة، إذ لا يجب اتخاذ الكلب لغير ما ذكر من الفوائد والمنافع.
حكم تربية الكلاب في المنزل وفقًا لغاية المسلم
تلعب غاية المسلم دورًا كبيرًا في اختلاف حكم تربية الكلاب كما سنبين لكم في السطور التالية مع توضيح بعض الأدلة الشرعية:
وكذلك من إشارة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على أضرار تربية الكلاب دون وجود حالة، حيث ثبت الفقهاء أن جبريل – عليه السلام- تأخر ذات يومًا عن النبي – صلى الله عليه وسلم- لنوم الكلب أسفل سريره، ومن الحديث الدال على حرمة اقتناء الكلاب دون وجود سبب مقنع ما يلي:
” لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولا تَصاوِيرُ”.
شروط اقتناء الكلب
يُشترط لكي يتم تربية الكلاب في المنازل الأمور الآتية:
ألا يروع الكلب الآمنين.
وألا يتسبب في إزعاج الجيران.
وأن يوضع في حديقة الدار لتجنب مس لعابه أو عرقه واختلاطهما بمكان الصلاة وزوال طهارته، وإلا فيفضل جعل مكان منفصل في البيت للصلاة لا يمكن للكلب دخوله.
هل الكلب نجس
سنشير فيما يلي إلى إجابة دار الإفتاء على سؤال هل الكلب نجس:
أشارت الإدارة إلى أن الكلب ينجس المكان الذي يكون فيه، حيث استدلوا على الأمر من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- :
” طهورُ إناءِ أحدكُم إذا ولغَ فيهِ الكلبُ أن يغسلهُ سبعَ مراتٍ أولاهنّ بالترابِ”
ولكن الإمام مالك يرى أنه طهار لأن كل حي بلا شك طاهر، حيث أشار إلى أن هذا الحديث أتي في حالة التعبد دون وجود علة.
لذا ومن هذا المنطلق فإنمكان الكلب ووفقًا لمذهب المالكية يكون طاهرًا.
أما بالنسبة لمذهب الشافعية والحنابلة فإن الكلب نجس من حيث العين، ومذهب الحنفية يروا بأنه طاهر عدا بوله وعرقه ورطوبته ولعابه.
فللخروج من هذا الخلاف يحبذ اتباع المذهب الذي أشار إلى نجاسة عين الكلاب، وهي حالة الشعور بالضيق والحرج فلا بأس بتقليد من قالوا إنه ليس نجس.
حكم مس الكلب
يعتمد حكم مس الكلب على على حالة اليس وحالته كما سنبين لكم في النقاط التالية:
لو كانت اليد يابسة وكذلك الكلب يابسًا ففي هذه الحالة وبحسب المذهب المالكي لا ينجس الكلب اليد وليس على الشخص الذي لمسه شيء.
أما إن كانت اليد رطبة والكلب رطبًا فلا بد من غسل اليد 7 مرات إذ إحداها بالتراب.
ويُطبق هذا الأمر على الولوغ في الإناء أي شرب الكلب منه، حيث يجب غسل الإناء 7 مرات أيضًا.
فلقد أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في حالة لمس لعاب الكلب أو بوله أن يتم الاغتسال بالتراب لأنه أولى من الصابون، ويُفضل استخدام التراب على وجه التحديد في الغسلة الأولى.
تطهير الإناء الذي ولغ فيه الكلب
اختلفت آراء المذاهب الأربعة بشأن طريقة تطهير الإناء الذي شرب منه الكلب حيث إنها تمثلت في الآتية:
الشافعية والحنابلة: قالوا إنه ينبغي غسل الإناء 7 مرات، ومن المستحب أن تكون الغسلة الأولى بالتراب.
الحنفية: أشاروا إلى أن الغسل ثلاث مرات بالماء بغير تراب.
المالكية: ذهبوا إلى قول إنه ينبغي غسل الإناء 7 مرات دوت التتريب أثناء الغسل.
فمن تيسر له اتباع مذهب الحنابلة وكذلك الشافعية ألا وهو غسل الإناء 7 مرات وفيهم مرة بالتراب فهذا أولى.
وإلا، فإنه يُنصح باتباع مذهب الحنفية أي الغسل 3 مرات دون تتريب.
حكم بيع الكلب
إليكم في النقاط التالية الأحكام التي وردت بشأن بيع الكلب:
الشافعية والحنابلة والمالكية: لا يجوز بيع الكلب؛ حيث إن رسول الله – صلى الله عليه- وسلم نهى عن الأمر وعن ثمن الكلب، ولقد تم إثبات ذلك في حديث مسلم بشكل صحيح.
الحنفية: يجوز بيع الكلب؛ لأن المال الذي يتم الحصول عليه من بيعه منتفع به.
سحنون وابن نافع وابن كنانة من المالكية: يجوز بيع الكلب الذي مسموح اقتنائه مثل كلب الحراسة أو الماشية أو الصيد.
والرأي الأرجح هو رأي سحنون وابن نافع وابن كنانة؛ لأن الشيء الذي جاز الانتفاع به جاز بيعه.