ابحث عن أي موضوع يهمك
صدرت فتوى من لجنة الفتوى في مجمع البحوث الإسلامية بشأن صلاة الليل، حيث يجوز للمسلم أن يقوم بصلاة الليل بركعتين ثم يسلم، ثم يقوم بركعتين أخريين، وذلك استناداً إلى قول عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، التي روت أن النبي كان يصلي في فترة ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين ويوتر بركعة واحدة، ويجوز أيضاً للمسلم أن يؤدي صلاة الليل بأربع ركعات متصلة يفصل بينها التشهد، وهذا رأي الحنفية.
وفيما يتعلق بصلاة التطوع، فقد صرح ابن قدامة رحمه الله بأنها تتكون من ركعتين يسلم المصلي بينهما، وتنقسم صلاة التطوع إلى تطوع الليل وتطوع النهار، وأما صلاة التطوع في الليل فلا يجوز إلا أن تكون مثنى مثنى، وهذا هو الرأي الأكثر شيوعاً بين أهل العلم، وقد صرح بذلك أبو يوسف ومحمد، وقال أبو حنيفة: يمكن للمسلم أن يصلي ما يشاء من ركعات في صلاة التطوع في الليل، سواء كان ركعتين أو أربعاً أو ستاً أو ثمانياً، ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى”، وهذا الرأي متفق عليه.
ويعتبر القيام في الليل فضيلة عظيمة في الإسلام، وقد وصى بها الله في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة المزمل: “إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “تَرَكْتُ لَكُمْ شَيْئًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ: كِتَابَ اللَّهِ وَعَتْرَتِي، أَهْلَ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ”.
عدد ركعات قيام الليل يختلف حسب الرأي الفقهي المتبع، ويمكن أن يكون أي عدد من الركعات، ولكن العدد الأكثر شيوعاً هو 11 ركعة، كما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في فترة ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين ويوتر بركعة واحدة.
ومع ذلك فإنه يمكن للمسلم أن يصلي أي عدد من الركعات في قيام الليل، حسبالرأي المتبع في المذهب الذي يتبعه.
في المذهب الحنفي يُفضل صلاة 8 ركعات، في حين أنه في المذهب الشافعي يُفضل صلاة 11 ركعة، وفي المذهب الحنبلي يُفضل صلاة 13 ركعة، وفي المذهب المالكي يُفضل صلاة 2 ركعة، وهناك أيضاً الرأي الذي يقول بأنه لا يوجد عدد محدد ويمكن للمصلي أن يصلي أي عدد من الركعات يريد.
هناك العديد من الأدعية التي يستحب قولها في قيام الليل، ومنها:
يجوز قيام الليل بدون وتر، فالوتر سنة مؤكدة وليست فرضاً، ولذلك يمكن للمسلم أن يصلي قيام الليل بدون وتر إذا كان كذلك في الرأي المتبع في المذهب الذي يتبعه. ومع ذلك، فإنه ينصح بأداء صلاة الوتر، لأنها من السنن المؤكدة، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الوتر ويوصي بهذه الصلاة، عَنْ عليٍّ قالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ اللَّه وِترٌ يُحِبُّ الْوتْرَ، فأَوْتِرُوا، يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ”
ويمكن للمسلم أن يصلي وتراً بأي عدد من الركعات، ففي المذهب الحنفي يفضل صلاة الوتر بثلاث ركعات، أما في المذهب الشافعي فتفضل بوتر بركعة واحدة، وفي المذهب الحنبلي والمالكي يفضل صلاة الوتر بثلاث ركعات كذلك. ويمكن للمسلم أن يصلي الوتر بأي عدد من الركعات يريد، فالمهم هو الالتزام بالسنة المؤكدة وهي صلاة الوتر.
قال الله تعالى في وصف عباده: “وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا” [الفرقان: 64]، وفي سورة الذاريات في وصف المتقين: “كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” [الذاريات: 17-18]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” [رواه مسلم في صحيحه].
وتتميز الصلاة الليلية بشأن عظيم، وذلك بناءً على قول الله تعالى : “كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” [الذاريات: 17-18]، وفي قول الله تعالى لنبيه: “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا” [المزمل: 1-4].
ويفضل أن تكون أفضل صلاة في آخر الليل إلا إذا كان الشخص يخشى ألا يستيقظ في آخر الليل، فيجب عليه أن يصليها في الجزء الأول من الليل قبل أن ينام، وذلك بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم في آخر الليل فليصل آخره، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وهذا أفضل” [رواه مسلم في صحيحه].
ويمكن أداء الصلاة الليلية بأي عدد من الركعات، ولا يوجد حدٌ معيَّن لأكثر عدد من الركعات التي يمكن أداؤها في الصلاة الليلية.
قد ثبت في السنة النبوية عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شغله النوم أو المرض عن صلاة الليل، فإنه كان يصلي في النهار اثنتي عشرة ركعة. وبناءً على ذلك، فإذا كانت عادة الشخص في الصلاة الليلية هي ثلاث ركعات وتعذر عليه الصلاة في الليل، فعليه أن يصلي أربع ركعات بتسليمتين في النهار، وهكذا إذا كانت عادته أكثر من ذلك، فيجب عليه أن يزيد في الركعات بتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفيما ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث المذكور، والله الموفق.