ابحث عن أي موضوع يهمك
هناك العديد من الآراء لمجموعة بارزة وهامة من الفقهاء والعلماء تتعلق بتلك المسألة، وكان قد أوضح موقع ابن باز رحمة الله عليه أنه ورد أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلالها تبين أن الله لعن السيدات اللاتي يزرن المقابر، ووفقًا لذلك أكد أهل العلم أن زيارة النساء لا تجوز للقبور نتيجة اللعن الوارد بالأحاديث النبوية الشريفة، حيث يرى أهل العلم أن اللعن لا يكون سوى بحالة ارتكاب الكبائر، وعلى ذلك تعد زيارة النساء للمقابر أمر غير جائز، ومن أبرز أسباب تحريم زيارة النساء للقبور قلة الصبر، وإلى جانب السابق ذكره فإن النساء فتنة، فإنها عند زيارتها المقابر قد يؤدي ذلك إلى وقوع الرجال بالفتنة.
لا يختلف حكم الحائض عن غيرها بمسألة زيارة القبور، ولكن أهل العلم اختلفوا بزيارة النساء للقبور، حيث أجازها البعض، وسبب الخلاف بها ما ثبت عن لعنة الزوَّارات بحديث أبي هريرة رضي الله عنه (لَعنَ اللَّهُ زوَّاراتِ القبورِ).
كما وقد اختلف أهل العلم بزيارة النساء للقبور، حيث ذهب الجمهور للكراهة واحتجوا ببعض الأدلة من بينها الحديث الوارد عن أبي هريرة عند أحمد، أنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم (لَعنَ اللَّهُ زوَّاراتِ القبورِ)، ولأن النساء بهن كثرة جزع ورقة قلب وقلة احتمال للمصائب، وذلك مظنه لرفع أصواتهن ولبكائهن، وذهب الحنفية بالأصح لأنه يندب للمرأة زيارة القبور مثلما يندب للرجال، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (كُنتُ نَهيتُكم عن زيارةِ القُبورِ فزُورُوها، ولا تقولوا هُجْرًا).
يشترط بزيارة النساء إلى القبور بعض من الشروط، فيما يأتي ذكرها:
ذكر بعض من أهل العلم أن زيارة الرجال للمقابر أمر مرغوب به، وعلى ذلك فيجوز للرجال زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه حث على زيارة القبور لأن الإنسان حين يزور القبور يتذكر الآخرة بذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ، وفي بعضِها : وتُزهدُ في الدنيا).
ومن ثم فإن زيارة القبور مستحبة من دون شد الرحال لأنه غير مستحب كذلك زيارة القبور لدعائهم دون الله تعالى لأن في ذلك شركاً بالله وجل وعلا، و هنا ينبغي تذكر قول الله تعالى في سورة فاطر الآية 13_14 (لِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ، إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَ لَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)،و ذلك لأن من الخطأ الإستغاثة بمن في القبور، أو إجلالهم وكأن زيارتهم ستقضي الحاجة.
فيما يخص مسألة شد الرحال فلا يجوز شد الرحال لزيارة المقابر وتم الاستناد بذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدٍ : المسجدُ الحرامُ ، و مسجدي هذا ، والمسجدُ الأقصى)، ولكن حين زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم يمكن لذلك أن يتبع زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم، وكذلك قبر صاحبية، ومقابر الشهداء، بينما ما لا يصح أو يجوز قيام المسلم بشد الرحال إلى زيارة تلك القبور فقط.
شرع الله سبحانه زيارة القبور؛ لما بها من موعظة للزائر، وبها دعاء بالرحمة للميّت، ولكن لم يرد تخصيص بالشريعة الإسلامية لأحد أيام السنة لزيارة المقابر؛ مثل يوم الجمعة وأيام العيد، ولكن يتم زيارتها متى تسنّت الفرصة لذلك.
وإنّ زيارة المقابر بيوم العيد يحدث بها تذكر الأيام الماضية وتجديد الأحزان، وهو ما يُثير الألم بنفس الزائر بيومٍ يجب أن يكون يوم سرورٍ وفرحٍ، ولم يرد في تخصيص زيارة الميّت بيوم العيد نفعٌ خاصٌ ينتفع الميّت به، فلا يُشرع زيارة المقابر للمسلم في يوم العيد.
ورد بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يُشرع أن يقوله المسلم عند زيارة القبور، ومن بينها ما يلي:
لأن بها مظنة لطلب بكائهن، ورفع أصواتهن، لما بهن من كثرة الجزع، ورقة القلب، وقلة احتمال المصائب.