نعم، يجوز للمرء المسلم الزواج من غير المسلمة إن كانت كتابيّة أي أنها من أهل الكتاب، فيجوز للمسلم الزواج من امرأة مسيحية أو يهودية، ولا يحل له الزواج من غير المسلمين بمن لا تديّن بأي من هاتين الديانتين.
والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة المائدة: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
ولا يحل للمسلم أبداً أن يتزوج من امرأة مجوسيّة أو وثنية أو شيوعية وما غير ذلك من الشرك بالله وعدم الاعتراف بوحدانية الله ـ عز وجل ـ ، حيثُ حرّم الله ـ عز وجل ـ على المسلمين الزواج من المشركات وذلك في قوله تعالى بسورة البقرة: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
كما حثّنا النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على نكاح المرأة والزواج منها إن كانت من ذوات الدين وقدّمها على غيرها من النساء، وذلك في الحديث الشريف: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).
لذا لا يجوز للمرء المسلم الزواج سوى من امرأة مسلمة أو امرأة كتابية (مسيحية أو يهودية)، أما الزواج من امرأة مشركة فهو حرام والله تعالى أعلى وأعلم.
شروط الزواج من غير المسلمة
حددت الشريعة الإسلامية السامية شروط زواج الرجل المسلم من غير المسلمة في أن تكون امرأة كتابية أي امرأة مسيحية أو يهودية فقط، فهي من أهل الكتاب الذين آمنوا برسالات الله السماوية السابقة (التوراة والإنجيل)، إلا أنه لا يجوز للمسلم على الإطلاق الزواج من امرأة مشركة أو مجوسية أو وثنية تعبد الأصنام والحجارة ولا تؤمن بوجود الله تعالى.
هل يجوز الزواج من مشركة
لا، لا يجوز على الإطلاق زواج الرجل المسلم من امرأة مشركة أو وثنية أو مجوسية، حيثُ حرّم الله ـ عز وجل ـ على المسلمين الزواج من المشركات وذلك في قوله تعالى بسورة البقرة: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
فالمرأة المشركة لا تؤمن بوجود الله تعالى ولا رُسله وأنبياءه، لذا فالزواج منها حرام شرعاً في الديانة الإسلامية.
هل يجوز الزواج من يهودية
نعم، أباح الدين الإسلامي للرجل المسلم الزواج من غير المسلمة إن كانت من أهل الكتاب (النصارى، اليهود)، وذلك ما جاء في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
إلا أنه من الأفضل والأولى زواج المسلم من امرأة مسلمه مع التحري عن ذوات الدين والأخلاق وفقاً لما جاء في حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ”.
زواج المسلم من غير المسلمة في القرآن
أباح الدين الإسلامي للرجل المسلم الزواج من غير المسلمة إن كانت من أهل الكتاب (النصارى، اليهود)، وذلك ما جاء في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
إلا أن الدين الإسلامي قد حرّم على الرجال المسلمين الزواج من النساء المشركات ممن لا يعترفون بوجود الله تعالى ويعبدون أشياء أخرى مادية، كالديانة المجوسية، الوثنية وغير ذلك، وذلك في قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
هل يجوز زواج المسلمة من مسيحي؟
لا ، لا يجوز زواج المرأة المسلمة من رجل مسيحي أو يهودي أو مُشرك بالله عز وجل ، فقد ورد في كتاب (مقومات عقد الزواج في الفقه والقانون) لكاتبه جميل فهمي عند الإجابة على سؤال هل يجوز زواج المسلمة من رجل غير مسلم، بأنه قد اتفق فقهاء الإسلام وعلماء الأمة الإسلامية بأنه لا يجوز على الإطلاق زواج المرأة المسلمة من رجل غير مسلم، سواء كان كتابياً (مسيحياً أو يهودياً) أو مشركاً دون ديانه، فإن حدث وتزوجت امرأة مسلمة من رجل غير مسلم كان زواجهما باطلاً، ولا يترتب عليه أي أثر من آثار الزواج في الإسلام، والدليل على ذلك قول الله ـ عز وجل ـ في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن).
فقد جاء في الآية القرآنية السابقة تحريم واضح وصريح لزواج المسلمات من الكفار لكفرهم بالله ـ عز وجل ـ ويشمل لفظ الكُفر في عموميته كل من ليس بمسلم بما في ذلك أهل الكتاب، حتى وإن كانت قد تنزلت الآية القرآنية الكريمة لتحريم الزواج من المشركين، إلا أن اللفظ جاء عاماً فيها، وتأتي القاعدة الفقهية في علم أصول الدين بأن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب.
أسئلة شائعة
هل يجوز الزواج من مسيحية أو يهودية؟
نعم، يُمكن للرجل المسلم الزواج من امرأة مسيحية أو يهودية لأنها من أهل الكتاب، فقد أباح الدين الإسلامي للرجل المسلم الزواج من غير المسلمة إن كانت من أهل الكتاب (النصارى، اليهود)، وذلك ما جاء في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
