ابحث عن أي موضوع يهمك
إن الإسلام قد حرّم السحر ونهى عنه بكافة أشكاله ووعد الله سبحانه وتعالى بالعذاب الأليم للذين يلجأون إلى هذا الفعل، حيث يُعتبر السحر من أنواع الشرك بالله، حيث يتدخل الإنسان في مجالات خاصة بالله ويدعي معرفة ما لا يعلمه إلا الله. الله هو العالم بالسر والعلانية، ومنع الإسلام اللجوء إلى أعمال السحر واستخدام الأساليب التي تجعل شخصًا يسيطر على الآخر ويفرض عليه إرادته، أما فيما يتعلق باتخاذ صديق سحري للتحكم في الإنسان وفرض إرادته، يُعتبر هذا الفعل من المحرمات في الإسلام ونحنن في هذا المقال عبر موقع مخزن فسنقوم بشرح هذا الموضوع لفهم أعظم عن ماهية السحر وأثره السلبي على الفرد والمجتمع.
الصديق السحري يعد حرامًا شرعًا وفقًا للشريعة الإسلامية، وذلك بناءً على نهي الله عن أي شيء يضر الإنسان في جسده وعقله حيث يسبب هذا الصديق الهلوسة والخيال والأساطير، ويُعتبر وجوده في الحياة اليومية غير واقعي، وهو ما يؤدي إلى فقدان الشخص السيطرة على تصرفاته، ويسبب ضعفًا في ذاكرته وتركيزه وجسده.
في تفسير العلامة ابن عثيمين، يُشير إلى أن هذا النوع من السحر يجعل المتحدث يصدق الباطل بفعل قوة الكلام، حيث يُسحر الأشخاص المتواجدين أمامه، وتُعرف هذه الطريقة بالسحر اللطيف والمشاركة والبلاغة، الذي يعمل على تشويش الوعي وتأكيد الباطل بطريقة مغلفة باللطف والإقناع.
ينبغي توضيح مفهوم الصديق السحري بعد التطرق إلى قضية حرمانيته، يُشير الصديق السحري المعروف أيضاً باسم “تولبا”، إلى كائن خيالي يتكون في عقل الإنسان ويتألف من الأوهام والتخييلات والعناصر الغير ملموسة.
ينشأ هذا الكائن نتيجة للخيال والأساطير والأفكار التي لا وجود لها في الواقع، ويتشكل تدريجيًا في ذهن الشخص الذي يكافح معه. يمكن تقسيم هذا الصديق السحري إلى فئتين، وهما: “التولبا” و”الصديق الخيالي المحدود” و”الصديق اللامتناهي”.
بفحص مسألة حكم الصديق السحري، أكد أهل العلم بشدة تحريمه نظرًا للأذى الذي يسببه للمسلم في نواحي مختلفة، بما في ذلك الضرر الناتج على العقل والقلب والجسم والتركيز. يُعتبر هذا الصديق السحري من أنواع السحر التي تحظر بشدة، حيث يتعرض المتأثر به للتحدث مع أشخاص غير موجودين فعليًا، والتفاعل معهم، واستشارتهم. قد يشمل هذا النوع من السحر تكوين صور خيالية وغيرها، والتي قد تكون ذات طابع جنوني، والله أعلم.
يجب على المسلم أن يحرص على حماية خواطره وأفكاره من الانجراف نحو المحرمات، ويتجنب التسلّل إلى أمور يحظرها الدين. إنّ الفساد ينبع من الخواطر والتخيلات، وتعد هذه الأفكار بذرًا يزرعها الشيطان والنفس في أرض القلب. إذا نجح الشيطان في زرع هذه البذور، يُصبح بإمكانه ترعيتها وتطويرها، حيث تتحول إلى إرادة ثم عزيمة، وأخيرًا تتجسّد في أعمال فاحشة. لذلك، يجب على المسلم أن يتجنّب كل تخيل محرم لا يثمر خيرًا، وعليه أن يشغل نفسه بأعمال ترضي الله وتتفق مع شريعته.. والله أعلم.
يجدر بنا أن نلقي الضوء على حقيقة أن العديد من الأطفال قد يتأثرون بهذا الصديق بسبب خيالهم الواسع وعدم قدرتهم على التمييز بين الواقع والخيال. يمكن للأطفال أن يخلقوا صداقات خيالية ويتفاعلوا معها بشكل طبيعي، ويرتبط هذا الظاهرة في كثير من الأحيان بنقص الاهتمام والتفاعل مع الطفل في بيئته. قد يكون لديهم هذا الصديق كوسيلة لتعويض الوحدة والفراغ الذي قد يشعرون به.
بصورة عامة يبدأ الأطفال في التخلص من هذا الصديق السحري تدريجيًا مع زيادة وعيهم وتطورهم، ومن هنا لا يمكن تحديد فترة زمنية محددة لهذا الأمر لأن ذلك يعتمد على نضج الطفل وفهمه للفارق بين الخيال والواقع والله تعالى أعلى وأعلم.
من الفوائد التي يمنحها الصديق السحري أو الوهمي للطفل ما يلي:
من أبرز الأضرار التي يتسبب بها وجود صديق سحري ما يلي:
تم تحريم التولبا وفقًا للفهم الشرعي الذي قدمه العلماء، مستندًا إلى الدلائل الواردة في القرآن الكريم حيث يأتي هذا التحريم نتيجة لتوجيه الله سبحانه وتعالى بعدم الجواز للتولبا، مع التشديد على تحريم أي فعل يلحق الإنسان به ضررًا.
يتمثل التولبا في خلق صداقة وعلاقة وهمية في خيال الأشخاص، حيث يبدأون في تصوّر وجود رفاق وأصدقاء لهم. هذا يتطور تدريجيًا ليصبح تعايشًا معهم، مما يؤدي إلى تفاعلهم والحديث معهم. وفي نهاية المطاف، ينتهي الأمر بتسليم الفرد المسلم لسيطرة التولبا عليه، مما يؤدي إلى التحكم في جسده وعزل العقل الواعي عن الواقع، ويطلق على هذه الحالة بمصطلح “انفصام الشخصية”.
تحضير الصديق السحري يعني خلق وهم أو خيال يرافق الفرد، حيث يتخيل وجود أشخاص في عقله ويتفاعل معهم على مستوى الخيال. يمكن أن يتضمن هذا التفاعل الحديث مع الأشخاص المتخيلين وتصوّر تصرفاتهم، وفي بعض الحالات قد يُستخدم هذا الوهم كوسيلة للتعبير عن تجارب اليوم.
ومع ذلك، من الناحية الدينية، يُعتبر هذا الفعل حرامًا وغير جائز على الإطلاق، وتم ذكر تحذير منه في القرآن الكريم وتأكيد ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة التي نقلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.