ابحث عن أي موضوع يهمك
كم مدة فعالية لقاح فايزر هو سؤال ازداد تردده خاصةً مع وصول لقاحات COVID-19 إلى الكثير من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، حيث تسائل الكثير من بعض الأشخاص حول إذا كان من الممكن أن يتم تأخير الجرعة الثانية من لقاحي فايزر ومودرنا وللسماح بتلقيح غيرهم من الأشخاص بسرعة أكبر وما مدى تستمر وقايتهم عقب الحصول على الجرعة الأولى وسوف نجيبكم على تلك الأسئلة في مخزن.
وقد تحدث أحد أطباء المناعة أن جرعة واحدة فعالة بشكل تام كما أضاف أنه لا يزال يجب على كل شخص الحصول على كلتا الجرعتين، وعلى الرغم من هذا، فإن تلك المسألة هامة ليس فقط للصحة الشخصية ولكن كذلك لصحة بلده ومن حوله.
وقد أصبح في الوقت الحالي يوجد ثلاثة لقاحات لفيروس كورونا مصرح بها من قبل إدارة الغذاء والدواء للاستخدام بالحالات الطارئة، من شركات تصنيع الأدوية Pfizer-BioNTech و مودرنا و جونسون آند جونسون.
يقول ألكسندر إدواردز، الأستاذ المشارك بالتكنولوجيا الطبية الحيوية بكلية الصيدلة في المملكة المتحدة في جامعة “ريدنج”، في بيان له: “سوف نحتاج لرؤية الحماية الفعلية من المتغيرات الجديدة عند المشاركين في التجارب السريرية، التي ما زالت جارية، من أجل التأكد من أن اللقاح فعال بالقدر نفسه”.
وفي حالة كان الفيروس أقل تأثراً باللقاح أو أكثر قابلية للانتقال، ذكر الخبراء إن هذا من الممكن أن يزيد كذلك من عدد الأشخاص الواجب تطعيمهم في سبيل الوصول إلى المناعة الجماعية، وفي بيان لمؤسسة “فايزر” ذكرت بع إنها قامت بإجراء اختبارات مماثلة حول “سلالات متعددة متحولة.. وحتى الوقت الحالي، تم الوصول إلى تغطية متسقة لكافة ما تم اختباره من سلالات”.
وذكر الباحثون بالنتائج الجديدة أنه ينبغي الاستمرار بمراقبة التغيرات الهامة حين تغطية اللقاح، والسبب يرجع إلى أن هناك طفرة مستقبلية محتملة قد تستلزم تغيير سلالة اللقاح الموجودة حالياً، كما وأشار الباحثون إلى أن لقاحي مودرنا وفايزر يعتمدان على التكنولوجيا الجينية التي تساهم في السماح بتكييف اللقاحات بشكل سريع من أجل مراعاة الطفرات.
وقد ذكرت “بيو إن تك” إن تلك النتائج المبكرة ساهمت في تشجيعها وكذلك تشجيع “فايزر” للبدء في الدراسة المختبرية، ومع ذلك فقد شددت حول وجود حاجة لمزيد من البيانات من أجل تتبع مدى فعالية اللقاح بالوقاية من الأمراض التي قد تترتب على المتغيرات الجديدة.
تستخدم لقاحات Covid سواء فايزر أو مودرنا تقنية لقاح مبتكرة تعرف باسم messenger RNA، أو mRNA، والتي تقوم بإرسال تعليمات للخلايا تدور حول طريقة صنع قطعة ليست معدية من بروتين سبايك لفيروس كورونا، وأنه فور أن يكتشف الجهاز المناعي بالجسم نسخ بروتين سبايك، فإنه ينتج ضده أجسامًا مضادة، وبالمستقبل إذا ما تعرض شخص إلى الإصابة بفيروس كورونا، يمكن للجسم وبسرعة أن يتذكر طريقة صناعة الأجسام المضادة من أجل مكافحته.
وفيما تم إجرائه من التجارب السريرية كان لقاح موديرنا فعالًا بنسبة بلغت 94.1٪ فيما يتعلق بالوقاية من مرض كوفيد -19 وهي النسبة المؤكدة مختبريًا لدى الأشخاص ممن قد تلقوا الجرعتين، أما لقاح فايزر-بيو إن تك فقد كان فعالًا بنسبة 95٪.
من جانب آخر يتم استخدام لقاح جونسون آند جونسون في الوقاية من Covid الفيروسات الغدية وهي أحد أنواع الفيروسات التي يترتب عليها الإصابة بنزلات البرد وذلك باعتباره وسيلة تعمل على إيصال التعليمات إلى الخلايا حول الطريقة التي يتم من خلالها مكافحة الفيروس، وعلى النحو ذاته، حينما يتم حقن اللقاح بأذرع المريض فإنه على الفور يتم تحفيز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة.
وقد كان لقاح جونسون آند جونسون فعالاً بنسبة 72٪ ضد عدوى Covid-19 التي تتراوح حدتها ما بين المتوسطة إلى الشديدة بالولايات المتحدة ، و 66٪ وقاية ضد الأمراض المتوسطة والشديدة في مختلف أنحاء العالم بشكل عام.
من الطبيعي والمتوقع أن يكون هناك بعضاً من الآثار الجانبية التي تنتج عن الحصول على لقاحات Covid عقب أيام قليلة من حدوث الإصابة؛ والتي تمثل علامة على عمل جهاز المناعة لدى المريض، وغالباً ما يكون المرضى من فئة الشباب أكثر عرضة إلى ظهور آثار جانبية عليهم أكثر حدة من الأشخاص الأكبر في السن، وهو ما يرجع إلى أن أجهزة المناعة لدى الشباب عادةً ما تكون أكثر قوة.
تشمل الآثار الجانبية الشائعة الألم في القرب من موضع حقن اللقاح، والتقرح والاحمرار، بالإضافة إلى التعب والوهن والمعاناة من الصداع، والحمى، والغثيان، والقشعريرة، تلك الآثار الجانبية من الممكن أن تستمر بضعة أيام، وفيما يتعلق بكل من لقاحي فايزر و مودرنا، فإن الآثار الجانبية تميل إلى أن تصبح أكثر تكراراً عقب تلقي ثاني الجرعات، وهو أمر منطقي حيث إن أولى الجرعتين يتمثل الهدف منها في تحفيز استجابة الجهاز المناعي، بينما الجرعة الثانية فإنها تعتمد عليها.
وقد كان معدل القشعريرة والحمى الذي تم الإبلاغ عنه أعلى بما يقرب من أربع مرات عقب الجرعة الثانية من لقاح فايزر مقارنة بالجرعة الأولى، وفقًا لبيانات من نظام الإبلاغ حول الأحداث الضائرة التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والذي تم جمعه بالفترة ما بين الرابع عشر و الثالث عشر من شهر يناير.
وبما تم إجرائه من التجارب السريرية تم الإبلاغ حول أن هناك أقل من واحد بالمائة من الأشخاص أصيبوا بالحمى عقب تلقي الجرعة الأولى، في حين هناك 15.6٪ ممن تلقوا اللقاح أصيبوا بالحمى عقب الجرعة الثانية.
وفي ذلك ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه لا ضرر من تناول مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية عقب الحصول على اللقاح من أجل التخفيف من حدة بعض الآثار الجانبية، ولكن لا يوصى بتناولها مسبقًا لما قد تتسبب به من التقليل من فعالية اللقاح.
ذكر الدكتور “أندرو بادلي” رئيس فريق عمل أبحاث كوفيد التابع لـ Mayo Clinic، إن جسم الشخص يستغرق بعض الوقت من أجل بناء استجابة مناعية عقب الحصول على اللقاح، والتي تتراوح ما بين حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تقريباً، ولمن كان حصل على جرعة من لقاح Covid المكون من جرعتين، فذلك يعني أنه سوف يكون هناك مناعة جزئية ضد Covid عقب حوالي أسبوعين من تلقي الجرعة الأولى.
عقب هذا وبعد ما يتراوح بين عشرة إلى أربعة عشر يومًا من الجرعة الثانية من كلا اللقاحين، يتم الحصول على زيادة قدرها عشر أضعاف بتحييد الأجسام المضادة، وكذلك فقد قال الدكتور “أنتوني فوسي” الخبير الرائد في مجال الأمراض المعدية، خلال المؤتمر العالمي للطب الدقيق في الثاني عشر من فبراير بالتجارب السريرية، أظهر لقاح جونسون آند جونسون الحماية ضد الاستشفاء والوفاة المرتبطة بـ Covid بدايةً من مرور ثمانية وعشرين يومًا عقب التطعيم، وبالبيانات السريرية لجونسون آند جونسون تم التقاط الأجسام المضادة المعادلة لـ Covid في تسعون بالمائة من الأشخاص عقب مرور تسع وعشرون يومًا، ومائة بالمائة من الأشخاص عقب ستة وخمسون يومًا من تلقي اللقاح.
وعلى هذا فإن الشخص يعتبر “محصنًا بالكامل” ضد Covid عقب أسبوعين منذ تلقي الجرعة الثانية من لقاح من جرعتين (مثل مودرنا وفايزر أو عقب أسبوعين من الحصول على جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون وذلك وفقًا لما ورد عن مركز السيطرة على الأمراض، وبأي وقت قبل الوصول إلى تلك النقطة، فإن الشخص لا يكون محميًا بشكل تام وهو في حاجة إلى الاستمرار في اتباع التباعد الاجتماعي وارتداء القناع الواقي.
في تلك المرحلة لا يعد من الواضح إلى متى تستمر المناعة التي يمنحهل للجسم اللقاح ضد كوفيد، لكن فوسي ذكر إن الأجسام المضادة من الممكن أن تستمر حتى ستة أشهر على الأقل وربما قد تمتد إلى بضع سنوات، كما يوجد أشكال أخرى من المناعة التي تبدأ، مثل الخلايا التائية ، والتي قد تساهم بزيادة المناعة ، ولكن ذلك لا زال قيد الدراسة في الوقت الحالي.
وبذلك نكون قد عرضنا لكم في مقالنا عبر مخزن كم مدة فعالية لقاح فايزر وأهم ما تم إجرائه حوله من دراسات، وما هو محتمل أن يصاب به من تلقى اللقاح من آثار جانبية وغيرها من التساؤلات التي ترددت كثيراً على الأذهان منذ وقت انتشار فيروس كورونا.