ضعف عضلة القلب أحد الأمراض التي تندرج تحت الأمراض القلبية المزمنة، وتكمن مشكلتها الأساسية أنها تصعب قدرة القلب على القيام بمهتمه الأساسية وهي ضخ الدم وتوزيعه على أجهزة الجسم المختلفة، وذلك يكون من خلال تغير الطريقة التي يعمل بها القلب كالانقباض والاسترخاء أو تغير البنية الأساسية لعضلة القلب.
ولذلك فإن الإجابة على السؤال الخاص بكم يعيش مريض ضعف عضلة القلب غير موحدة نهائياً وذلك لأن الإجابة تختلف من حالة شخص لآخر وتبعاً لنوع الضعف الكامن في عضلة القلب، وهذا ما أبرزته عدة دراسات مختلف سنعرضها في التالي:
فهناك دراسة اهتمت بمرضى الاعتلال الخاص بعضلة القلب الذين ظلوا على قيد الحياة لمدة عام ولمدة ثلاثة أعوام ولمدة خمسة أعوام على التوالي، وجاءت النتيجة كالتالي 98% من المرضى ظلوا على قيد الحياة لمدة عام، و94.3% من المرضى ظلوا على قيد الحياة لمدة 3 سنوات، و82.2% من المرضى ظلوا على قيد الحياة لمدة تبلغ الخمس سنوات، وهذا معناه أن حوالي 82% من المصابين بمرض ضعف في عضلة القلب ظلوا على قيد الحياة لخمس سنوات على الأقل.
ولكن هناك دراسة أخرى اهتمت أيضا بدراسة معدل المرضى الأحياء المصابين بمرض اعتلال القلب التوسعي لمدة خمس سنوات بعد ظهور الأعراض الذاتية، وبلغت نسبة هؤلاء المرضى تقريباً 40% ولكن بعد عشر سنوات أصبحت نسبة الأشخاص الأحياء 22% فقط.
وفي ضوء دراسة أخرى قامت ببحث الحالات المصابة بمرض قصور القلب والذي يعتبر واحد من مضاعفات مرض ضعف واعتلال عضلة القلب الذين ما زالوا على قيد الحياة، لمدة عام والنسبة بلغت 75.9% ولكن بعد خمسة أعوام بلغت النسبة 45.5%، وبعد عشر سنوات بلغت نسبة الأحياء من المرضى حوالي 24.5%، بينما بعد 15 عاماً أصبحت نسبة الأحياء حوالي 12.7%.
ضعف عضلة القلب
مصطلح ضعف عضلة القلب يُعرف ويُسمى طبياً اعتلال عضلة القلب الذي يعتبر واحد من الأمراض القلبية الشائعة في الانتشار بين العديد من الناس في مختلف الأعمار.
ولكن ضعف أو اعتلال عضلة القلب يتميز عن غيره من الأمراض القلبية في أنه سميك العضلات مما يسبب تضخم في تلك العضلات القلبية، ولكن هناك حالات يقوم فيها باستبدال النسيج العضلي بنسيج أخر يكون ندبي، وهذه الحالات نادرة الحدوث لا تحدث إلا بنسبة 1%.
ومع التطورات التي تطرأ على الحالة يصبح القلب ضعيف وتقل كفائته، مما يصبح القلب غير قادر وعاجز على ضخ الدم في باقي أجهزة الجسم والجدير بالذكر أن ضعف عضلة القلب يشمل عدة أنواع سوف نعرضها في باقي المقال.
أنواع ضعف عضلة القلب
هناك أربعة أنواع رئيسية لمرض ضعف عضلة القلب تتمثل في الأتي:
ضعف أو اعتلال عضلة القلب التوسعي
وهذا النوع يُعرف بأنه تمدد عضلة القلب، ويعتبر أكثر أنواع الاعتلال شيوعاً وانتشاراً، وهذا النوع يحدث فيه تضخم الجزء الأيسر أو البطين الأيسر كما يسميه نخبة كبيرة من الأطباء في القلب مما يجعله غير قادر على أن يقوم بضخ الدم في أي جزء من أجزاء الجسم سوى القلب وقد يحدث هذا النوع بشكل مفاجئ أو كنتيجة لأحدي النوبات القلبية أو كأثر جانبي لمرض الشريان التاجي.
عادة ما ينتشر هذا النوع في الأشخاص من هم أعمارهم تتراوح من بين 45 إلى 65 عاماً، والجدير بالذكر أن هذا النوع يكون الرجال هم أكثر المعرضون بالإصابة به عن السيدات.
اعتلال عضلة القلب الضخامي
وهذا النوع قد يحدث في الغالب بسبب أسباب أو طفرات جينية، لهذا فهو يعتبر ويندرج تحت قائمة الأمراض القلبية الوراثية، ومن الممكن أن يصاب المريض باعتلال عضلة القلب الضخامي نتيجة إلى أنه كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم لسنوات طويلة أو من الممكن انه من مرضى السكر المزمن
ولكن يجب التنويه أن مرض اعتلال عضلة القلب الضخامي يصبح خطر وحاد في حال إصابة الشخص به في مرحلة الطفولة.
ذلك النوع هو الذي يصبح فيه القلب سميك وضخم مما يؤثر على البطين الأيسر تأثير سلبي، وهذا التأثير يجعل باقي جزيئات القلب تعمل بجهد أكبر حتى تستطيع ضخ الدم لباقي أجزاء جسم الإنسان.
اعتلال عضلة القلب المقيد
من أكثر أنواع ندرة في الحدوث، على الرغم من انه قد يصيب أي فرد في أي مرحلة عمرية ولكنه يصيب كبار السن بشكل أكبر.
وهذا النوع تكون العضلة القلبية فيه فاقدة للمرونة حتى أنها تصبح غير قادرة على التمدد بما يكفي حتى تستطيع ضخ الدم في كل نبضة من نبضات القلب المختلفة .
وحتى الآن السبب الرئيسي وراء الإصابة بذاك النوع غير معروف نهائيا ولكن هناك بعض الدراسات التي ورد فيها أنه قد يكون ناتج عن أحد الأمراض القلبية الأخرى أو أي مرض أخر مصاب به المريض على وجه العموم، ولكن جميع هذه الدراسات والبحوث لم تستطع التعرف على السبب الرئيسي وراء الإصابة باعتلال عضلة القلب المقيد.
خلل تنسج البطين الأيسر المسبب لعدم انتظام ضربات القلب
هذا النوع يعتبر ثاني الأنواع التي نادراً ما تصيب الإنسان، ولكنها تصيب الأشخاص الرياضيون أكثر من غيرهم، حيث أن البحوث أثبتت أن ذاك النوع هو السبب الأساسي وراء الموت المفاجئ للرياضيون الشباب.
وهذا المرض يعتبر من الأمراض الوراثية والذي يحدث فيه أن الدهون الليفية والأنسجة تستطع أن تصل لمكان عضلة البطين الأيمن وتستقر فيه، وهذا ينتج عنه اضطراب في معدل ضربات القلب.
أعراض الإصابة بضعف عضلة القلب
الأعراض التي تبرز أن المريض مصاب بضعف في عضلة القلب قد لا تظهر وخصوصاً في المراحل المبكرة من المرض، ولكن عندما تظهر فهذا يحمل دلالة على أن الحالة بدأت في التدهور، ومن هذه الأعراض ما يلي:
الشعور الدائم بصعوبة وضيق في التنفس وخاصة في حال ممارسة إي من الأنشطة اليومية العادية.
صعوبة النوم في وضع مستوي، بسبب الشعور الدائم بالاختناق والصعوبة في التنفس.
حدوث انتفاخ في عدة مناطق في الجسم منها الساقين والكاحلين والقدمين.
عدم التوازن والشعور الدائم بالدوار والدوخة، وعدم وضوح الرؤية.
انتفاخ مستمر في منطقة المعدة والبطن في العموم بسب السوائل المتراكمة في هذه المنطقة.
الشعور بألم شديد في منطقة الصدر وخصوصاً خلال عملية التنفس.
ارتفاع مستوى ضغط الدم بشكل مستمر من دون سبب.
مضاعفات الإصابة بضعف عضلة القلب
يمكن أن ينتج عن إصابة الفرد بضعف عضلة القلب عدة أثار تشمل التالي:
فشل القلب: وهذه الحالة تحدث عندما يكون القلب غير قادر على تلبية احتياجات أجهزة الجسم الأخرى من الدم، وفي حال حدوث فشل في القلب يجب اتباع عدة إجراءات معينة يحددها الطبيب المعالج وإلا يصبح المريض ذا حياه مهددة.
الجلطات الدموية: الجلطات في العموم تحدث عندما لا يقوم القلب بوظيفته الأساسية في ضخ الدم بشكل فعال، لذا تدخل هذه الجلطات في مجرى الدم وتعيق تدفقه إلى باقي أجهزة الجسم بالكامل.
المشاكل المتعلقة بالصمامات القلبية: حيث أن الصمامات لا تغلق كاملةً بمجرد حدوث توسع في القلب، ولكن ما يحدث أن الدم يتدفق بشكل تراجعي إلى الخلف عائداً للقلب مرة أخرى.
علاج ضعف عضلة القلب
إن علاج ضعف القلب يعتمد على كثير من العوامل، كما إنه يحتاج إلى كفاءة من الطبيب كي يمنع الأضرار التي من الممكن أن تحدث والمضاعفات محتملة الحدوث، ولكن يجدر بنا الإشارة هنا إلى أن ضعف عضلة القلب من الأمور التي لا علاج لها، ولكن من الممكن أن يأخذ المصاب بعض العلاجات المؤقتة التي تقلل الأعراض العارضة ومن ثم يتم إيقافها فور زوال المشكلة، وفيما يلي سوف نعرض لكم أهم خيارات علاج ضعف عضلة القلب:
العلاج الطبي: إن الهدف من العلاج الطبي في تلك الحالة المرضية هي مساعدة القلب على العمل بشكل أكبر وأحسن كفاءة ومنع تفاقم الأضرار أو المضاعفات التي تنتج عن ذلك، ومن خيارات العلاج المتاحة؛ تناول الأدوية التي في العادة ما تكون جزء من خطة العلاج المعطاة للمصاب، ومن ضمن تلك الأدوية حاصرات بيتا التي تعمل على إبطاء نمو معدل نبضات القلب، أو مميعات البول التي تفيد في منع احتباس البول أو الماء في جسم المصاب أو الاعتماد على الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم في الجسم، أو استخدام مضادات الاضطرابات التي تحدث في النظم من أجل منع عدم انتظام نبضات القلب، أو استخدام أجهزة تزرع جراحيًا مثل جهاز تنظيم نبضات القلب أو الجهاز المزيل للرجفات.
العلاج الجراحي: يمكن أن يتم الاعتماد على العمليات الجراحية في حل مشكلة ضعف عضلة القلب ولكن في العادة ما يكون هذا الخيار هو الأخير الذي يقدمه الطبيب للمصاب لا سيما لأولئك الذين تتسبب لهم تلك الحالة المريضة العديد من المشكلات الصحية أو تزيد أعراضها يومًا بعد يوم، ومن هذه العمليات عملية استئصال عضلة الحاجز أو عملية زراعة القلب وهي من الحلول الأخيرة وشديدة الخطر.
في حال الإصابة باعتلال القلب الموسع فيمكن الاعتماد على مثبطات الأنزيم المحول للانجيوتنسين أو خاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين أو محصرات البيتا نثل ميتروبول أو الاعتماد على مدارات البول من نوع فيوروسيمايد أو الاعتماد على دواء الديجوكسن أو الكورتيزون وكحل ذلك بالطبع تحت إشراف طبي.
أما في حالة الإصابة باعتلال القلب الضخامي فيمكن الاعتماد على محصرات البيتا التي تعمل على ارتخاء عضلة القلب وتفيد في تبطيء معدلات نبض القلب، كما يمكن أن يتم حقن كمية من الكحول على الأجزاء المتضخمة من القلب حتى يتم إتلافها، وقد تجرى أيضًا في حالة الاعتلال القلب الضخامي عملية جراحية يتم فيها استئصال الجزئية المتضخمة من القلب من جدار عضلة القلب الحاجزي التي تفصل ما بين بطينات القلب وذلك إن لم يستجيب المريض لباقي خيارات العلاج الدوائية.
أما في حالة الإصابة باعتلال في عضلة المقيد يمكن الاعتماد على علاج الحالة بضبط المصاب لاستهلاكه من الملح والماء ويجب أن يحرص على مراقبة وزنه ومعرفة الفروق والتغيرات التي تحدث فيه بشكل يومي كما إن الطبيب قد يوصي بمدارات بول في حال إن كان هناك احتباس للصوديوم أو الماء.
يجدر بنا الإشارة هنا إلى أن كل تلك الأدوية يجب أن تأخذ تحت إشراف طبيب قلب متخصص في حالة المريض حتى لا تحدث أي أعراض جانبية أو مضاعفات على المصابين جراء أخذ تلك الأدوية من دون التعرض لتشخيص مناسب من قبل الطبيب.
يمكن كذلك الاعتماد على علاج ضعف عضلة القلب بالوقاية منه أو من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، حيث إن كل الأطباء تقريبًا ينصحون مرضى القلب بالاعتماد على نمط حياة صحي ونظام غذائي مفيد للجسم، لكون أسلوب الحياة له تأثيرات لا يمكن تخيلها على الشفاء من الأمراض، ومن أهم هذه الإجراءات ما يلي:
الحفاظ على وزن صحي ومثالي للجسم.
الحرص على الحد من تناول الكافيين.
الحرص على النوم بمعدل ساعات كافية.
يجب أن يتجنب المصاب التعرض إلى نوع من التوتر أو الخوف أو الحالات النفسية السيئة لا سيما العصبية.
يجب أن يقلع المصاب عن التدخين نهائيًا وكذلك المشروبات الكحولية.
يجب أن يحصل المصاب على دعم كافي من الأصدقاء والعائلة أو الأطباء.
الحفاظ على نظام حياتي يعتمد على ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة وأبسطها المشي، كون الرياضة تحسن من الحالة المرض كما تقي من حدوث العديد من الأعراض الجانبية.
أسئلة شائعة
هل يمكن ان تقوية عضلة القلب بعد ضعفها؟
نعم يمكن أن يتم تقوية عضلة القلب من بعد ضعفها إن قام المصاب باتباع التعليمات وأخذ الأدوية التي يوصي بها طبيبه الخاص، مع الحرص على تناول الأطعمة الغذائية الصحية التي تحسن من حالة المريض، كما يجب أن يبتعد المريض عن مسببات هذا الضعف بكل أنواعها حتى لا تزيد المضاعفات عليه.
هل المشي يقوي عضلة القلب؟
نعم إن المشي يقوي عضلة القلب وهو مفيد للغاية في صحة الجسم بشكل عام، وبصورة عامة فإن ممارسة التمارين الرياضية من الأمور التي تعزز صحة القلب وتقيه من كثير من الأمراض أو المشكلات الصحية.