إن الشعور بصداع الرأس بين الحين والآخر من الأمور الواردة والطبيعية، أما الشعور به بشكل مستمر ولفترة من الزمن يشير إلى الإصابة بحالة الصداع المزمن (Headache) والتي تنتج عن العديد من الأسباب، حيث لا يستدعى بعضها القلق، في حين أن البعض الآخر يتطلب مراجعة الطبيب وتلقي العلاج المناسب على الفور، فكثرة الصداع تدل على الأمور الآتية:
المعاناة من الجفاف
عندما تقل كمية الماء من الجسم فإن كثافة الدم تنخفض هي الأخرى أي أنه يتم الإصابة بإنخفاض ضغط الدم بسبب تعرض الجسم للجفاف.
حيث يترتب على ذلك قلة كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ وبالتالي الشعور بالصداع.
لذا فلا بد من تناول الكمية المناسبة يوميًا من الماء إلى جانب مراقبة الأعراض المتعلقة بالجفاف مثل:
جفاف الفم.
تحول لون البول إلى اللون الأصفر الغامق.
العطش الشديد.
الإصابة بالتوتر
يرتبط الصداع بنسبة كبيرة بالتوتر، فلقد تم إثبات العلاقة بينهما علميًا.
حيث إنه عندما يتعرض الإنسان للتوتر تُصاب عضلات الجسم لديه بالتشنجات.
وتكون هذه التشنجات واضحة بشكل محدد في منطقة الرقبة والرأس حيث تؤدي إلى الشعور بالصداع.
لذا ومن هذا المنطلق فإن الشخص المصاب بالتوتر المزمن من المتوقع أن يعاني من الصداع المستمر.
والحل الأنسب له لكي يتخلص من التوتر هو ممارسة الرياضة والتحدث مع المتخصصين أو الأصدقاء.
الإصابة بفقر الدم
يعد فقر الدم بمثابة حالة صحية شائعة حيث تحدث عندما يصبح عدد كريات الدم الحمراء قليلة.
إذ يؤدي الأمر إلى قلة كمية الأكسجين التي تُنقل إلى أنسجة الجسم.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة يترافق مع الإصابة بها ظهور بعد الأعراض كالصداع وضيق التنفس والتعب والإحساس بالضعف.
المشكلات الهرمونية
تؤدي المشكلات الهرمونية والتي ترتبط بشكل شائع بانخفاض مستويات الاستروجين لا سيما لدى النساء قبل الحيض إلى الإصابة بالصداع.
حيث إنها تُعد من محفزات الشقيقة، ومن أهمها وأكثرها تسببًا في تغير مستويات الهرمونات بالجسم ما يلي:
الحمل.
انقطاع الطمث.
الولادة.
الأمراض المزمنة
تساهم بعض الأمراض المزمنة في تحفيز الشعور بصداع الرأس المزمن.
فمن أهم هذه الأمراض هو الداء السكري ومرض الثعلبة.
إذ لا بد وأن يتجه المصابين به إلى استشارة الطبيب عند المعاناة من الصداع المستمر لبضعة أيام للمسارعة في علاجه وتجنب تفاقم الأمر سوءًا.
التهاب الجيوب الأنفية
يتسبب التهاب الجيوب الأنفية في الإصابة بالصداع المتكرر، حيث إن أغلب حالات الإصابة بالصداع تنتج عن التعرض للشقيقة والتي تأتي بالتزامن مع أعراض الجيوب الأنفية المزعجة.
فصداع التهاب الجيوب الأنفية حالة شائعة ولكنه يتطلب يستدعي استشارة الطبيب إذا ظهرت معه بعض الأعراض الأخرى كارتفاع درجة حرارة الجسم وتراكم البلغم.
أسباب أخرى
اضطرابات النوم.
الحصول على كمية كبيرة من الكافيين.
الإفراط في تناول أدوية علاج الصداع.
تغير الساعة البيولوجية للجسم.
الإصابة بالعدوى لا سيما التهاب السحايا.
ارتفاع أو انخفاض الضغط داخل الجمجمة.
إصابات الدماغ الرضية.
ورم الدماغ.
أنواع الصداع المتكرر
يُمكن تقسيم الأسباب المحتملة للصداع المستمر والمتكرر وفقًا للمسبب إلى عدة أنواع كالآتي:
الصداع النصفي: يحدث على أحد جانبي الرأس وقد يحدث في نفس الوقت في كلاهما.
الصداع العنقودي: يكون متقطعًا على مدى أسابيع أو أشهر وقد يؤدي إلى الإحساس بالألم الشديد على جانب واحد فقط من الرأس.
صداع التوتر المزمن: يظهر على جانب الرأس وتتراوح آلام من الآلام الخفيفة إلى المتوسطة.
صداع الشقيقة المستمرة: هو صداع يومي يحدث عادةً على جانب الرأس مثل الصداع النصفي.
الصداع اليومي الجديد المستمر: يأتي مفاجأةً ويزل على مدار اليوم وقد يستمر إلى بضعة أشهر لدى بعض الحالات دون الإحساس بأي تخفيف مع مرور الوقت.
أعراض الصداع المتكرر
من الأعراض الشائعة للصداع المتكرر والتي تظهر بالتزامن مع المعاناة منه لدى أغلب الحالات ما يلي:
ظهور تمزق أو احمرار في العين.
احتمالية انسداد الأنف أو الإصابة بالسيلان.
المعاناة من القلق والغضب.
التعرق الشديد.
الإحساس بالخفقان أي النبض والذي يكون حادًا وشديدًا.
الحساسية تجاه كل من الروائح والأصوات والأضواء.
الغثيان والتقيؤ.
متى يكون الصداع المستمر خطير؟
يعد الصداع بمثابة عرض شائع حيث لا يتطلب بنسبة كبيرة إلى الحصول على أي عناية طبية، ومع ذلك فإنه يتطلب مراجعة الطبيب على الفور إذا كان مستمرًا وترافق معه الأعراض الآتية:
الحمى.
الارتباك.
الرؤية المزدوجة.
صعوبة التحدث.
المعاناة من الصداع عدة مرات في الأسبوع.
زيادة حدة الصداع بمرور الوقت.
المعاناة بشكل مفاجيء من الصداع الشديد.
استعمال مسكنات الألم للصداع في أغلب الأيام.
الإغماء.
صعوبة في المشي.
شلل أحد جانبي الوجه.
ألم مع السعال أو عند بذل أي مجهود.
علاج الصداع المستمر
تتمثل طرق علاج الصداع المستمر فيما يلي:
العلاجات الدوائية
مضادات الاكتئاب: تساعد في التخلص من الاكتئاب والقلق وكذلك اضطرابات النوم التي يترافق معها نوبات الصداع الحادة.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل دواء نورتريبتيلين.
مضادات الاكتئاب الأخرى مثل الفلوكستين (سارافيم، بروزاك)، ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: تفيد في مرحلة الانسحاب من مسكنات الألم الأخرى مثل نابروكسين الصوديوم.
الأدوية المضادة للنوبات الصرعية: تستخدم للوقاية من نوبات الشقيقة المزمنة مثل:
توبيراميت (كوديكسي إكس آر، توباماكس).
ثنائي فالبروكس الصوديوم (ديباكوت).
الجابابنتين (جراليز، نيورونتين).
حاصرات بيتا: تُعالج في الأساس ضغط الدم المرتفع ولكنها تقي من نوبات الشقيقة المزمنة فمن أبرزها:
الأينولول (تينورمين).
الميتوبرولول (توبرول إكس إل، لوبريسور).
بروبرانولول (إينوبران إكس إل، إندرال).
حقن البوتوكس: تساهم حقن الأونابوتولينوماتوكسين في توفير الراحة لبعض الأشخاص لا سيما لمن لا يتحملون الحصول على علاج يومي بشكل جيد، فهي تقضي على نوبات الصداع المتكررة.
الطب البديل
الأعشاب والفيتامينات: تساهم بعض الأعشاب في الحد من شدة الصداع النصفي كالينسون والبوتيربور، كما أن بعض الجرعة العالية من بعض الفيتامينات تسيطر على الشقيقة مثل فيتامين ب 12 (ريبوفلافين).
الوخز بالإبر: يقلل الوخز بالإبر من تكرار الإصابة بالصداع المزمن حيث إنه يعتمد على إدخال إبرة رفيعة في عدة مناطق بالجلد وذلك في نقاط محددة.
التدليك: يفيد التدليك في الشفاء من الصداع الناتج عن العضلات المشدودة في الرقبة أو مؤخرة الرأس أو الكتفين كما أنه يقلل من التوتر ويعزز الاسترخاء.
الارتجاع البيولوجي: يساعد على علاج الصداع من خلال زيادة وعي المصاب به بشكل أكثر والعمل على تغيير مجموعة من الاستجابات الجسدية لديه كدرجة حرارة الجلد ومعدل نبض القلب وتوتر العضلات.
التحفيز الكهربائي للعصب القذالي: يتم من خلال زرع قطب كهربائي صغير مزود ببطارية بشكل جراحي بالقرب من العصب القذالي الموجودة في قاعدة الرقبة حيث يرسل هذا القطب نبضات طاقة مستمرة ودورية إلى العصب حتى يتم تخفيف الألم.
طرق الوقاية من الصداع المتكرر
يُمكن الوقاية من الصداع المتكرر من خلال اتباع الإرشادات الآتية:
الابتعاد عن مثيرات الصداع.
الحصول على القسط الكافي من النوم أي ما لا يقل عن 7 أو 8 ساعات يوميًا.
تجنب الإفراط في استخدام العلاجات الدوائية.
ممارسة التمارين الرياضية باستمرار فهي تعزز الصحة الجسدية والعقلية.
تناول الوجبات الأساسية في وقتها مع الحرص على تجنب الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافيين.
السيطرة على التوتر عبر ممارسة تمارين الاسترخاء كاليوجا.