ابحث عن أي موضوع يهمك
الوفاء من الخصال المحمودة باتفاق جميع البشر، وهي صفة يندر وجودها في هذه الأيام لذا يبحث الناس عنها في كل وقت ليأمنوا ويطمأنوا، فما معناه؟ يمكننا أن نعبر عن الوفاء بأنه:
للوفاء عدة انواع، رغم أن من يتصف بصفة الوفاء يمتلك الأربعة أنواع منه مجتمعة ولكن يجب معرفتهم للتفريق بين كل نوع منهم على وجه التخصيص وفهمه جيدًا وهم:
يوجد كثير من القصص عن الوفاء والتضحية منها ما هو من نسج الخيال ومنها من صنعها أبطال حقيقيون صح لنا الاقتداء بهم، ومن أشهر هذه القصص قصة الصحابيين الجليلين حذيفة بن اليمان وأبي حُسيل اللذين كانوا يريدون الذهاب للمدينة وكان وقتها وقت معركة بدر أولى معارك المسلمين ضد كفار قريش، فمنعهم الكفار من الذهاب لأنهم سيذهبون للقتال مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذوا عليهم عهدًا بأنهم لن يقاتلوا وأنهم ذاهبون للمدينة فحسب، فحين سمع الرسول ذلك منهما قال لهما ” انصرفا، نفسي لهم بعهدهم، ونستعين بالله عليهم”.
فرغم أن الجهاد فريضة على كل مسلم، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص في هذا الموقف على إعلاء قيمة الوفاء بالعهد والكلمة رغم كل شيء ليعلم المسلمين أهمية القول وأنه ليس بهين.
الوفاء في الإسلام من أعلى القيم أهمية ومكانة، فهو أمر من الله ومن الرسول ومن الصحابة والتابعين، وحتى أهم الأئمة في الإسلام أشاروا بأهمية الوفاء، وكانت كلمتهم وعهدهم سيف على رقابهم لا ينقضوه تحت أي ظرف أو أمر لذلك فإن ذكر الوفاء جاء في الكتاب والسنة بل وحتى في الحياة اليومية للصحابة.
هناك كثير من الآيات ذكرها الله في كتابه العزيز ليعرفنا ويأمرنا بالوفاء، كما أن نبيه الحبيب المصطفى حثنا عليه في أكثر من موضع حيث:
- “عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن خيار عباد الله الموفون المطيبون)”.
صححه الألباني في صحيح الجامع.
عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية، وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو برذون، وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدر. فنظروا فإذا عمرو بن عبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة، ولا يحلها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء )) فرجع معاوية.
صححه الألباني في صحيح الجامع.
﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
[آل عمران: 76، 77].
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ .
[النحل: 91].
♦ ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾.
[الأنعام: 152].
كتب كثير من الكتاب والعلماء وغيرهم من المشاهير عن الوفاء أروع الكلمات والعبارات، ومن هذه الكلمات العذبة:
” لا يقاس الوفاء بما تراه أمام عينك بل بما يحدث من وراء ظهرك”.
تشي جيفارا.
“لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء”.
ابن القيم.
“عندما يخونك أحد من الناس قف رافعًا رأسك ولا تنحني، لأنك أنت من فزت بالوفاء”.
الداعية أحمد ديدات.
الوفاء مركب من العدل والجود والنجدة؛ لأنَّ الوفي رأى من الجور ألّا يقارض من وثق به أو من أحسن إليه فعدل في ذلك، ورأى أن يسمح بعاجل يقتضيه له عدم الوفاء من الحظ فجاد في ذلك، ورأى أن يتجلَّد لما يتوقَّع من عاقبة الوفاء فشجع في ذلك.[٤]قال ابن حزم: الوفاء مركب من العدل والجود والنجدة؛ لأنَّ الوفي رأى من الجور ألّا يقارض من وثق به أو من أحسن إليه فعدل في ذلك، ورأى أن يسمح بعاجل يقتضيه له عدم الوفاء من الحظ فجاد في ذلك، ورأى أن يتجلَّد لما يتوقَّع من عاقبة الوفاء فشجع في ذلك.
ابن حزم.
الاصلاح بين الناس وانتشار الصدق.
نعم بل وحذر النبي من نقض عهودنا معهم.