نجيب خلال هذا المقال على سؤال هل اتكلم عند قضاء الحاجه ؟، فلقضاء الحاجة آداب وأحكام في الإسلام لما يرتبط بها من دخول الخلاء وآدابه، فالخلاء هو مكان تكثر به النجاسات والخبائث وهو ما يفرض آداب محددة على المسلم عند دخول الخلاء، خلال السطور التالية نجيب عن بعض الأسئلة ونوضح بعض الأحكام فيما يتعلق بالخلاء وقضاء الحاجة، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
يروى عن المهاجر بن قنفذ :”أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال ” إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال على طهارة”.
من الحديث الشريف يتضح أن الكلام أثناء قضاء الحاجة لا يجوز، خاصة إذا كان يحمل ذكر الله والإنسان ليس على طهارة.
أجاز العلماء التحدث أثناء قضاء الحاجة للضرورة والأولى أن يمتنع المسلم عن الحديث، فإن احتكمت الضرورة فيجوز له أن يتحدث.
لا يجب على المسلم أن يذكر اسم الله أثناء قضاء الحاجة أو أن يذكر اسم الله في الخلاء على وجه العموم.
يُعتبر من الأدب مع الله سبحانه وتعالى ألا يُذكر اسمه في مكان تجتمع فيه الخبائث والنجاسات وذلك تنزيهاً وتوقيراً لله عز وجل.
يُكره على وجه العموم أن يتحدث الإنسان أثناء قضاء الحاجة وقد أجاز بعض الفقهاء فعل ذلك في حالات الضرورة.
من المكروهات عند قضاء الحاجة
يُكره استقبال مهب الرياح عند التبول فقد يتسبب ذلك في ارتداد البول على الشخص مما ينجس ملابسه وبدنه.
يُكره كما ذكرنا الكلام عند قضاء الحاجة وخاصة بذكر اسم الله.
يُكره ذكر اسم الله في الخلاء أو دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله إلا للضرورة كأن تكون نقوداً عليها اسم الله ولا يمكن تركها قبل دخول الخلاء.
يُكره البول في الشقوق وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقد تكون الشقوق مسكن أحد الحيوانات أو مسكن للجن.
ما يحرم عند قضاء الحاجة
يُحرم على المسلم البول في الماء الراكد حيث أن الماء الراكد يفسد بالبول فيه.
يُحرم على المسلم أن يتبول أو يتغوط في الطريق حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
يُحرم قراءة القرآن أثناء قضاء الحاجة فللقرآن الكريم احترام ووقار لا يستقيم مع أن يقرأه الرجل وهو يقضي حاجته.
يُحرم الاستجمار بالعظم أو الروث أو الطعام المحترم ويكون الاستجمار بأي شيء آخر يصلح للاستجمار كالحجارة أو الورق وما شابه.
يُحرم البول عند القبور إذ يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”لَأَنْ يجلسَ أحدُكم على جَمرةٍ فتَحْرِقَ ثِيابَه، فتخْلُصَ إلى جِلْدِه؛ خَيرٌ له من أن يَجْلِسَ على قبْرٍ” والبول عند القبور أعظم من ذنب الجلوس عليها ولذلك فهو من المحرمات.
حكم استعمال الهاتف في الحمام
إذا كان استعمال الهاتف للكلام مع أحدهم فإنه مما يكره فعله لكراهة الكلام أثناء قضاء الحاجة، أما استعماله للمراسلة أو نحوه فلا حرج فيه.
في غير حالات قضاء الحاجة فإنه يُكره أيضاً الكلام في الخلاء أو الحمام إلا للضرورة فإذا اقتضت الضرورة الكلام فلا حرج وإن استطاع الرجل أن يؤجل المكالمة حتى يخرج من الخلاء كان أفضل.
أما عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وما شابهها مما يمكن أن يرد فيه ذكر الله أثناء قضاء الحاجة فيكره ذلك والأولى أن يبتعد المسلم عن ذلك لما قد يحدث من أن تصادفه آية قرآنية أو ذكر لله.
قد تحتوي بعض الهواتف على تطبيق للمصحف والقرآن الكريم ينبغي أن يتجنب المسلم تماماً فتح هذا التطبيق وهو بالخلاء.
وإجمالاً، فإن الكلام في الخلاء يجاز للضرورة فقط ويُستحب أن يتجنبه المسلم قدر الإمكان.
حكم الغناء في الحمام
يُكره الكلام في الحمام ولا يجوز إلا للضرورة كما ذكرنا سابقاً وعليه فإن الغناء في الحمام مكروه كغيره من الكلام خاصة أنه مما يستحيل أن تقتضيه الضرورة.
يُكره الكلام في الحمام على وجه العموم لكونه مسكن الجن والشياطين ولذلك نستعيذ بالله من الخبث والخبائث عند دخول الخلاء.
إذا كان الكلام مكروهاً في الخلاء فالغناء أشد كراهة حيث لا يمكن أن تقتضيه الضرورة بأي حال من الأحوال بينما قد يضطر الإنسان للكلام في الحمام أو أثناء قضاء الحاجة لضرورة لا تحتمل التأجيل.
كذلك فإن سماع الأغاني في الحمام مما يكره فعله، فحتى اليوم مختلف على حكم الغناء والمعازف بين الفقهاء ولكنها سواء كانت حلالاً أو حراماً فإن آخر مكان يُمكن الاستماع فيه إلى الأغاني هو الحمام والخلاء.
سنن قضاء الحاجة
فيما يلي نتحدث عن سنن وآداب قضاء الحاجة في الشريعة الإسلامية:
الاستتار: يجب على المسلم ان يستتر أثناء قضاء الحاجة ويكون ذلك بإغلاق بابا الحمام عليه أو الابتعاد عن الناس قدر الإمكان إذا كان يتغوط أو يتبول في الخلاء.
تجنب قضاء الحاجة في الطرق: يجب على المسلم أن يبتعد ويجتنب قضاء الحاجة في طريق يمر من الناس لما يسببه ذلك من أذى في حق الطريق.
دعاء دخول الخلاء: إذا دخل المسلم الحمام أو الخلاء دخل برجله اليسرى وقال”اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث” وإذا خرج خرج برجله اليمنى وقال “غفرانك”.
استخدام اليد اليسرى: يكره استعمال اليد اليمنى للاستنجاء ويفضل استعمال اليد اليسرى.
تنظيف القبل والدبر: يجب على المسلم ان يتنزه منه أثر النجاسة بتنظيف القبل والدبر بعد قضاء الحاجة، ويكون ذلك بالاستنجاء والاستجمار.
استقبال القبلة أو استدبارها: ويكون ذل في الخلاء أو الفضاء وليس في البيوت والحمامات أو في حالة وجود حائل بين المسلم والقبلة عند قضاء الحاجة، أما إذا كان يقضي حاجته في الخلاء دون ساتر أو حائل فيجب أن يولي وجهه للمشرق أو المغرب وليس مواجهاً للقبلة أو أن يولي القبلة ظهره.
استدبار الريح: لا ينبغي أن يقف المسلم للتبول في مواجهة الريح حيث يسبب ذلك ارتداد البول عليه بما ينجس ملابسه وبدنه، بل يعطيها ظهره أو يقف وراء ساتر يمنعها عنه.
عدم البول في الماء الراكد: يجب على المسلم ألا يبول في الماء الراكد حيث أن ذلك يفسد الماء وهو مما يُحرم على المسلمين فالمسلم لا يصح أن يفسد في الأرض وينبغي عليه أن يحافظ على الماء والنظافة وان يحرص على ذلك.
عدم إطالة المكوث في الخلاء: لا يجب على المسلم ان يطيل الجلوس في الخلاء بلا داعي سوى لقضاء الحاجة، فلا يجب أن يجلس ليستعمل الهاتف في الخلاء فيجعله ذلك يطيل من الجلوس في الحمام بلا داعي.
ألا يتحدث أثناء قضاء الحاجة: يجب على المسلم ألا يتحدث عند قضاء الحاجة فإن ذلك مكروه، ومن آداب قضاء الحاجة في الإسلام السكوت حتى الانتهاء.
إلى هنا ينتهي مقال هل اتكلم عند قضاء الحاجه ؟، أجبنا خلال هذا المقال عن السؤال المذكور كما تحدثنا عن بعض أحكام وآداب قضاء الحاجة ودخول الإسلام في الشريعة الإسلامية، قدمنا لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات ونتمنى أن نكون قد حققنا من خلاله أكبر قدر من الإفادة.