ابحث عن أي موضوع يهمك
فرض الله ـ عز وجل ـ على عباده المسلمين الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج وذلك عندما أسرى بنبيه ورسوله محمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فهي الفريضة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم مرات عديدة من بينها “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” فالصلاة هي أول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة، فالصلاة اصطلاحاً تعني مجموعة من الأقوال والأفعال المحددة للصلاة والتي تُفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم، فالصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ، وفي السطور التالية نتعرف معكم على ما هي شروط صحة الصلاة في الإسلام بالتفصيل، لذا تابعوا قراءة مقالنا من موقع مخزن المعلومات.
يُعرف الشرط بأنه الأمر الذي إن لم يتحقق فإن العمل المقرون به لا يتم على الوجه الصحيح ويكون باطلاً، فإن قلنا أن الطهارة هي شرط صحة الصلاة فحينها نعني أن الطهارة شرط لصحة الصلاة وأدائها من بدايتها حتى انتهائها، وإن انتقضت الطهارة لأي سبب كان فإن الصلاة باطلة وغير صحيحة ويتوجب إعادتها مرة أخرى، فشروط صحة الصلاة هي ما يتوقف على أدائها صحة الصلاة، وفي حال اختلال أحد هذه الشروط فإن الصلاة تكون غير صحيحة ويجب الإعادة، وتتمثل شروط صحة الصلاة في:
إن الشرط الأول من شروط صحة الصلاة هو دخول وقت الصلاة أي أن موعد إقامة الصلاة قد حان، وهو من أهم شروط صحة الصلاة، فلا يصح أداء الصلوات قبل دخول وقتها وذلك بإجماع علماء المسلمين، وذلك استناداً إلى قول الله تعالى في سورة النساء: ” إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ”
وقد جاء ذكر أوقات الصلوات الخمس في مجملها بالقرآن الكريم حيثُ ثقال الله تعالى بسورة الإسراء: ” أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ” ، فقول الله تعالى “أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ” يعني زوال الشمس، وقوله تعالى “إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ” يعني انتصاف الليل، وهذا الوقت هو من منتصف ساعات النهار إلى نصف ساعات الليل والذي يشمل أداء أربعة صلوات هم الظهر ، العصر، المغرب، العشاء.
كما ذكر النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوقات الصلوات مُفصلة في السُنة النبوية الشريفة بقوله: “وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ يَحْضُرْ الْعَصْرُ وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَقُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ وَوَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ.”
ويأتي ستر العورة للرجال والنساء هو الشرط الثاني من شروط الصلاة في الإسلام، فلا يصح أبداً أن يصلي المرء وهو كاشف لعورته ففي هذه الحالة تكون صلاته غير صحيحة/ وذلك لما جاء في قوله تعالى في سورة الأعراف :” يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ” ، وقد جاء عن ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ قوله: ” “وأجمعوا على فساد صلاة من ترك ثوبه ، وهو قادر على الاستتار به وصلى عرياناً”.
وتكون عورات المصلين أقسام على النحو التالي:
أجمع علماء المسلمين أنه لا يجوز للمسلم أداء الصلاة دون التطهر من الحدث الأكبر أو الحدث الأصغر، فمن صلى وهو مُحدث فإن صلاته لا تصح بإجماع العلماء، وذلك لما رواه الإمام البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ ).
الشرط الرابع من شروط الصلاة هي تطهر المرء من النجس، فمن صلى وعليه نجاسة مع علمه بذلك المر ذاكراً له فإن صلاته تكون غير صحيحة، ويكون على المصلي اجتناب النجاسة في ثلاثة مواضع هم البدن، الثوب، المكان أو موضع الصلاة:
الموضع الأول: البدن
الموضع الثاني: الثوب
الموضع الثالث: المكان الذي يتم تأدية الصلاة فيه
يتوجب على المرء المسلم استقبال القبلة للصلاة، فمن صلى فريضة إلى موضع غير القبلة مع أنه قادراً على استقبالها فإن صلاته تكون باطلة وغير صحيحة، وذلك ما أجمع عليه علماء المسلمين استناداً إلى قول الله تعالى في سورة البقرة : ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) كما جاء قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديثه ( ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ ) رواه البخاري.
النية للصلاة هي أساس أداء الصلاة في الإسلام، فلا يتم قبول أي عمل دون نية، فمن صلى بلا نية في الصلاة فإن صلاته تكون بالطلة، وقد روى الإمام البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) ، فلا يقبل الله أي عمل إلا بنية صادقة.
وقد كانت الشروط السابقة هي شروط صحة الصلاة بشكل محدد، ويتم إضافة إليها الشروط العامة في جميع العبادات التي يتم تأديتها لله تعالى في كل العبادات وهي:
يُقصد بهذا الشرط أنه لأداء الصلوات الخمس اليومية في الإسلام لا بد وأن يكون المرء مسلماً شاهداً على أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فلا يُمكن لغير المسلمين أداء هذه الصلوات إلا بدخولهم إلى الإسلام، ولا يتم قبول الصلاة من غير مسلم إلا بعد إشهاره لإسلامه وتوحيده لله رب العالمين.
يُقصد بشرط العقل لأداء الصلاة أن يكون المرء عاقلاً ليس مجنوناً أو غائباً عن الوعي أو التفكير، فلا حرج على غير عاقل أو المجنون في أداء الصلاة، إلا أنها الركن الثاني من أركان الدين الإسلامي وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قادر على التمييز
يُقصد بشرط التمييز كأحد الشروط العامة لأداء العبادات في الإسلام أن يكون المرء عاقلاً مفكراً لديه القدرة على التمييز بين الأفعال والأقوال الصحيحة والخاطئة، فالتمييز يمنح المرء القدرة على أداء الصلاة والالتزام بأقوالها وأفعالها على الترتيب الصحيح دون خطأ.
وبذلك تكون شروط صحة الصلاة في الإسلام هي تسعة شروط يجب توافرها كاملة حتى تصح صلاة المسلم، ولا تصح صلاته بدونها، وتكون شروط الصلاة التسع إجمالاً هي:
وفي ختام مقالنا أعزاءنا القراء نكون قد عرضنا لكم بالتفصيل الإجابة على سؤال ما هي شروط صحة الصلاة في الإسلام ، وللمزيد من الموضوعات كونوا على متابعة دائمة لنا في موقع مخزن المعلومات.
المراجع