البراكين من الظواهر الكونية التي من الممكن أن تحدث على جميع الكواكب وليس كوكب الأرض فقط، وهذا ما يجعل هناك عدة أسباب متنوعة لحدوثها وهي أن حدوثها مرتبط بدرجات الحرارة وخصوصاً درجات الحرارة التي تخص الأرض وباطنها.
حيث أن شدة الحرارة المنبعثة من باطن الأرض قد تكون مسببة لعدة عوامل تساعد على حدوث البراكين مثل أن الدرجة العالية من الحرارة تسبب حدوث إذابة سريعة للصخور مما يتسبب ذلك في جعل هذه الصخور تنصهر ولكن بشكل أبطأ وذلك ما يساهم في تكوين مادة متحركة تتميز بالسماكة، ويطلق العديد من العلماء على هذه المادة اسم الصهارة.
تعتبر هذه المادة ذا كتلة خفيفة عن كتلة الصخور المحيطة بها هذا ما يجعلها تستطيع التجمع في مكان واحد وهذا المكان يعرف بأنه حجر الصهارية، وهذا الحجر يمكن هذه المادة من الخروج من خلال الفتحات أو الشقوق الموجودة في الأرض وتسمى عملية الخروج بمسمى الحمم البركانية.
وهذا بالإضافة لعدة أسباب أخرى تساعد على حدوث البراكين عموماً تتمثل في ارتفاع نسبة المادة التي قام العلماء بتسميها الصهارة وهذا يتم من خلال ما يلي:
حدوث حركة فجائية في عدة أجزاء من الأجزاء الموجودة في القشرة الأرضية، وهذه الحركة تعرف بحركة الصفائح التكتونية، وهذه الحركة تتم بمعدل بطئ ومتباعد بعض الشيء عن بعضه البعض، وهذا ما يساهم في إنتاج فراغ كبير يجعل الصهارة تقوم بتعبئته بعد أن ترتفع عن سطح الأرض، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الحركة من الممكن أن تحدث تحت الماء أيضا وليس فقط على سطح الأرض.
حركة الصفائح التكتونية فهذه الحركة تتم بين هذه الصفائح بشكل مستمر مما قد يتسبب ذلك في حدوث انزلاق ما في القشرة الأرضية مما قد يدفع هذه القشرة إلى العودة مجدداً إلى باطن الأرض، وهذا يكون بسبب الارتفاع المبالغ فيه للحرارة بالإضافة إلى الضغط المرتفع الذي يساهم في إذابة القشرة الأرضية ويجعلها تكون الصهارة بسهولة.
وهذا بالإضافة لعدة أسباب أخرى تساهم في حدوث البراكين حيث تتمثل هذه الأسباب في ( حدوث ضعف في القشرة الأرضية بسبب المواد التي تنصهر في الأرض وباطنها – التجويف الذي يحدث في باطن الأرض يتكون فيه عدة مواد منصهرة ويطلق عليها الماجما – المواد المنصهرة التي تُسمى ماجما تقوم بالاندفاع نحو الشقوق الموجودة في الأرض وهذا ما ينتج عنه تكوين حمم بركانية ملتهبة)
أشكال البراكين
هناك عدة من أشكال البراكين وهذه الأشكال متنوعة وعديدة بسبب تنوع وعدة أنواع البراكين، لذلك قام علماء الجيولوجيا بتوضيح أشكال البراكين فيما يلي:
براكين الدروع: هذه البراكين من البراكين التي تمتد آثارها إلى مجموعة من المناطق البعيدة وهذا يرجع إلى الانخفاض الذي تمتلكه المواد التي صدرت عن هذه البراكين في درجة اللزوجة، حيث أن هذا الانخفاض جعل هذه المواد تتكون حول البركان وتأخذ شكل الطبقات، كما أن هذا النوع يعتبر من أخطر أنواع البراكين المدمرة ومثال على هذا النوع هي البراكين الموجودة في جزر الهاواي.
براكين القباب: هذه النوعية من البراكين تعتبر ذات لزوجة عالية جدا فهي واحدة من الأنواع التي تتميز بكونها مليئة بالمواد اللزجة، وهذا بسبب أن هذه المواد تندفع إلى مسافات بعيدة للغاية مما قد يجعلها تصل إلى أماكن بعيدة عن فواهة البركان.
البراكين المركبة: هذه البراكين من البراكين التي تتميز بأنها تتسبب في أن المواد المنصهرة الناتجة عن البركان تستطيع الخروج من الفتحات الخاصة بالتهوية والشقوق وهذا ما قد يساهم في جعل الحمم البركانية تتمدد حتى تنصهر.
البراكين المخروطية: تعتبر من أقل أنواع البراكين خطورة عن غيرها من الأنواع، حيث أن في هذا النوع تقوم الفواهة الخاصة بالبركان بأخذ شكل دائري أو مخروطي أو بيضاوي.
أنواع البراكين من حيث نشاطها
البركان النشط: هي مجموعة البراكين التي استطاع علماء الجيولوجيا أن يقوموا بتسجيل نشاطها خلال الفترة النشطة للبركان، وفي هذا النوع لا يشترط أن يكون البركان في حالة من الثوران الفعلي حتي يتم تصنيف تحت هذا النوع من البراكين، حيث أنه يوجد على كوكب الأرض ما يقارب من حوالي 600 بركان في حالة من النشاط العالي، حيث أن هذه البراكين قد تثور وفقاً لنسبة نشاطها في فترات متنوعة من الممكن أن تصل إلى 60 عاماً.
البركان الخامد: يتميز هذا النوع من البراكين بأنه لا يوجد فيه أي من العلامات التي تدل على أنه يحتوي على أي نسبة من نسب النشاط، حيث أن هذا النوع خصوصاً يعطى انطباع للعلماء أنه من المستحيل أن يثور أو يندلع مرة أخرى وهذا بسب أنه يعتبر فارغ تماماً.
البركان الساكن: وهو ما يقوم بعض من علماء الجيولوجيا بتسميته بالبركان الخامل، وهذا بسبب أنه من الممكن أن يثور مرة أخرى حيث أن هذا النوع وفق دراسات العديد من العلماء له استطاعوا أن يتوصلوا أنه قد ثار في الماضي ولكن في فترة كان التسجيل الخاص بالأنشطة البركانية غير فعال فيها، وهذا النوع قد يشكل خطراً يتمثل في احتمالية ثورانه في أي وقت من الأوقات ولكن بعد مرور عدة سنوات، لذلك فهو يعتبر خطير جدا خاصةً بالنسبة لسكان المنطقة التي يقترب منها هذا البركان.
الآثار الناتجة عن حدوث البراكين
هناك عدة مواد تنتج عن حدوث البراكين واندلاعها وتتمثل هذه الآثار في الأتي:
المواد السائلة: هناك مجموعة من المواد السائلة التي تظهر بعد اندلاع البراكين، وهي تكون على الأرجح بسبب حدوث انصهار لبعض الصخور وهذه العملية قد يطلق عليها الطفوح البركانية، وهناك عدد من العلماء يقومون بتسميتها باللافا، حيث أن هذه الطفوح تعتبر من المواد التي تخرج من الشقوق الموجودة في القشرة الأرضية بعد الثوران الذي يحدث في البركان، ولكن في حال أن ظلت هذه الطفوح موجودة بداخل الأرض يتم تسميتها بالماكما، وهذه الطفوح تصنف لعدة من التصنيفات فهناك مجموعة من الطفوح تسمى بالطفوح الحماضية وهذا يرجع إلي النسبة المرتفعة من السيلكا الموجودة في هذا النوع من الطفوح، كما أن هناك نوع أخر يطلق عليه الطفوح القاعدية وهذا النوع يمتاز بالنسبة المنخفضة من السيلكا الذي يحتوي عليها.
مجموعة متنوعة من الغازات: هذه الغازات تكون نتيجة للاندلاع البركاني الذي حدث، حيث أن هذه الغازات تتكون من حوالي 5% من كم المواد التي تخرجها البراكين فور اندلاعها، وتتكون هذه الغازات من كم كبير من بخار الماء، الذين قد يصل إلى حوالي 90% من كم الغازات الموجودة في البراكين كما أن باقي النسبة تتمثل في وجود غازات أخرى مثل غاز ثاني أكسيد الكربون مثلا أو غاز النيتروجين بعض الغازات الحمضية مثل الكبيتيك أو الهيدروليك، ويجب التأكيد على أن هذه الغازات لا تخرج فقط من البراكين النشطة لا بل قد تخرج في كثير من الأحيان من البراكين الخامدة بعد فترة طويلة من الاندلاع البركاني.
المواد الصلبة: هذه المواد تتميز بأنها غير متساوية الأحجام فمن الممكن أن تتواجد بأحجام كبيرة، ومن الممكن أن نجدها بأحجام صغيرة قد لا نراها من شدة صغرها، كما أنها قد تكون بيضاوية الشكل وفي هذه الحالة قد يتم تسميتها بالقنابل البركانية، وهذه المواد قد تكون شديدة الدقة في كثير من الأحيان مثل الغبار أو الرماد البركاني.
