ابحث عن أي موضوع يهمك
تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية تعد من أصعب وأشد التجارب التي قد يمر الإنسان بها، إذ أن المصاب بذلك الاضطراب يعاني من أعراض مزعجة عدة التي تؤثر على حياته اليومية، وقد تتسبب في المضايقات للأشخاص المقربين منه دون معرفة أو إدراك السبب، وفي مخزن سيتم التعرف على تجربتي مع هذا الاضطراب وأهم المعلومات عنه.
بالرغم من أن ذلك الاضطراب يعد من الاضطرابات النادرة الحدوث، ولكن يوجد بعض التجارب سيتم ذكرها عن الشخصية الحدية على لسان من مر بها فيما يلي:
التجربة الأولى
تحكي فتاة حول تعرضها لأزمة نفسية خلال طفولتها غيرت حياتها وهي فقدها والدها بسن صغيرة، وهو ما جعلها تعاني دومًا من الحزن الشديد جدًا، وتشعر بأنها أقل من غيرها، وعند وصولها إلى سن البلوغ زاد تعلقها بشكل كبير جدًا بأمها، وكانت تلاحقها بكل مكان، كذلك متعلقة جدًا بعمها خاصةً أنه كان في مقام والدها، وعقب أن زاد هذا الأمر عن حده ظل أهلها ينصحونها بأهمية الالتزام بالصلاة من أجل التخفيف من العواطف الشديدة تجاه من حولها والتعلق فقط بالخالق، لكن هذا لم يجد نفعًا معها، ولكن الأمر زاد سوءًا لأنها كانت تعتقد أنهم لا يرغبون بها، ولذا قررت والدتها أخذها لمشفى اختصاصي، وتم علاجها على يد الأطباء الأخصائيين بالمشفى، وقد اتضح لهم معاناتها من اضطراب حاد بالشخصية، عن طريق سؤالها حول الأعراض التي تعاني منها، وبعد مجموعة من الجلسات وبعض أنواع الأدوية قد تحسنت حالتها بسرعة وبشكلٍ ملحوظ.
شاهد أيضًا: رابط اختبار اضطراب الشخصية الحدية
التجربة الثانية
تروي أحد الفتيات حول معاناتها سابقًا من بعض الأعراض النادرة التي قد ظهرت بعد سن البلوغ عليها، إذ شعرت بتغيرات في المزاج واضحة، وشعور بالخوف دائم من أمور مجهولة، فكانت تتصل بالأشخاص المقربين والأهل باستمرار لكي تتأكد من مشاعرهم تجاهها، فكانت هذه المشاعر غير الطبيعية سببًا بإزعاج بعض الأصدقاء، وهو ما جعلها تشعر بأن الكل يتهرب منها، ويرغب في الابتعاد بدون أي سبب عنها، وبعد ملاحظة أهلها معاناتها من الوحدة والتغيرات الشديدة الواضحة بشخصيتها، من فتاة اجتماعية مرحة تحب الحياة لفتاة انطوائية، اتخذ الأهل القرار بعرضها على طبيب أخصائي نفسي، والذي شخص إصابتها بمرض اضطراب الشخصية الحدية، والذي عالجها منه عبر مجموعة جلسات، بعدها بدأت الفتاة في استعادة نشاطها وعودتها لحياتها الطبيعية عقب فترة قليلة جدًا من تلقي العلاج.
أقرأ أيضًا: الفرق بين انفصام الشخصية وازدواج الشخصية
اضطراب الشخصية الحدية (BPD) عبارة عن اضطراب بالصحة العقلية، يؤثر على الإنسان بشكل أساسي جدًا في طريقة التعامل مع مشاعره ومقدرته بالسيطرة عليها، وعلى تنظيمها فيصاب بحالة عدم الاستقرار النفسي، إذ أن ذلك يسبب للإنسان الاندفاع المبالغ به بعواطفه التي يشعر بها تجاه الآخرين، كذلك فإنه قد يؤثر على نظرة الإنسان إلى نفسه، وعلاقاته الاجتماعية وتعامله مع الآخرين ، وطريقة ضبط مشاعره، كما لا يكترث مرضى ذلك الاضطرابات بإظهار المشاعر غير المتزنة كالقيادة بسرعة كبيرة للغاية، وبعض سلوكيات إلحاق الأذى بالنفس، وهو ما يجعل الغير يبتعدون عنهم، ويندرج ذلك النمط من الاضطرابات النفسية، تحت النوع الثاني للاضطرابات التي تنطوي على بعض التصرفات غير المتزنة العاطفية، وبعض من السلوكيات طويلة الأمد التي ينتج عنها الاضطرابات بتكوين العلاقات الاجتماعية، ولا يعلم المرضى المصابين بذلك الاضطراب بالأمر، ولا يشعرون بالمشاكل النفسية بكيفية تعاملهم مع الآخرين.
شاهد أيضًا: الفرق بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري
قد يصاب باضطراب الشخصية الحدية كافة الأشخاص من مختلف الأعمار، إذ أن الأعراض تبدأ بشكل واضح بالظهور مع سن المراهقة، وبعد سن 18 عاماً يتم تشخيص ذلك المرض، وفيما التالي نوضح العوامل التي تزيد احتمالات الإصابة باضطراب الشخصية:
مورثات المرض
إذ قد يكون الشخص لديه أقرباء مصابون بالمرض من الدرجة الأولى، أكثر عرضة إلى الإصابة به، كذلك يرفع من احتمال الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، حينما يكون الشخص يعاني من اضطرابات نفسية أخرى كالاكتئاب والقلق وتغيرات الشهية.
الجنس
إذ يعد اضطراب الشخصية الحدية شائعٌ أكثر عند الإناث منه لدى الذكور بنسبة تصل إلى 75 بالمئة.
بنية الدماغ وطريقة عمله
أوضحت الأبحاث أن الأشخاص من يعانون من التغيرات بكيمياء الدماغ وطريقة نقل الإشارات العصبية عبره، وبشكلٍ خاص بمناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في التصرفات والعواطف، هم أكثر تعرضًا للإصابة باضطراب الشخصية الحدية.
العوامل المحيطة
بينت العديد من الأبحاث أن الأشخاص الذين تعرضوا إلى صدمات عاطفية أو نفسية، خلال مراحل الطفولة، كالتعرض للعنف النفسي والجسدي أو التنمر وفقد شخص عزيز مثل الأم، والاضطرابات بالعلاقات الأسرية، مثل انفصال الوالدين، هم الأشخاص الأكثر عرضة إلى الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.
يتم تشخيص ذلك المرض عقب سن البلوغ، وببعض الحالات يتم تشخيص المرض قبل سن البلوغ حينما تستمر الأعراض لوقتٍ طويل، ويصعب بشكل عام تشخيص المرض عن طريق المريض؛ لأنه لا يدري بأن تصرفاته غير طبيعية أو خاطئة، ويمكن أن يتم تشخيص المرض عبر السلوكيات التي يرويها المقربون منه، وعبر دليل الطبيب الخاص بالأعراض، مع التاريخ العائلي للمريض.
كان علاج ذلك المرض سابقًا من الأمور الصعبة للغاية، لكن التجارب أثبتت أن هناك بعض الطرق من العلاج قد تساعد على اختفاء الأعراض إلى حدٍ شبه تام، وتحسن النشاط والحياة، ولكن العلاج يتطلب صبرًا كبيرًا، وبين طرق العلاج ما يلي:
العلاج النفسي
يعد ذلك النوع من العلاج هو أفضل الأنواع؛ حيث إنه يساعد المريض بالكشف حول مشاعره الداخلية، ومنها:
العلاج الدوائي
لا يوجد علاج دوائي لذلك المرض، ومختلف الأدوية التي يتم وصفها تكون بغرض التخفيف من أعراض الحزن والاكتئاب والتقلبات النفسية الشديدة والقلق، ومن بينها أدوية الذهان.
تستغرق فترة علاج اضطراب الشخصية الحدية أكثر من عشرين جلسة تقريبًا، على مدار ثمانية عشر شهرًا.