مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

علاج التكفير ومفهومه وأضراره على المجتمع

بواسطة: نشر في: 28 يوليو، 2023
مخزن

التكفير هو مصطلح يشير إلى الإعتقاد بأن من لا يتبع المذهب الديني الخاص بالفرد أو الجماعة هو كافر ويجب عليه تكفيره ومنهاجه، وهذا المصطلح غير مقبول بشكل عام في المجتمعات المدنية والديمقراطية لأنه يتعارض مع حقوق الإنسان والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة، ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نساعدكم في التعرف على طرق علاجه وأضراره.

علاج التكفير

يتطلب جهودًا شاملة من الحكومات والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني والإعلام، وذلك من خلال التركيز على القيم الدينية والإنسانية المشتركة وتعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، ومن أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها لعلاج التكفير في المجتمعات:

  • تعزيز الوعي بالقيم الإنسانية والدينية المشتركة وتعزيز الحوار المتبادل بين الأديان والثقافات المختلفة.
  • تعزيز الدور الإيجابي للمؤسسات الدينية في تعزيز السلم الاجتماعي والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة.
  • توفير فرص التعليم والتدريب للشباب وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي في المناهج التعليمية.
  • استخدام وسائل الإعلام بشكل إيجابي للترويج للقيم الإنسانية والدينية المشتركة وتعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة.
  • تشجيع النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية التي تعزز التعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة.
  • معاقبة أي شكل من أشكال التحريض والتكفير على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الجنسية، وتشديد العقوبات على المتسببين في الإثارة للفتن والتحريض على العنف.
  • ولتحقيق هذه الأهداف يتطلب العمل بشكل مشترك بين جميع الفئات المجتمعية، والعمل على تعزيز الوعي والتعليم والتفاهم المتبادل لتحقيق مجتمعات متعددة الثقافات والمتسامحة.

مفهوم التكفير

التكفير يشير إلى فكرة تجريم أو إعلان شخص آخر غير مسلم بأنه كافر أو غير مؤمن. وقد يتم توظيف هذا المفهوم في سياقات مختلفة، سواء في السياسة أو الدين أو الفكر الإرهابي، وفيما يلي نعرض مفهومه في جوانب أخرى:

  • من الناحية الدينية، يستخدم بعض الأفراد أو الجماعات المتطرفة مفهوم التكفير لتبرير عنفهم ضد الآخرين الذين يعتبرونهم غير مسلمين أو يروجون لتفسيرات دينية متطرفة. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن مفهوم التكفير لا يتمتع بالتأييد الشرعي من العديد من العلماء الإسلاميين الذين يرونه مفهوما خاطئا ومضللا ويؤدي إلى العنف والتعصب الديني.
  • من الناحية السياسية، قد يتم استخدام مفهوم التكفير لتجريم أو تخوين أي شخص أو جماعة تعارض السلطة الحاكمة أو تنتمي إلى معتقدات سياسية مختلفة. يمكن أن يؤدي هذا الاستخدام إلى تفريق المجتمع وتعزيز الانقسامات والصراعات.
  • يجب الحذر من استخدام مفهوم التكفير بطريقة غير مسؤولة أو تحريضية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تعزيز التعصب والكراهية والعنف. يجب أن نسعى للتفاهم والتعايش السلمي بين جميع الأفراد بغض النظر عن اختلافاتنا الدينية أو السياسية.

أضرار التكفير

هناك العديد من الأضرار التي قد تنجم عن مفهوم التكفير، ومن بينها:

  1. تعزيز التعصب والانقسامات: قد يؤدي التكفير إلى تعزيز التعصب الديني أو السياسي، وبالتالي يزيد من الانقسامات والصراعات بين الناس.
  2. تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية: قد يؤدي مفهوم التكفير إلى تقسيم المجتمع وتدمير العلاقات الاجتماعية، حيث يتم تجريم أو استبعاد الآخرين بناءً على اختلافاتهم الدينية أو السياسية.
  3. تشجيع العنف والإرهاب: في بعض الأحيان، يتم استخدام مفهوم التكفير لتبرير العنف والإرهاب ضد الأشخاص الذين يعتبرونهم كفارًا أو غير مؤمنين. هذا يؤدي إلى انتشار العنف والتطرف وتهديد الأمن والسلم العام.
  4. تأثير سلبي على صورة الدين: عندما يتم استخدام مفهوم التكفير بشكل خاطئ أو متطرف، يمكن أن يؤدي إلى تشويه صورة الدين وتعكير صفوه أمام الآخرين. هذا يؤثر على التفاهم الديني والتعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة.
  5. تقويض حقوق الإنسان: قد يؤدي مفهوم التكفير إلى انتهاك حقوق الإنسان، حيث يتم تجريم الأفراد بناءً على اعتقاداتهم الدينية أو السياسية دون أي دليل أو مبرر قانوني.
  6. من المهم أن ندرك أن التكفير ليس مفهومًا مقبولًا في العديد من الأديان والقوانين، ويجب السعي للتفاهم والتسامح والتعايش السلمي بين جميع الأفراد بغض النظر عن اختلافاتهم.

حكم التكفير في الإسلام

إعلان أحد الأشخاص أو الجماعات كافراً، يعتبر منهجًا ضالًا وخاطئًا في الإسلام، ولا يجوز تطبيقه بأي شكل من الأشكال، وحكمه في الدين الإسلامي سنعرضه فيما يلي:

  • في الإسلام، يجب على المسلمين أن يعاملوا جميع الأشخاص بالرحمة والعدل والإنصاف، ويجب عليهم أن يحترموا حقوق الإنسان المشتركة والتعايش السلمي مع الآخرين، بغض النظر عن اختلاف المذاهب والأديان.
  • ويؤكد الإسلام على أن التكفير هو عمل يتعارض مع تعاليم الإسلام، ويجب تجنبه بكل الوسائل الممكنة. وقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ذلك عندما قال: “وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ) رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا) رواه البخاري.
  • وقد أكد النبي عليه الصلاة والسلام على خطورة التكفير والتفسيق، وحذر منهما قائلاً: “لا يُرْمَى رجلٌ رجلاً بالفسوق أو الكفر إلاَّ ارتدَّتْ عليه، إن لم يكن صاحبُه كذلك”، وهذا التحذير يعكس حرص النبي على سلامة أمته، ويؤكد على أهمية الإنسان وكرامته في عين الله تعالى. صياغةً معتدلةً لا تحتوي على تكفير أو تحريض على العنف.
  • لذلك، يجب على المسلمين العمل على تعزيز القيم الدينية والإنسانية المشتركة وتعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، وتجنب الفتن والتحريض على العنف والتكفير، والسعي لتحقيق المحبة والتعايش السلمي بين جميع الأشخاص والجماعات.

هل تكفير المسلم من الكبائر؟

أكدت دائرة الإفتاء ردًا على سؤال ورد إليها، أن تكفير المسلم من أكبر الكبائر في الإسلام. وأوضحت الدائرة ما يلي:

  • أن الإسلام هو دين الله تعالى الذي اختاره للناس جميعًا، خاتم الشرائع السماوية، ومكمِّلا لمكارم الأخلاق، ومراعيًا لفطرة الإنسان وكرامته، ومهددًا بتحقيق المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، ومن بينها حفظ النفس البشرية، ولذلك فحرم الاعتداء عليها بأي صورة من الصور، سواء بتكفير أو قتل أو شتم أو إيذاء.
  • وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة التكفير لما تتركه من أثر شديد في تفريق الأمة وتمزيق قوتها، ولما تسببه من قتل للعباد ودمار للبلاد. وأكد النبي هذا التحذير من فتنة التكفير والتفسيق، بالقول: “لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك”، وذلك حرصًا منه على أمته وتأكيدًا على أهمية الإنسان وكرامته في عين الله تعالى.
  • ويجب ملاحظة أن الإسلام حكم بعصمة دم المسلم وماله وعرضه، وجعل من يقول الشهادتين ويتبع أحكام الإسلام مسلمًا، وذلك لأن تلك الصفات الثلاثة التي هي الصلاة واستقبال القبلة وأكل ذبائح المسلمين لا تجتمع إلا في مسلم مقر بالتوحيد والنبوة، معترف بالرسالة المحمدية.

أسباب التكفير

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة التكفير ومن ضمنها ما يلي:

  • الجهل بشريعة الله تعالى وعدم الإلمام بها.اتباع الهوى والتمسك به واتباع الرغبات الشخصية دون تحري الحقائق
  • تصدر بعض الأشخاص لإفتاء وإصدار الأحكام الشرعية دون أن يكونوا أهلاً لذلك.
  • انتقاص الدين والتدين والتعامل مع بعض المسائل الشرعية بطريقة غير سليمة.
  • الاغترار ببعض المعروفين بالصلاح والاستقامة الذين وقعوا في فخ التكفير.
  • استغلال بعض الجماعات المتطرفة لمسألة الجهاد والسياسة لجذب الأفراد وتحريضهم على القتال والتكفير.التأثيرات الخارجية والأفكار الخارجية التي يتم تصديرها من بعض الدول أو المجموعات المتطرفة الأخرى.
  • الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة والتمييز والظلم والاستبداد التي قد تدفع بعض الأفراد إلى البحث عن الهوية والانتماء والتعبير عن غضبهم واحتجاجهم.

التحولات الاجتماعية والثقافية والتقنية التي يشهدها العالم اليوم والتي قد تساعد على نشر الأفكار المتطرفة.

علاج التكفير

جديد المواضيع