ابحث عن أي موضوع يهمك
هل الشهيد المبطون يحاسب أم لا من الأسئلة المثيرة للحيرة بالنسبة للبعض، وذلك لأن الله – عز وجل- اختص الشهداء عن دونهم ببعض الأمور فضلًا وتعزيزًا لهم كعدم تغسيلهم أو الصلاة عليهم، فمن خلال موقع مخزن سوف نوضح ما إذا كان المبطون من الشهداء يُحاسب على ما افترقه في الدنيا أم لا، كما سنشير إلى الثواب الذي أعده الله تعالى له.
لقد روى أبو هريرة – رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال “بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له. ثُمَّ قَالَ: الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ، وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ، وقَالَ: لو يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عليه. ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا”.
ففي هذا الحديث الشريف دلالة على أن المبطون من الشهداء، والمبطون وباجتماع فقهاء الدين هو الذي مات بمرض البطن، فلقد تفضّل الله – عز وجل- عليه بمنحه ثواب الشهادة في الآخرة بسبب شدة مرضه وكثرة آلامه، ولكن التساؤل هنا هل يتضمن هذا الثواب عدم الحساب على أمور الدنيا، ففي حقيقة الأمر لقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلَّا الدَّيْنَ”.
أي أن الشهيد المبطون يُحاسب على الدين، فليس من أجر الشهادة وكما يعتقد البعض العفو عن حقوق العباد، إذ إنها لا تُسقط سوى بعضو أصحابها، فإن كتابة أجر الشهادة للمبطون لا تدل على أنه يستوي هو والشهيد في ساحة المعركة سويًا، فإن الشهادة تتفاضل في الدرجات، والجدير بالذكر أن شهيد الحرب لا يُغسل ولا يُكفّن بل إنه يُدفن بملابسه التي استشهد بها وذلك على عكس الشهيد المبطون فإنه ينبغي أن يُغسل ويُكفن.
لقد قام الفقهاء وعلماء الدين بتعريف الشهيد المبطون بأكثر من طريقة كما سنبين في النقاط التالية:
على الرغم من تفاوت درجات الشهادة بين كل من الشهيد المبطون والشهيد المحارب في سبيل الله، ولكن الله – عز وجل- ذكر بأن كلاهما يشفعان في أهاليهم في الآخرة، فلقد ميز الله الشهيد بالعديد من المزايا مقارنةً بباقي العباد، فمن أبرزها ما يلي:
لقد ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- خصال الشهيد عند موته، وجاء هذا الأمر في الحديث الشريف الآتي:
إن المبطون لا يُعذب في القبر، والدلالة على ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن يسار وقال فيه إنه كان جالسًا مع كل من سليمان بن صرد وخالد بن عرفطة، ويتحدثوا عن رجلًا قد توفي بداء البطن، حيث قال خالد لسليمان إنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول إن من أصيب أو ابتلى بأي مرض من أمراض البطن كالإسهال أو الاستسقاء أو التي تؤدي إلى الموت فإنه لم يعذب في القبر أي أن الله – عز وجل- سينجه من عذاب القبر وفتنته، ومن سؤال الملكين، إذ يعزى السبب وراء ذلك إلى جزاء ما لقى من شدة الألم والمرض.
عن عبد الله بن يسار “كنتُ جالسًا وسُلَيْمانُ بنُ صُرَدٍ وخالدُ بنُ عُرفُطَةَ ، فذَكَروا أنَّ رجلًا توُفِّيَ ماتَ ببطنِهِ ، فإذا هُما يشتَهيانِ أن يَكونا شُهَداءَ جَنازتِهِ ، فقالَ أحدُهُما للآخرِ : ألم يقُلْ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : مَن يقتلْهُ بطنُهُ ، فلن يُعَذَّبَ في قبرِهِ فقالَ الآخرُ : بلَى”.
إن الأجر والثواب بيد الله – عز وجل- حيث إنه يعز من يشاء ويذل من يشاء، ولكن فقهاء الدين اجتهدوا في تحديد بعض الحالات التي يتم الحصول فيها على الأجر والحالات التي تكون غير ذلك، فالبنظر إلى الشهيد والتساؤل عما إذا كان يحاسب على ترك الصلاة أم لا، فلقد قيل الآتي: