مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من القائل كذلك سولت لي نفسي

بواسطة: نشر في: 22 فبراير، 2022
مخزن

جاء القرآن الكريم هداية للناس فإنه أخر الكُتب السماوية التي أُنزلت على العالمين، وجاء ليتضمن المعاني الإلهية لهداية الناس بما يتضمنه من أحكام شرعية مختلفة، وذلك من خلال نزول سيدنا جبريل على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليتضمن جميع القوانين والتشريعات التي جاءت لصلاح الكون في كل مكان وزمان، كما تضمن القرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء والرُسل والأمم السابقة، وقد تساءل البعض عن من القائل كذلك سولت لي نفسي وما هي قصته وذلك ما سنتعرف عليه في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.

من القائل كذلك سولت لي نفسي

جاءت جملة (كذلك سولت لي نفسي) في قول الله تعالى في سورة طه : (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) ، وق جاءت مناسبة نزول هذه الآية حينما نزل سيدنا جبريل ـ عليه السلام ـ إلى سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ وصعد به إلى السماء ليبصره السامري من بين الناس جميعاً، وقبض قبضة من أثر الفرس ليحمل سيدنا جبريل موسى خلفه، وحينما اقتربا من باب السماء، كتب الله تعالى الألواح وسُمع صرير القلم في الألواح، وعندما قال لخه أن قومه قد فُتنوا ممن بعده، نزل سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ إليهم وأخذ العجل وأحرقه، لذا فإن قائل العبارة في الآية الكريمة ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) هو السامري.

من هو السامري

يُعد السامري المذكور في قول الله تعالى في سورة طه : ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) هو أحد الشخصيات يهودية الديانة التي تم ذكرها في القرآن الكريم، وهو هذا الشخص الذي قام بإغواء قوم بني إسرائيل بعدما ذهب نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ للقاء الله تعالى، فصنع السامري عجلاً من الذهب له فتحة من الأمام والخلف يدخل الهواء من إحداها ويخرج من الثانية مُصدراً صوت الخوار، ليُضل بذلك الكثير من بني إسرائيل، وقد قام نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ بالدعاء عليه في قول الله تعالى : (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا)

قصة السامري مع سيدنا موسى وقومه في القرآن الكريم

خلال الزمان الذي عاش به نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ ونجاته وقومه من بني إسرائيل من بطش فرعون الظالم، قد قاموا بمغادرة أراضيهم ذاهبين إلى دولة فلسطين، وخلال رحلتهم في الطريق إلى فلسطين قد رأوا قوماً عاكفين على عبادة عجل، ليقولوا لسيدنا موسى ـ عليه السلام ـ أجعل لنا إله مثل ذلك فقال لهم موسى: إنكم قوم تجهلون، كيف أنجاكم الله ـ سبحانه وتعالى ـ من فرعون، والآن تطلبون إلهاً غير الله، لينبههم نبي الله إلى خطأهم وينذرهم من عبادة غير الله جل شأنه.

وأطلق سيدنا موسى في رحلته ـ عليه السلام ـ إلى أن جاءه الموعد الذي وعده به ربه ـ جل شأنه ـ بأنه يكلمه ويتحدث إليه فيه، لذا فقد سُمي موسى بكليم الله، وقبل أن يقوم موسى بترك قومه من بني إسرائيل للذهاب إلى المكان المحدد كلف أخيه هارون وأوصاه بقومه من بني إسرائيل، ليغيب موسى عنهم مقدار أربعين يوماً ويبقى أخوه مع بني إسرائيل.

وخلال هذا الوقت كان يوجد رجل يُدعى السامري يتظاهر بالإيمان إلا أن حقيقته هي الكذب والخبث والنفاق، وعندما رأى الملائكة وهي تُغرق فرعون الظالم قام بأخذ من أثر الملائكة واحتفظ به سراً، وعندما خرج بني إسرائيل من مصر ( وكانوا حينها قد أخذوا من بعض ذهب فرعون) قال لهم السامري: أين الذهب حتى يقوم بتخليصهم منه، ليأخذ الذهب ويقوم بصهره وتحويله إلى هيئة عجل، ورمى عليه أثر التراب حتى صار له خوار، وقال لقوم بني إسرائيل هذا هو إلهكم وإله موسى، وأشار إليهم إلى أن سيدنا موسى قد ذهب ليكلم الله إلا أنه قد نسي أن الإله موجود هنا أيضاً، وظل القوم يعبدون هذا العجل من دون الله تعالى.

أنتظر هارون أخيه نبي الله موسى حتى يُخبره بما حدث في غيابه، إلا أن الله تعالى قدد أخبر موسى بأن قومه قد ضلوا الإيمان من بعده، ليغضب سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ ويعود إلى قومه ، وعندما عاد قد أخبره أخيه هارون بأن السامري هو من قام بفعل ذلك بقومه، وقد وجه سيدنا موسى اللوم إلى أخيه هارون، إلا أن هارون قد برر موقفه بأن قومه من بني إسرائيل قد هددوه بالقتل، وعندما ذهب كليم الله موسى ـ عليه السلام ـ ليسال السامري عن أمره أعترف السامري بأنه من أثر الملائكة، فدعا عليه موسى، وقام بصهر العجل الذهبي، لتكون عاقبة بني إسرائيل هي أن الله تعالى جعلهم يقاتلون بعضهم البعض بالسيوف إلى أن قُتلوا جميعاً.

وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا الذي عرضنا لكم خلاله الإجابة على سؤال من القائل كذلك سولت لي نفسي ، مع استعراض قصة كليم الله موسى وماذا فعل قومه من بعد ذهابه للقاء ربه، وقصة ضلالهم على يد السامري، وللمزيد من القصص القر’نية تابعونا في موقع مخزن المعلومات.

من القائل كذلك سولت لي نفسي

جديد المواضيع