مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

الفرق بين الإسلام والإيمان

بواسطة: نشر في: 19 يناير، 2022
مخزن

الفرق بين الإسلام والإيمان هو موضوع ديني هام يجب على المسلم الإلمام به من كافة نواحيه، فقد يتعلم الطفل منذ صغره أركان كل من الإسلام والإيمان لكن ينقصه التعرف على الفروقات بشكل كامل، حيث ورد في في سورة الذاريات قوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن الفرق بين المؤمنين والمسلمين، لذا يقدم لكم موقع مخزن الإجابة الوافية لذلك، بالإضافة إلى تعريف الإيمان في اللغة والاصطلاح وغيرها من معلومات دينية نافعة.

الفرق بين الإسلام والإيمان

إن المعنى المطلق للإسلام والإيمان هو ذاته، فالإيمان هو التصديق بالقلب، ويشتمل على جميع ما اتصل بالإسلام من قول وفعل، بينما الإسلام هو أيضًا انقياد وخضوع لله عز وجل، بالتوحيد والإخلاص وفعل الطاعات واجتناب النواهي، قال تعالى في سورة آل عمران الآية التاسعة عشر: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)؛ وتلك دلالة على أن كلا من الإيمان والإسلام يشملان بعضهما في المعنى حينما يأتي أحد المصطلحين فقط، ومن الفروق بينهما ما يلي:

الفرق بين الإيمان والإسلام من حيث الأركان

إن أركان الإسلام الخمسة تعتمد على العمل والجوارح، بينما تعتمد أركان الإيمان الستة على القلوب والانقياد، فوجب على العبد إصلاح قلبه حتى يحقق أركان الإيمان.

أركان الإسلامأركان الإيمان
1. الشهادتين
(أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدًا رسول الله).
2. إقام الصلاة.
3. إيتاء الزكاة.
4. صوم رمضان.
5. حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلًا.
1. الإيمان بالله.
2. الإيمان بالملائكة.
3. الإيمان بالكتب السماوية.
4. الإيمان بالرسل والأنبياء.
5. الإيمان باليوم الآخر.
6. الإيمان بالقدر خيره وشرّه.

الفرق بين الإيمان والإسلام من حيث الدخول فيه

  • الدخول في الإسلام يكون بنطق الشهادتين، ثم يجب على المسلم بعد ذلك تحقيق أركان الإسلام المتبقية، والتي تتمثل في الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج.
  • الدخول في الإيمان تطلب تصديق المرء بقلبه لأركان الإيمان الستة، والاعتقاد بها.
  • يتم الكشف عن إيمان العبد بجوارحه فهي الدالة على تصديقه.
  • كما أن للإيمان درجات، إما يصعد العبد درجة بعد اكتساب شعب الإيمان، أو ينزل درجة إذا تبع صفات المنافقين.

الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان من حيث الخصوص والعموم

  • العمومية للإحسان؛ فلا يبلغ العبد مرتبة الإحسان إلا إذا حقق أركان الإيمان.
  • والإيمان مرتبة أعمّ من الإسلام من حيث أهله، فإن كلّ مؤمن هو مسلم، وليس العكس.
  • لكن المسلمين أكثر من المؤمنين منه حيث اتساعهم.
  • قال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا) -سورة الحجرات آية 14-.
    • وتلك دلالة على اختلاف اللفظين ودلالة كل منهما على معناه الخاص حال اجتماعهما في الآية نفسها.
  • لفظ العموم يشير إلى الشمول والإحاطة، ولا يدل على حصر.
  • بينما لفظ الخصوص هو دلالة على الحصر، وهو الإفراد، والخاص يقابل العام، وهو جزء منه.

اقتران لفظ الإيمان والإسلام في القرآن

ورد ذكر الإيمان والإسلام وما يشتق منهما في الآيات القرآنية على وجهين، إما ورودهما مفترقين أو ذكر لفظة واحدها منهما، وإما مقترنين في آيات متتالية، كما وردا في بعض الأحاديث النبوية.

  • إذا اقترن أو اجتمع كل من الإيمان والإسلام فهي دلالة على معناهما الخاص، فالإسلام يكون لأعمال الظاهر، والإيمان لأعمال الباطن.
    • كما جاء في حديث جبريل حينما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام والإيمان؛
    • فأجاب عن الإسلام: “أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةَ وتصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا”
    • ثم أجاب عن الإيمان: “الإيمانُ أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه”.
  • أما إذا ذكر أحد اللفظين دون الآخر فيكون المعنى عام لكلاهما؛ والذي يشير إلى جميع أصول وفروع واعتقادات الشريعة الإسلامية من قول وعمل.
    • كما في قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) -سورة آل عمران آية 85-.
    • وفي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السلم كافة) -سورة البقرة 208-.

الترقي والتدني في الإيمان وأثره على الإسلام

بعد التعرف على معاني الإيمان والإسلام، ينبغي العلم بأن الإيمان له درجات، يترقى بها المرء إذا زاد إيمانه، أما التدني في درجات الإيمان فهي من صفات المنافقين، وخصال المنافقين هي عكس شعب الإيمان.

  • فالنفاق له صفات، وحينما يقع بها المرء فإنه لا يخرج عن الإسلام من الجانب النظري فيظلّ لقبه مسلمًا، أما الجانب العملي فقد توعد الله -جلّ وعلا- المنافقين بالعذاب المماثل لعذاب الكفار.
  • فمن صفات المنافق: الخيانة عند الأمانة، الكذب في الحديث، الغدر وخلاف العهد، الفجور حال الخصام.
    • قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) -سورة النساء آية 140-.
    • قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) -سورة النساء آية 145-.

تعريف الإيمان عند أهل السنة

الإيمان هو التصديق، ومحلّه القلب، فلا يطلّع على حقيقة الإيمان سوى الله جلّ وعلا، والإيمان بمعناه الجامع هو “التصديق الجازم بكل ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله، مع التسليم به والقبول والإيقان”، ومن أقوال أهل السنة والجماعة من العلماء والفقهاء في تعريف الإيمان:

  • عرّفه الشافعي في كتابه بأنه قول وعمل ونية، ولا يُجزئ أحدهم عن الباقين، وذكر بأن ذلك التعريف بإجماع الصحابة والتابعين.
  • بينما قال ابن عبد البر أن الإيمان يشمل القول والعمل، فلا عمل إلّا يحمل نية، وذلك بإجماع الفقهاء وأهل الحديث.
  • عرّف سفيان بن عيينة الإيمان على أنه قول وعمل، وقد تصيبه زيادة أو نقصان.
  • ذكر إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني أن الإيمان تصديق بالقلب، وعمل بالأركان، وذلك على لسان الشرع.
  • عرّفه أبو الحسن الأشعري تبعًا للإجماع، وزاد أن نقصان الإيمان بمعصية دون الشك في التصديق به يكون جهلًا، ونقص في العلم.

الفرق بين الإيمان ومصطلحات دينية أخرى

بعد التعرف على الفرق بين الإسلام والإيمان، نتطرق إلى التفريق بينه وبين مصطلحات دينية أخرى؛ حيث وجب على المسلم الإلمام بكافة المعاني المتشابهة حتى لا يلتبس عليه أمر ما، ومن تلك الفروقات ما يلي:

  • الإيمان والإحسان: الإحسان هو أعلى مراتب الدين، فهو شامل وعام أكثر من الإيمان من حيث تعريفه، فلا يبلغ العبد الإحسان إلا إذا مر بالإيمان.
  • وأهل الإحسان أخصّ؛ حيث لا يصل كل المؤمنين إلى مرتبة الإحسان بحقّ.
  • الإيمان والعلم: العلم هو معرفة دون تطبيق، والإيمان هو انقياد وفعل، وهو زائد عن العمل، لذا فإن المؤمن الحق هو الذي يعلم وينقاد.
  • ففي الآيات القرآنية أثبت الله -عز وجل- أنه آتى البعض العلم والكتاب، لكنهم لم ينقادوا ويؤمنوا.
  • الإيمان واليقين: اليقين هو التصديق الجازم القويّ، وهو من صفات الإيمان إذا لم يصيبه شك.
  • الإيمان والتصديق: يدخل التصديق في الإيمان، فهو جزء منه، فالإيمان يشمل التصديق الذي محلّه القلب والتطبيق الذي هو العمل.

إلى هنا نكون قد تعرفنا على الفرق بين الإسلام والإيمان بشكل مفصل من حيث التعريف، والأركان، والعمومية، والدخول بهما، بالإضافة إلى ذكرنا العلاقة بين مصطلح الإيمان ومصطلحات الإحسان، والعلم، واليقين، والتصديق، راجين لكم دوام التزوّد بالعلم الشرعي، والانتفاع به.

الفرق بين الإسلام والإيمان

جديد المواضيع