مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

هل هناك فرق بين الجاد والهازل في الاستهزاء بالدين مع التعليل

بواسطة: نشر في: 27 نوفمبر، 2023
مخزن

إن الاستهزاء بالدين يعد من الكبائر التي لا يمكن تغافلها بأي شكل من الأشكال والتي يعاقب عليها ربنا تبارك وتعالى عقابًا شديدًا في الدنيا والآخرة، وسواء إن كان المستهزئ جادًأ في قوله أو هازلًا فإن هناك حكم على ذلك الفعل، ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نساعدكم في معرفة الفرق والحكم في الدين.

هل هناك فرق بين الجاد والهازل في الاستهزاء بالدين مع التعليل

لا يوجد تمييز بين الاستهزاء الجاد والهزلي في الدين، إذ أوضح الله تعالى في كتابه المحكم: “يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون”، ومن هنا يجب على المسلم الامتناع عن مثل هذه الأعمال الخطيرة التي يمكن أن تؤدي به إلى الكفر حيث:

  • يُدرس الدين الإسلامي العديد من المصطلحات التي توضح مفهوم الاستهزاء، الذي يُعرف عمومًا بأنه إهانة أو استفزاز لشخص ما. حيث يمكن أن يكون الاستهزاء عبارة عن سخرية من الشخص ذاته، تصرفاته، أو أمور أخر، ويحمل الاستهزاء أضرارًا كبيرة، مثل قطع العلاقات الاجتماعية وتوليد الحقد والكراهية بين الأفراد، لهذا يحظر الدين الإسلامي ممارسة الاستهزاء ويحذر من تبنيها، فما بالكم بالنسبة للاستهزاء بالدين نفسه!
  • ومن الجدير بالذكر أنه يُفرق في الدين الإسلامي بين الجد والهزل في مسألة الاستهزاء بالدين، حيث يُعتبر الاستهزاء بالدين أمرًا جدًّا ومحظورًا بشدة وغير مقبول، إذ يمكن أن يتسبب في إحداث ضرر جسيم وتأثير سلبي على المجتمع والعلاقات بين أفراده.

حكم الاستهزاء بالدين وأهله

الاستهزاء بالدين أو الأشخاص الملتزمين به يمكن أن ينتج إما كفراً يخرج صاحبه من الملة، أو يكون فسقًا وفجورًا. يتضمن الاستهزاء بالدين مثل هذين الحكمين السابقين، حيث يُعتبر استهزاء بالله أو بالرسول أو بالقرآن كفراً يخرج الشخص من الملة، واستهزاء الأشخاص الملتزمين بمظهر ديني، كاللباس على سبيل المثال، يعد فسقًا، وفيما يتعلق بالاستهزاء بديانة الأفراد، فإنه يُعد كفراً يخرج الشخص من الملة.

هل يختلف الهازل عن الجاد في الحكم عند السخرية بدين الله؟

الدين يحكم بوضوح بأن الاستهزاء بالدين يُعد من الأفعال المحرمة والتي ينبغي على كل فرد مسلم تجنبها، سواء بطابع جاد أو هزلي، حيث إنها أفعال تتعارض مع تعاليم الشريعة وتعتبر من الأمور التي تحذر منها الشريعة الإسلامية حيث:

  • يتعين على المسلم أن يحذر الاستهزاء بالدين وبأحكامه، فالاستخفاف يُعتبر شكلاً من أشكال الكفر، وينبغي على المؤمن أن يبتعد عن الكفر الذي قد يؤدي به إلى العذاب، وأن يتحلى بالحذر ويتجنب الخوض في ما يثير غضب الله. في الأحاديث النبوية، ورد أن الإنسان قد ينطق بكلمة تكون سببا لرضا الله ورفع درجاته، أو ينطق بكلمة تكون سببا لغضب الله ودخوله النار.
  • الاستهزاء بالدين حرام، سواء كان على سبيل المزاح أو السخرية، وقد تنبّأت العديد من آيات القرآن الكريم بعواقب الاستهزاء بالدين، كما في قوله تعالى: “ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين” [سورة التوبة: 65-66].

أنواع الاستهزاء بالدين

الاستهزاء له عدة أشكال، وجميعها منافية للآداب وتُغضب الله -عز وجل-. تشمل هذه الأشكال:

  • الاستهزاء بالله ورسوله، حيث أن الله -تعالى- ذكر في القرآن: “يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون، ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين” [التوبة: 65-66]. ابن تيمية أشار إلى أن الحكم هنا يُعتبر كفراً.
  • الاستهزاء بالمؤمنين يمثل مدخلاً للاستهزاء بالدين، ويُشمل ذلك نوعين:
    • السخرية والاستهزاء بأشكالهم أو صفاتهم، وهو محرّم بالاتفاق.
    • الاستهزاء بالمؤمنين بسبب تمسّكهم بالإيمان، ولكن هناك اعتباران يجب مراعاتهما:
      • أن يكون المستهزئ جاهلاً وغير مدرك لأنّه يستهزئ بالدين.
      • والثاني أن لا يكون الاستهزاء موجّهًا للدين بشكل مباشر.
    • في حالة عدم توافر هذين الشرطين وكان الاستهزاء بسبب تمسّك المؤمنين بالدين، يُعامل حكمه كحكم الاستهزاء بالدين.
  • قال الله -تعالى- فيمن يستهزئ بالمؤمنين: “الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم” [التوبة: 79]، فهؤلاء الذين يستهزئون بالمؤمنين، عقوبتهم عند الله عذاب قاس في يوم القيامة.

آيات تتحدث عن السخرية والاستهزاء

وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تحذر من الاستهزاء والسخرية، منها ما يلي:

  • قال الله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ” [المائدة: 57].
  • قال الله -تعالى-: “وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” [الأنعام: 68].
  • وقال الله -تعالى-: “وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ” [الأنبياء: 38].

عواقب السخرية والاستهزاء

إن الاستهزاء والسخرية لهما عواقب شديدة في الدنيا وفي الآخرة فهما يسببان ما يلي:

  • تُقطع الروابط الاجتماعية التي تبنى على الأخوة والتراحم والتواد.
  • تنشر بذور العداوة والبغضاء، وتورث الأحقاد والكراهية.
  • تثير الشعور بالرغبة في الانتقام وتولّد الشعور بالانتقام.
  • يعرّض استهزاء المستهزئين بالمؤمنين نفسهم للضرر، مما يؤدي إلى الهوان والذل لهم وزيادة كراهية الناس لهم.
  • المستهزئ يعرض نفسه لغضب الله وعذابه.
  • يُعرض الشخص المستهزئ لخسارة الحسنات يوم القيامة.

أسباب الاستهزاء والسخرية

من أسباب السخرية والاستهزاء التي تدفع المستهزئ لفعلها تشمل:

  • الكبر والغرور الذي يدفع الشخص إلى نسف الحق والتنقيص من قيمة الآخرين.
  • الرغبة في تحطيم مكانة الآخرين وإلحاق الأذى بهم.
  • استخدام الاستهزاء والضحك على حساب آلام ومصاعب الآخرين لأغراض التسلية الشخصية.
  • التعامل بالاستهانة مع أقوال وأفعال الآخرين وسماتهم الشخصية أو طبائعهم أو أسرهم أو أصولهم، وما يتعلق بهم من جوانب.
  • الشعور بالفراغ والرغبة في الحصول على متعة على حساب استهزاء الآخرين وضحكهم.

أحاديث نبوية عن الاستهزاء والسخرية

في السنة النبوية قد ذكرنا نبيينا الكريم صلى الله عليه وسلم أحاديث تنهانا عن كل أنواع السخرية ومن ضمنها ما يلي:

  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ.. بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ؛ دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ). [أخرجه مسلم]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّم)، [أخرجه البخاري] وفي رواية أخرى: (إنَّ الرَّجُلَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ يُضحِكُ بها جُلساءَه يهوِي بها مِن أبعدَ مِن الثُّريَّا). [أخرج ابن حبان في صحيحه]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُظهِرِ الشَّماتةَ لأخيك فيرحَمْه اللهُ ويبتليك). [أخرجه الترمذي، وقال المنذري: إسناده صحيح أو حسن]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البَذيءَ). [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني]
هل هناك فرق بين الجاد والهازل في الاستهزاء بالدين مع التعليل

جديد المواضيع