نجيب خلال هذا المقال على سؤال هل القات حرام ؟، حيث أن نبات القات المشهور في اليمن وشرق إفريقيا من المواد المثيرة للجدل التي قد يختلف البعض على حكمها رغم وضوحه، فهو يسبب العديد من الأضرار وإن كان يسبب بعض النشوة أو السعادة كما يزعم متعاطيه، خلال السطور التالية نتعرف معاً على حكم تعاطي القات كما نتحدث عن أضراره لصحة الإنسان ونتعرف على معلومات وتفاصيل أكثر حول شجرة القات وأماكن تواجدها وخواصها، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
يحرم مضغ أو تخزين القات استناداً إلى قول الله تعالى :”وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ” (الأعراف:157) صدق الله العظيم، وأيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم:”لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ” حيث يسبب القات أضرار متعددة لصحة الإنسان.
قد يعتقد البعض أن القات حلال لان قليل منه لا يضر ولأنه يستخدم بالأساس كمنشط وليس كمخدر ولكن وفقاً لقول الرسول الكريم:”ما أسْكرَكثيرُهُ فقليلُهُ حرامٌ”.
حيث يبدأ القات في البداية كمنشط ولا يذهب العقل بدرجة كبيرة إلا بتعاطي كميات كبيرة منه ولكنه بمرور الوقت يصبح إدماناً ويسبب أضرار متعددة للإنسان.
كما يحرم بيع القات أو زراعته لكونه محرماً في تناوله ولكونه نبات يحمل الضرر للإنسان.
هل القات يذهب العقل
يسبب القات ارتفاع نسبة الدوبامين في الجسم وهو هرمون يسبب الإحساس بالسعادة، ولذلك يُقبل البعض على تعاطيه لأنه يعطيهم إحساساً بالنشوة.
يؤدي تعاطي القات لفترات طويلة إلى الإدمان والأعراض النفسية والجسدية السلبية.
في بداية تعاطي القات وبكميات قليلة قد لا يشعر متعاطيه بأنه يذهب العقل ولا يرى سوى أنه منشط ويمنح شعوراً بالسعادة.
يسبب تعاطي كميات كبيرة من القات ذهاب العقل حيث يؤثر على كيمياء المخ بدرجة كبيرة.
هل القات من الكبائر
نعم يعتبر القات من الكبائر مثله كمثل الخمر والمخدرات لأنه يذهب العقل ولما يسببه من أضرار على صحة الإنسان.
يسبب القات ضرر للإنسان على عدة مستويات حيث انه يذهب العقل ويذهب المال ويذهب الصحة ويذهب راحة النفس.
يعطل القات عن الصلاة حيث يحتاج تعاطيه إلى فترة طويلة من الوقت مما يدفع متعاطيه إلى التأخر عن الصلاة حتى لا يقوم بترك القات ومن المعروف أن ترك الصلاة من الكبائر.
أضرار القات
كما ذكرنا فإن القات في البداية قد لا يكون له أضرار واضحة وقد لا يشعر متعاطيه أنه يذهب العقل، حيث يمنحه تعاطيه إحساساً بالسعادة والنشاط.
مع تعاطي القات بكميات أكبر يؤثر على كيمياء المخ بما يشبه تأثير المخدرات والمُسكرات حيث لا يجعل الإنسان يتصرف بصورة طبيعية.
لا يقارن القات في إدمانه بالكحول أو التبغ ولكنه لا يزال من المواد المسببة للإدمان.
يسبب القات إدمان نفسي أكثر من كونه إدمان جسدي أو فعلي، حيث يعتاد متعاطيه على تناول القات للشعور بالسعادة أو لاعتدال حالته المزاجية.
مع إدمان القات تصبح الحالة النفسية والمزاجية للمتعاطي مرتبطة بتناول القات، حيث يسبب عدم تعاطيه لفترة أعراض انسحاب نفسية تتمثل في:
الإصابة بالأرق: نتيجة تغيرات المزاج والتغيرات في كيمياء المخ يجد متعاطي القات صعوبة في النوم عند التوقف عن تناوله لفترة.
فقدان الشهية: حيث ترتبط الشهية بالحالة المزاجية والحالة العقلية والتي تتأثر بالتوقف عن تعاطي القات.
الاكتئاب: كما ذكرنا فإن تعاطي القات يسبب إحساساً بالسعادة بسبب تحفيزه لإنتاج الدوبامين في المخ، وبالتالي فإن التوقف عن تعاطيه يسبب شعور بالاكتئاب نتيجة تعود المخ على مستوى معين من الدوبامين وانخفاضه فجأة نتيجة غياب المحفز.
السلوك العدواني: كما هو الحال في فترة انسحاب معظم المواد المخدرة فإن القات يسبب السلوك العدواني نتيجة اضطراب مزاج الشخص وتأثر حالته النفسية.
الهلوسة وجنون العظمة: قد يسبب التغيير الكبير في كيمياء المخ اضطرابات ذهانية ونفسية مثل الهلاوس وجنون العظمة.
الميول الانتحارية: قد يفكر متعاطي القات في حالة توقفه عن تعاطي المخدر في الانتحار والانتهاء من حياته التي أصبحت تعتمد على مادة لا يستطيع الحصول عليها.
كما يسبب تعاطي القات المضاعفات الجسدية الآتية:
تسارع معدل التنفس.
تسارع ضربات القلب.
اضطرابات الجهاز الهضمي.
تسوس الأسنان وتقرحات اللثة.
ارتفاع ضغط الدم.
ما هو القات
القات هو نبات مخدر ينبت في اليمن وشرق إفريقيا.
تم تصنيفه من قِبل منظمة الصحة العالمية كأحد العقارات الضارة التي تسبب الإدمان بدرجة خفيفة إلى متوسطة.
يبلغ ارتفاع شجرة القات من 1 إلى 3 امتار واوراقه يتراوح طولها بين 5 إلى 10 سم وهي شجرة دائمة الخضرة.
أغلب دول العالم تمنع بيع القات أو زراعته أو تعاطيه وتسمح به فقط بعض الدول مثل اليمن وإثيوبيا والصومال وأوغندا وكينيا وجيبوتي.
تعتبر اليمن من أشهر وأكثر الدول في العالم تعاطياً وإنتاجاً للقات حيث أنه نبات غير مرفوض في الثقافة الشعبية اليمنية كما أنه محرم عند أغلب العلماء المسلمين في مختلف أنحاء العالم أما في اليمن فقد أجاز بعض العلماء تعاطيه مما جعله ينتشر بين المواطنين اليمنيين.
بوجه عام فإن القات له أضرار كثيرة على صحة الإنسان ويؤثر على كيمياء المخ والحالة النفسية والعقلية وبالتالي فإنه من مذهبات العقل المحرمة والله أعلى وأعلم.
إلى هنا ينتهي مقال هل القات حرام ، تحدثنا خلال هذا المقال عن الحكم الفقهي لتناول مخدر القات حيث أنه من المحرمات لما يسببه من ضرر، كما تحدثنا عن أضراره بشيء من التفصيل، وأيضاً أجبنا على سؤال ما هو القات وذكرنا بعض المعلومات حول شجرة القات وأماكن زراعتها حول العالم، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم أكبر قدر من الإفادة.