مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجه

بواسطة: نشر في: 3 يوليو، 2022
مخزن

هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجه

من المعروف في الشريعة الإسلامية أن كل من الذنب والطاعة يتضاعف بالزمان والمكان الفاضلين، وهو ما يستدل عليه من الأدلة الشرعية، وهو ما يجعل المسلمين يتسائلون عما إذا كان العشر من ذي الحجة من الزمان الذي قد تتضاعف به الطاعات والذنوب، وقد ذهب أهل العلم أن السيئات والذنوب لا تتضاعف بالمكان والزمان الفاضلين من حيث العدد، وهو ما قال تعالى به في سورة الأنعام الآية 160 (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، في حين أنها تتضاعف من حيث الكيف، بمعنى أن المعصية والذنوب تكون أشد فيهن، وأعظم عند الله تعالى إثمًا، ووفقًا للسابق ذكره فإن الذنب والإثم بالعشر من ذي الحجة يضاعفه الله سبحانه من حيث الكيف، وليس من حيث العدد، والله تعالى أعلم.

هل الطاعة مضاعفة في العشر من ذي الحجة

يستدل من الأدلة الشرعية في الشريعة الإسلامية أن الله تعالى يضاعف ثواب وأجر الطاعة بالزمان والمكان الفاضلين، إذ قال حل وعلا في سورة الأنعام الآيات 160 (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، ووفقًا لذلك يقول أهل العلم أن ثواب وأجر الطاعة يضاعفه الله في العشر أيام الأولى من شهر ذي الحجة، والله جل وعلا أعلم.

هل الحسنة في العشر من ذي الحجة مضاعفة

يقول علماء الإسلام أن الله تعالى يضاعف الحسنات للعباد، كما ويتضاعف ثوابها مقدارًا وكمًا في الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وكذلك الحال في الأشهر الحرم، وقد ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى في سورة التوبة الآية 36 (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)، وقد علق الإمام القرطبي رحمة الله عليه على هذه الآية بتفسيره لها أن الله جل وعلا إن عظم أمرًا من جهة واحدة جعل له حرمة واحدة، وإن عظم شيئًا من جهات عدة تكون حرماته متعددة، وبه يضاعف العقاب والثواب، والله تعالى أعلم.

وعلى ذلك أكد الإمام ان باز وغيره من علماء الإسلام أن الحسنات تتضاعف في العشر من شهر ذي الحجة، مما يجعل من المستحب للمسلم أن يكثر من العمل الصالح من الدعاء والذكر والتضرع لله جل وعلا بالصلاة والصوم وغيرهم من العبادات، حيث إن هذه الأيام العشر من أحب الأيام عند الله تعالى، وذلك مصداقًا للحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ).

لماذا يضاعف الله الحسنات ولا يضاعف السيئات

قال علماء الإسلام أن من رحمة الله جل وعلا على عباده ولطفه لهم أن ضاعف الحسنات لهم، في حين لا يضاعف السيئات، ولعل الحكمة من ذلك لا يعلمها إلا الله سبحانه وحده، ولكن العلماء قالوا أن السبب في ذلك قد يرجع إلى تمام لطف ورحمة الله تعالى بعباده عدم حسابهم على السيئة إلا بمثلها، ولكنه حل وعلا يضاعف الحسنات لهم، وقد روى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله جل وعلا (إنَّ اللهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وإنْ هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللهُ عزَّ وجلَّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، وإنْ هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وإنْ هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللهُ سَيِّئَةً واحِدَةً).

هل الحسنات تمحو السيئات في العشر ذي الحجة

يجب على كل مسلم أن يترك الذنوب والمعصية ويتجه لطاعة الله جل وعلا، حيث ينبغي عليه الابتعاد عن السيئات وإتيان الحسنات، والعلم أن الحسنة تذهب السيئة، وهو ما قال فيه تعالى في سورة هود الآية 114 (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحسنة تذهب السيئة، وقد أخبر العلماء أن المقصود بذلك صغائر الذنوب دون كبائرها، حيث تحتاج كبائر الذنوب إلى التوبة النصوح لكي يغفرها الله تعالى لعباده.

كما أن الحقوق التي تتعلق بالعباد لا يغفرها الله إلى أن تُستحل من أصحابها، وقد ذكر أن الحسنات مناط الحديث هنا هي الخمس صلوات التي تكفر جميع الذنوب إن لم تؤت الكبائر، كما ورد أنها بقول المسلم (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، إذ أن جميع الأعمال الصالحة التي يحصل المسلم من خلال أدائها على الحسنات بالعشر الأوائل من ذي الحجة يمحو الله بعا لعباده الخطايا باستثناء الكبائر.

كما وقال بعض العلماء أن المعاصي والذنوب تبطل السيئات والأعمال تدفع الحسنات، حيث إن المسلم التقي العابد لله يجب عليه أن يكون حريص على الإكثار من الحسنات، والابتعاد عن السيئات والذنوب، والتوبة إلى الله جل وعلا توبة نصوح يغفر له الله بها جميع خطاياه وذنوبه.

ماذا يفعل من يصر على الذنب

يقصد بالإصرار على الذنب عدم وجود النية لدى العبد بالتوبة منه والاستمرار على التسويف فيها، حيث يظل يؤجل التوبة إلى أجل لاحق، لا يعلم متى سوف يأتي أجله، حيث إن المصر على المعاصي والذنوب تأنس نفسه تلك الآثام، ويخسر من نفسه مخافة الله، مما يجعله يرتكب المزيد من المعاصي والمنكرات، لذا ينبغي على كل مسلم مذنب العلم أن التوبة من الذنب إلى الله تعالى واجبة على جميع المكلفين، ومن غير الجائز إصرار العبد على الذنوب.

وذلك هو الحل لمن يصر على الذنب، حيث أمر الله جل وعلا بضرورة التوبة في سورة هود الآية 114 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، وتكون التوبة النصوح بالتوبة الجازمة الصادقة التي لا يعود المسلم لذنبه أبدًا بعدها، ويظل يجاهد نفسه ألا يرجع إلى ذلك الذنب مرة أخرى، وفي الآية الكريمة أخبر الله جل وعلا أن التوبة النصوح الصادقة تمحي الذنب وتكفر السيئات، ووعد التائبين من الذنب بفضل منه سبحانه في الجنة وأنهار تجري من تحتهم.

المراجع

هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجه

جديد المواضيع