مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من هو حامل مفتاح الكعبة

بواسطة: نشر في: 19 أغسطس، 2022
مخزن

من هو حامل مفتاح الكعبة

أن حامل مفتاح الكعبة المشرفة هم (السدنة) أو خادمين بيت الله الحرام، فقد جرت العادة أن يتم وضع مفتاح باب الكعبة المشرفة مع أكبر (السدنة) سنًّا وهو (السادن الأول).

في يومنا الحاضر لا يتم فتح باب الكعبة المشرفة إلا مرتين في كل عام، في أول أيام شهر شعبان وفي منتصف شهر ذي القعدة لتغيير ثوبها.

من هو حامل مفتاح الكعبة
قفل باب الكعبة المشرفة في يومنا الحاضر

ما هي سدانة الكعبة المشرفة

سدانة الكعبة المشرفة هي خدمتها والاهتمام بشؤونها وفتح الباب وإغلاقه.

تعرف السدانة أيضاً بالحجابة ومن يقوم بها يطلق عليهم الحجبة، لأنهم يحجبون الكعبة عن العامة.

  • منذ بناء إبراهيم الخليل عليه السلام الكعبة المشرفة كانت السدانة بيد ابنه إسماعيل عليه السلام، الذي تولى رفع القواعد من البيت مع والده إبراهيم عليهما السلام كما قال تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل).
    • واستمر إسماعيل عليه السلام بجوار بيت الله الحرام يعمل على خدمته.
    • في كتب السير والتاريخ أن السدانة انتقلت بعد ذلك إلى أبناء إسماعيل عليه السلام مدة طويلة.
  • اغتصبها منهم جيرانهم وأخوالهم (جرهم).
  • اغتصبها (خزاعة) من (جرهم).
  • استردها منهم قصي بن كلاب وهو من أبناء إسماعيل عليه السلام وهو الجد الرابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وصارت من بعده إلى ولده الأكبر عبد الدار.
    • وصارت في بني عبد الدار في الجاهلية وفي الإسلام ولم تزل السدانة في ذريته حتى انتقلت إلى
  • عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الله بن عبد العزى بن عثمان ابن عبد الدار بن قصي .
    • مات عثمان ولم ينجب، فصارت إلى ابن عمه.
  • شيبة بن عثمان ولا تزال في يد ولده حتى الآن.

سدانة الكعبة المشرفة بقول الرسول

عندما أشرقت شمس الإسلام يوم فتح مكة المكرمة، أخذ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من عثمان بن طلحة بن أبي طلحة الحجبي سادن الكعبة والمفتاح وقام بفتح بابها ودخلها بعد أن طهرها من الأصنام.

  • روى ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء إلى مكة المكرمة رفض أن يدخل البيت وفيه الأصنام، فأمر بإخراجها، فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال: (قاتلهم الله، لقد علموا ما استقسما بها قط، ثم دخل البيت، فكبر في نواحي البيت، وخرج ولم يصل فيه) رواه البخاري.
  • روى ابن عمر رضي الله عنهما قال : في عام الفتح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ناقة لأسامة بن زيد، حتى أناخ بفناء الكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة، فقال: (ائتني بالمفتاح ، فذهب إلى أمه ، فأبت أن تعطيه، فقال لها: والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي، فأعطته إياه، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه، ففتح الباب، قال: ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم، وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة، وأمر بالباب فأغلق، فلبثوا فيه مليا، ثم فتح الباب) رواه البخاري .
  • أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح إلى عثمان بن طلحة بعد أن خرج من الكعبة المشرفة، وقال:
    • خذوها (السدانة) يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا يظلمكموه إلا كافر.
  • قد جرت العادة أن يتم وضع مفتاح باب الكعبة المشرفة مع أكبر السدنة سنًّا وهو (السادن الأول).
  • عند فتح الكعبة المشرفة يخبر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم، بوقت كافي ليتمكنوا من الحضور جميعًا أو بعضهم للاهتمام بها وغسلها.

قفل ومفتاح الكعبة المشرفة

حيث أن لا أحد يعلم بالتحديد متى تم عمل باب للكعبة، إذاً لا أحد يدري متى كان أول قفل ومفتاح للكعبة المشرفة.

وإذا نظرنا إلى ما وصلنا إليه من معلومات تاريخية على مر التاريخ عن أقفال ومفاتيح الكعبة المشرفة.

من هو حامل مفتاح الكعبة
مفتاح لقفل باب الكعبة المشرفة من العصر العباسي الذي يرجع تاريخه تقريبا لسنة 600هـ و 1200م
  • بدايةً من العصر العباسي والمملوكي والعثماني، نجد أن الخلفاء والسلاطين في هذه العصور كانوا يرسلون هذه الأقفال والمفاتيح كهدية للتشريف باستخدامها في باب الكعبة المشرفة، أثناء ترميم الكعبة أو في بعض المناسبات.
  • وهذا دليل على أن هذه المفاتيح لم تكن مجرد وسيلة للقفل والفتح فقط، بل كانت تحمل فكرة الرعاية والعناية والحرص والاهتمام الشديد بكل ما يتعلق ببيت الله الحرام.
  • من الملاحظ أن اهتمام وحرص الحكام على هذا الشرف راجع إلى رغبتهم في إظهار نفوذهم السياسي، أكثر مما يرجع إلى العقيدة بخدمة بيت الله الحرام.
  • لذلك صار هناك مفهومًا أن المسؤول عن رعاية خدمات بيت الله الحرام وقبر الرسول الكريم هو المسؤول عن رعاية أمور الإسلام والمسلمين.
  • لذلك وجدت أقفال للكعبة المشرفة ومفاتيح لتلك الأقفال، وتعددت الأقفال والمفاتيح بتعدد الخلفاء والسلاطين، سعياً خلف تأكيد السيادة، ليس لأن الكعبة كانت تحتاج إلى كل تلك الأقفال ومفاتيحها.
من هو حامل مفتاح الكعبة
قفل ومفتاح لباب الكعبة المشرفة من العصر المملوكي الذي يرجع تاريخه تقريبا لسنة 900هـ و 1500م

دراسة حول قفل ومفتاح الكعبة المشرفة

قام أحد الباحثين بدراسة المفاتيح والأقفال ونماذجها المختلفة المحفوظة في (متحف طوب قابي) في استانبول، قائلا:

من هو حامل مفتاح الكعبة
جزء من أقدم قفل لباب الكعبة المشرفة الذي يرجع تاريخه تقريبا إلى ما بين سنة 200 إلى 300 من الهجرة
  • أن أقدم قفل تم العثور عليه هو قفل من العصر العباسي الأول، وهو مصنوع من الخشب، على هيئة جسر، وعليه كتابات مكونة من القصدير والرصاص.
    • يعتبر من أقدم قفل لباب الكعبة عثر عليه في القرن الثاني أو الثالث الهجري.
  • قال أن المفاتيح والأقفال في العصر العباسي صنعت من الحديد، والكتابات التي كتبت على الأقفال والمفاتيح مكتوبة بالذهب أو الفضة بطريقة معينة.
  • في العصر المملوكي : حظيت الأقفال والمفاتيح بعناية كبيرة في صناعتها، وتميزت بالزخارف الكتابية بالفضة مما يكشف عن المهارة الفائقة في تنفيذ الخطوط والحروف.
  • في العصر العثماني وقبل انتقال الخلافة العثمانيين كان أول من أرسل قفلاً إلى الكعبة هو (السلطان بايزيد الثاني) وهو موجود حتى الآن بين مجموعة السلطان في متحف طوب قابي، وقد تمت صناعتهم من الحديد وعليهم كتابات بالذهب، تتضمن آيات من القرآن الكريم واسم السلطان واسم الصانع.
  • آخر قفل ومفتاح لباب الكعبة المشرفة في العصر العثماني، أمر بصناعتهم السلطان عبد الحميد خان في سنة 1887م، واستمر وجود القفل والمفتاح على باب الكعبة حتى العهد السعودي المزدهر.
  • في سنة 1976م صدر أمر (الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود) رحمه الله، باستبدال باب الكعبة المشرفة والفقل والمفتاح تباعاً للباب، وهو الموجود للكعبة المشرفة في وقتنا الحالي ولم يتم استبداله حتى الآن.
  • تمت صناعة القفل والمفتاح الجديد بنفس مواصفات أخر قفل ومفتاح بما يتناسب مع التصميم الأخير للباب.
من هو حامل مفتاح الكعبة
قفل ومفتاح لباب الكعبة المشرفة من عهد السلطان أحمد الأول الذي يرجع تاريخه لسنة 1023هـ و 1614م
من هو حامل مفتاح الكعبة
قفل ومفتاح لباب الكعبة المشرفة من العصر العثماني الذي يرجع تاريخه لسنة 1056هـ و 1646م

وصف قفل ومفتاح الكعبة المشرفة

مواصفات القفل الجديد ومفتاحه صنع بنفس مواصفات القفل القديم من عهد السلطان عبد الحميد خان سنة 1887م.

لذلك نعتمد على وصف المؤرخ محمد طاهر كردي للقفل والمفتاح القديم كما شاهده وعاينه بنفسه.

فقد ذكر في كتابه التاريخ القويم أنه في سنة 1954م صعد إلى باب الكعبة المشرفة، للتحقق من القفل والمفتاح الموجودين على باب الكعبة المشرفة ووصَفَهما كالتالي :

  • القفل من الحديد وهو طويل ومضلع بستة أضلاع وطوله 38سم.
  • عرض كل ضلع من أضلاعه الستة 3سم، فيصبح محيط أضلاعه 18سم.
  • في كل ضلع من أضلاعه الستة قطعة رقيقة من النحاس الأصفر، طولها حوالي 8 سم وعرضها حوالي 2 سم، مكتوب بالحفر في كل منها بالخط الثلث الرائع ما يأتي:
    1. لا إله إلا الله محمد رسول الله.
    2. نصر من الله وفتح قريب.
    3. إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا.
    4. أمر بهذا القفل الشريف مولانا السلطان المعظم.
    5. والخاقان الأفخم السلطان الغازي عبد الحميد خان.
    6. خلد الله ملكه إلى منتهى الدوران .
  • المفتاح طوله حوالي 40 سم يشبه يد الهاون من طرفيه وما بينهما كغلظ الأصبع الصغير (البنصر).
  • رأس المفتاح مشقوق ثلاثة شقوق متساوية وهي دائرية قطرها 3.5 سم وسمكها 1 سم.
من هو حامل مفتاح الكعبة

جديد المواضيع