من بين التساؤلات التي تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية بشكل متكرر حول كسوة الكعبة هو؛ متى يتم تغيير كسوة الكعبة؟ وما هي مراسم تغيير كسوة الكعبة؟ بالإضافة إلى المزيد من التساؤلات الدينية الإسلامية الأخرى التي تدور عن كسوة الكعبة، والتي سوف نقوم بالإجابة عليها من خلال هذا المحتوى الذي نقدمه لك عزيزي القارئ من خلال مخزن.
فمن الجدير بالذكر أن كسوة الكعبة تتغير مرة واحدة فقط في السنة، ولا سيما في موسم الحجوقبل بداية يوم عرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة عقب صلاة الفجر، وخلال أداء المسلمين لفريضة الحج.
فتغيير كسوة الكعبة سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قام في حجة الوداع بتغير كسوة الكعبة، وكان تغير نفقتها من بيت مال المسلمين، ومن ثم سار على نهجه الصحابة الكرام من بعده.
وفي حقيقة الأمر أن موعد تغيير كسوة الكعبة تم تغييره في هذا العام، حيث كان في غرة شهر محرم من عام 1444 هجرية.
فلقد أعلن الشيخ عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية أن كسوة الكعبة المشرفة ستشهد تغييرًا كبيرًا ومهيبًا في هذا العام، وبناء على ذلك تم استبدالها باليوم الأول من شهر محرم الحرام بدلًا من شهر ذي الحجة.
مراسم تغيير كسوة الكعبة
أما عن مراسم تغيير كسوة الكعبة فتبدأ قبل يوم عرفة بعد الانتهاء من أداء صلاة العصر استعدادًا لاستقبال الحجاج.
حيث يقوم الفنيون بوضع الكسوة الجديدة التي تتكون من أربعة جوانب مفرقة عن بعضها البعض وستارة الباب، حيث يتم ذلك من خلال السلم الكهربائي.
ومن بين هذه المراسم تبدأ مرحلة تثبيت القطع في 47 عروة موجودة على سطح الكعبة، ومن ثم يتم فك حبال الثوب القديم لوضعه تحت الثوب الجديد لكي لا تترك الكعبة مكشوفة، ويتم تطبيق هذه العملية أربع مرات لتثبيت الثوب.
وبعد الانتهاء من المراحل السابقة يتم تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة التي تحمل عبارات من قبل خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى أربع قطع منقوش عليها آية من القرآن الكريم وهي (قل هو الله أحد الله الصمد) التي تكون على أركان الكعبة.
ألوان كسوة الكعبة
تحتوي كسوة الكعبة على لونين فقط وهما اللون الأسود واللون الذهبي، والجدير بالذكر أنها مصنوعة من القماش الأسود الحريري، المنقوش عليه آيات من القرآن الكريم مكتوبة بماء الذهب عيار أربعة وعشرين قيراطاً.
ولعلنا نقوم من هنا بالإجابة عن أبرز التساؤلات التي تتداول حول لون ستار الكعبة، ولماذا كسيت بهذا اللون؟ وفي حقيقة الأمر أن الكعبة قديمًا، وعلى مرّ العصور كانت تُكسى بجميع الألوان، وهذا ما ورد عن ابن حجر، فكسيت باللون الأبيض والأخضر والأصفر، وأما الثوب الأسود لم يُحدّد من الشرع، ولكن قيل إنها ظلت تكسى بهذا اللّون بعد أن كساها النّاصر العباسيّ ديباجًا أسودًا.
ما هي أبعاد كسوة الكعبة
إن كسوة الكعبة المشرفة الجديدة تصل قيمتها إلى أكثر من خمسة وعشرين مليار ريال سعودي، أي 6.66 مليون دولار أمريكي تقريبًا.
ويمكننا القول هنا أن أغلى ثوب في العالم هو كسوة الكعبة الشريفة، لأنه مصنوع من أغلى أنواع الخيوط، وهو خيط الحرير الأسود، الذي يتجاوز وزنه الستمئة وسبعين كيلو جرام.
بالإضافة إلى الآيات القرآنية المدونة عليها بماء الذهب عيار أربعة وعشرين قيراطاً، وأسلاك من الفضة يصل وزنها عن المئة كيلو جرام.
وبالنسبة إلى أبعاد كسوة الكعبة من حيث الطول والعرض، فيصل طولها إلى سبعة وأربعين مترًا، كما أنها تتكون من ست عشرة قطعة مربعة، بارتفاع أربع عشرة متراً.
وكسوة الكعبة تحتوي على حزام خاص به بالثلث الأعلى منها الذي يصل عرضه إلى خمسة وتسعين سنتيمترًا.
ما اسم ستار الكعبة
من بين التساؤلات التي تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية بشأن الكعبة الشريفة وكسوتها، هو سؤال؛ ما هو اسم ستار الكعبة؟ فمن الجدير بالذكر أن ستار أو كسوة الكعبة يطلق عليها العديد من المُسميات: كسوة، ستار، راما، لمار، غطاء الكعبة، سدين، ريتاج.
أول من لبس الكعبة
في حقيقة الأمر أن الروايات حول أول من كسا الكعبة الشريفة تعدد، وتباينت على مر العصور، ولعلنا نذكر من خلال النقاط التالية أصح الروايات في هذا الأمر.
ذهب مجموعة من العلماء إلى أن أوَّل من كساها هو سيِّدنا إسماعيل -عليه السلام-، حيث قال ابن جريج: (إنَّ تبعًا يدعى أسعد الحميري هو أوَّل من كسى الكعبة كسوةً كاملةً بالأنطاع ثمَّ الوصائل، وجعل لها بابًا، وأُسدل عليها وسُترت)
وقيل أيضا أن أول من كسا الكعبة المشرفة هو عدنان هو أول من كساها، أو كُسيت في زمنه.
وقيل عن شعيب الأرناؤوط عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بإسنادٍ ضعيفٍ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبِّ أسعَدَ الحِمْيَريِّ، قال: هو أوَّلُ مَن كسا البيتَ)، وكُسيت الكعبة بالديباج لأوَّل مرَّةٍ من قِبل الحجاج الثقفي.
من المسؤول عن تغيير كسوة الكعبة
في وقتنا الحالي يتولى مسؤولية تغيير كسوة الكعبة في الوقت الحالي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بالمملكة العربية السعودية.
فهي الجهة الرسمية المسؤولة عن تصنيع وتغيير كسوة الكعبة، مما أقامت مصنعا خاصاً بصناعة كسوة الكعبة في مكة المكرمة بمنطقة أم الجود.
حيث يشارك في تغيير كسوة الكعبة أكثر من 150 فنيًا تحت إشراف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور عبد الرحمن السديس.
والجدير بالذكر أن عدد من شارك في تصميم وصناعة كسوة الكعبة قد يصل إلى مئتي عامل، وخمسين مشرفاً على مدار العام.
من يحضر غسل الكعبة
لقد ذكرنا في مقدمة هذا المحتوى أن كسوة الكعبة يتم تغيرها مرة واحدة في العام وتحديدا في موسم الحج، وقبل بداية يوم عرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة عقب صلاة الفجر، ولكن بالنسبة إلى غسل الكعبة، فسوف نتناول المزيد من التفاصيل عنه من خلال السطور القادمة.
يحضر غسل الكعبة المشرفة أمير مكة المكرمة ونائب شؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، بالإضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالمملكة العربية السعودية.
إن الكعبة الشريفة تغسل مرتين في العام الواحد، المرة الأولى في شهر محرم، والمرة الثانية تتم غرة شعبان استعدادا لاستقبال المعتمرين.
والجدير بالذكر أن الكعبة تغسل منذ عهد مؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود.
ويستخدم في غسلها زمزم، وماء الورد، ودهن العود، وتغسل أيضا الجدران الأربعة والأرضية، وبعد ذلك يتم تجهيز مناشف لمسح جدران الكعبة.
وعادة ما تتراوح مدة غسل الكعبة من ساعة إلى ساعتين، حيث يتم غسلها بأكثر من 50 لتراً من مياه زمزم و50 تولة من مياه الورد.
سبب وجود كسوة الكعبة
بنيت الكعبة المشرفة على يد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، ومنذ ذلك الوقت وهي تغطى، ولكن مع دخول الإسلام استمر المسلمون في المحافظة على كسوتها، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما فتح مكة المكرمة بالعام التاسع من الهجرة قام بكسوتها خلال حجة الوداع بثوب اليمانية الذي تم الإنفاق عليه من بيت مال المسلمين، ومنذ ذلك الوقت أصبحت كسوة الكعبة من أهم شعائر المسلمين.
سبب رفع كسوة الكعبة سنويا قبل موسم الحج
يتم تغيير كسوة الكعبة سنويا قبل بدء موسم الحج للمحافظة عليها من القص أو القطع، فالكثير من الحجاج يقومون بقطع أجزاء منها متعمدين للاحتفاظ بها.
ماذا يفعل بثوب الكعبة القديم
قد يكون مصيرها هو إهداؤها لأحد البلدان، أو وضعها بالمتاحف، ولكن مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ عليها من التلف، وفي زمن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يبيعونها في الغالب لإنفاق ثمنها في سبيل الله، أو قسمتها فيما بينهم، وكانوا أيضا يقسمونها على حجاج بيت الله الحرام كما كان يفعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
تكلفة كسوة الكعب
تعتبر كسوة الكعبة من أغلى الثياب في العالم، حيث تتراوح تكلفة الكعبة ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين مليون ريال سعودي فيما يعادل 6.66 مليون دولار أمريكي تقريبًا.
