ابحث عن أي موضوع يهمك
تعرفوا معنا في مخزن على إجابة سؤال من صاد حيوانا و لكن الحيوان لم يمت فإن الواجب على الصائد وهو أمر يجب أن يتم الجواب عنه من خلال الاستناد إلى نصوص الشريعة الإسلامية، حيث إن الله سبحانه وتعالى قد أباح عملية الصيد للمسلم على أن يتم ذلك وفق ضوابط وحدود شرعية حددها في قرآنه الكريم وما إن تمت مخالفة تلك القواعد في الصيد فإنه يكون محرم ويأثم فاعله، أما عمن يصطاد حيواناً ولكنه لم يمت فإن الصائد عليه أن (يذكيه الذكاة الشرعية).
إن الصيد يعد أحد الممارسات والأنشطة التي كان يمارسها الإنسان منذ القدم حيث كان يعتمد عليها بشكل رئيسي في الحصول على غذائه من اللحوم، والاستفادة من جلود الحيوانات في تصنيع الملابس، وفي الصيد يتم الاعتماد على أنواع مختلفة من الأدوات كانت بدايتها هي العصي والحجارة، ثم بدأ الإنسان في استخدام السهام والأقواس، ومع الوقت وعلى مر الأعوام تطورت أدوات الصيد حتى أصبح يتم استخدام الأسلحة النارية، وعادةً ما يتم صيد الأسماك والطيور والحيوانات البرية.
الذكاة باللغة هي مصدر الفعل (ذكّى يُذكّي تذكيةً)، وأصلها باللغة إكمال الشيء، إذ يقال تذكية النار أي (إيقادها وإشعالها)، بينما تذكية الحيوانات فهي القيام بذبحها خلال حياتها وفي لك يقال ذكى الشاع أي قام بذبحها تماماً حتى يصبح من الجائز له أكلها، وهو ما ورد في كتاب الله تعالى بسورة المائدة الآية 3 (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ).
أما ما ورد في تعريف التذكية بالاصطلاح فهي عملية ذبح الحيوان ذبحاً تاماً يجعل من أكل لحمه أمراً مباحاً، من خلال قطع حلقوم ومريء الحيوان، وإن تعذر قطع حلقومه، ومريئه يتم عقره، والأصل في جميع ما هو مباح أكله من حيوانات أن يتم تذكيته التذكية الشرعية، وهي واجبة بحق الحيوان الذي يؤكل، وهو ما ثبت في مختلف مصادر الشريعة الإسلامية من قرآن كريم وسنة نبوية وما ورد من إجماع الفقهاء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بإباحة أكل ميتة البحر (هوَ الطَّهورُ ماؤُهُ الحلُّ ميتتُهُ).
هناك مجموعة من الآداب التي يجب على الصائد المسلم المذكي مراعاتها في حالة تذكيته للحيوان، ومن تلك الآداب التي يجدر الالتزام بها ما يلي:
- أن يكون من يقوم بالذبح مسلمًا؛ أو كتابيًا ذلك لو كان رجلاً أو امرأة، أو كان فاسقًا فسقًا لا يتبعه الكفر، وهو ما قال فيه الله تعالى في سورة المائدة الآية 5 (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ).
- أن يقصد المذكي لتذكية، وهو ما يقصد منه أن يكون عاقلًا مميزًا لما يفعله ويقوم به، وهو ما قال فيه الله تعالى في سورة المائدة الآية 3 (إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ).
- ألا تكون الذبيحة لأحد غير الله تعالى، بحيث لا للأصنام أو للأوثان، وما إلى نحو ذلك مما يقوم به أهل الشرك، إذ قال الله تعالى في سورة المائدة الآية 3 (وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ).
- التسمية على الذبيحة وقت ذبحها، وهو ما ورد في قول الله سبحانه في سورة الأنعام الآية 118 (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ)، وهو ما ورد كذلك في قول الله جل وعلا في سورة الأنعام الآية 121 (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)، وهو ما كان يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أن يسيل الدم بكثرة وبقوة حين ذبح الحيوان، حيث إن كان الحيوان مقدورًا عليه ومن الممكن إحضاره من أجل الذبح يجب حينها أن يتم الذبح بموضع محدد وهو الرقبة إذ يقطع كل من المريء والحلقوم والودجين،بينما إن كان غير مقدور على الحيوان مثل أن يكون شاردًا، أو واقعًا ببئر أو مكان من غير الممكن به الوصول لرقبته لكي يتم ذبحه يكفي بالحالة تلك إنهار وإسالة الدم منه بأي موضع في بدنه إلى أن يموت.
- أن تتم التذكية بمحدد؛ مثل سكين أو حجر وما إلى نحو ذلك من أدوات حادة، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: (ما أَنْهَرَ الدمَّ وُذكِرَ اسمُ اللهِ عليه فكلوا، ما لم يكنْ سنًّا، أو ظُفْرًا).
تم تعريف الصيد بأنه عملية قتل حيوان مما أحل الله تعالى صيده ومن غير المقدور أن يتم ذبحه من خلال جرحه بأي موضع ببدنه، وهو ما يرجع لأسباب عدة منها تيسير الأمر على الناس فيما يتناولونه من طعام، وتوفير الرزق الواسع لهم، وسوف نوضح في النقاط التالية الشروط التي يجب أن تتوافر في عملية الصيد حتى تكون حلالاً وتمت في إطار شرعي:
- الحرص على تعيين الصيد حين القيام بالاصطياد.
- قصد رمي الجارح وإرساله على الصيد .
- ينبغي أن يكون الصائد مسلماً عاقلاً مميزاً أو كتابياً.
- يتعين التسمية حين إطلاق الجارح أو رمي الصيد.
هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر حين يتم صيد أحد أنواع الحيوانات الجارحة، تلك الشروط هي:
- أن يتم جرح الصيد.
- يشترط أن يكون الحيوان الجارح معلماً.
- أن لا يشارك الحيوان الجارح بالصيد جارح آخر.
أورد الله جل وعلا في كتابه الحكيم في سورة المائدة الآية 96 (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) عدد من الشروط التي تتعلق بكل من الصائد والحيوان المصيد، إذ وضع الإسلام عدد من الحالات من غير الجائز أن يتم الصيد بها، تلك الحالات هي:
- إذا كان الحيوان مملوكاً للغير.
- يحرم الصيد إذا ما حدث للمصيد ضرر نتيجة له.
- مقدرة الشخص على تذكية الحيوان المرغوب في اصطياده.
- حرم الله تعالى الصيد في كل من مكة الكرمة وكذلك المدينة المنورة.
- إن كان من يرغب في القيام بالصيد محرماً سواء بالحج أو العمرة ، ولكن من الجائز صيد البحر في حين المنوط بالتحريم هو صيد البر.
يعود النفع من الالتزام بقواعد وآداب التذكية الشرعية على المسلم في كل من الأمور الدينية والدنيوية، أما الدينية فهي امتثال لأوامر الله وطاعته وإظهار العبودية له سبحانه وتعالى، أما الدنيوية فإنها تطييب للحيوان وتخليصه من الضار من الفضلات من خلال إخراج الدم الفاسد عن بدنه وتمييزه عن المحرم أكله من الميتة، كما إنه في الالتزام بآداب التزكية الشرعية وقواعدها إحسان للحيوان يؤجر ويثاب العبد عليه.
وبذلك نكون قد تعرفنا في مخزن أنه من صاد حيوانا و لكن الحيوان لم يمت فإن الواجب على الصائد أن يقوم بتذكية ذلك الحيوان التذكية الشرعية كما ورد في مصادر الشريعة الإسلامية من أدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية وبإجماع الفقهاء.