ابحث عن أي موضوع يهمك
أول من كسى الكعبة باللون الأسود هم العباسيون وبالتحديد الخليفة الناصر العباسي الذي كان من أواخر خلفاء العباسيين بعد انحسار دولتهم.
أول الأنبياء الذين ساهموا في كساء الكعبة المشرفة للمرة الأولى هو نبي الله إسماعيل عليه السلام، وكان ذلك بأمر من نبي الله إبراهيم عليه السلام، حيث ورد في القرآن الكريم دعاؤهما ورفعهما للقواعد، والجدير بالذكر أنهم أعطوا اهتمام كبير في كساء الكعبة المشرفة، إلا أن التاريخ كان صفحة بيضاء غير معروف بها شيء فيما يختص بالكسوة حتى يعود إلى عهد عدنان، حيث جاءت رواية مثل الرواية عن إسماعيل أن عدنان أول من كسا الكعبة.
في موسم الحج يتم رفع الكساء حتى لا يقوموا بعض الحجاج بقطع الثوب، يقوم بعض الحجاج بتقطيع الثوب أملا أن ينالوا البركة، أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود أمر بتشييد مصنع أم القرى وهو مصنع خاص بصناعة الكسوة وتم تشييده في عام 1346 هجريا – 1926 ميلاديا، ثم أصدر مرسوم بعد ذلك بتجديد المصنع، واستمر إنتاجه حتى قام بافتتاح مقر آخر جديد في أم الجود، ويتكون المصنع من ستة أقسام هي: ( النسيج الآلي، النسيج اليدوي، الحزام، الستارة الداخلية، الصباغة، الطباعة)، ولطراز مدار الكعبة وهذا الطراز للأرض تقريبا 20 ذراعا، وعرض الطراز مكتوبا بالفضة مذهبا.
تم تغيير الكسوة الخارجية للكعبة في 9 ذي الحجة وهو يوم عرفة، وهي تتكون من مواد خام منها: (أسلاك الفضة والذهب، القطن، الحرير)، يوجد في الثلث الأعلى من الكسوة للحزام الذي يبلغ عرضه 95 سم، وطوله يبلغ 47 مترا، ويبلغ ارتفاع ذلك الثوب 14 مترا، والمكون من 16 قطعة من زخارف إسلامية ، وأيضا يوجد تحت الحزام آيات قرآنية، وذلك الحزام مطرز بشكل بارز بأسلاك مطلية من الذهب والفضة وتحيط الكعبة بأكملها، ويطلق عليها البرقع وهي معمولة بعرض 3 أمتار ونصف، وارتفاع 7 متر ونصف.
لا يجوز تعرية الكعبة المشرفة، حيث من المعروف من القدم هو الحرص على الحفاظ على كسوة الكعبة المشرفة لأن الكعبة من أطهر بقاع الأرض، حتى وجب ستر الكعبة بالديباج في ذكر الحافظ فتح إجماع المسلمين، حيث إنه كان يتم توزيع هذه الكسوة على المحتاجين بعد أن أقسم عثمان بن شيبة على ما سقط من الكعبة إلا وكان للمحتاجين والفقراء، ويرجع سبب عدم الكشف عن الكعبة إلى الآتي:
ترفع أستار الكعبة المشرفة ببدء مواسم الحج، وذلك يكون بعد منتصف شهر ذي القعدة، والجدير بالذكر أن رفع الأستار لا يوجد له أي علاقة دينية، حيث يقوم المشرفين على هيئة الحرم برفع 3 أمتار من الجزء السفلي للستار وذلك للأسباب الآتية:
إن للكعبة المشرفة مكانة حتى في الجاهلية قبل انتشار الإسلام، حيث كانت القبائل العربية في فترة الجاهلية يتجمعوا حول الكعبة لحل النزاعات فيما بينهم أو لإتمام مراسم الحج، وكانت تتعرض كسوة الكعبة آنذاك لعوامل الطقس فكان يتغير باستمرار، على الرغم أن أول قطعة لكسوة الكعبة كانت من اليمن إلا أن أول قطعة تم صنعها بشكل خاص كانت في مصر.
على الرغم من أن القماش الذي صنع منه كسوة الكعبة اليمنية كان على جودة عالية، ولكن القماش القباطي المصري جودته أعلى من القماش اليمني، وهو من أجود أنواع الأقمشة التي تم كساء الكعبة بها، وتم صناعته بشكل خاص في عهد الدولة العباسية، ويتم تغييره تبعا لتوافر الأقمشة فمن الممكن تغيره ثلاث مرات أو مرتين في السنة، ولكن في الوقت الحالي يتم تغييره مرة واحدة، وعلى ستار الكعبة مكتوب آيات قرآنية بشكل بارز، حيث تم تطريز الشهادتين والتسابيح وسبحان الله وبحمده، ومن الآيات القرآنية المكتوبة على كسوة الكعبة المشرفة:
يقول تعالى: “وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا” (الإسراء:80)
يقول تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر:53)
كانت الكعبة المشرفة في السابق تكسى بألوان متعددة، حتى قام الخليفة ناصر العباسي بكساءها باللون الأسود، ولا يعود لون الكساء الأسود إلى الشرع، ولكن اللون الأسود هو المتعارف عليه في الوقت الحالي ومن قبل، فقد قال الحافظ بن حجر في أخبار مكة أن الكعبة كانت تكسى بالألوان التالية (الأسود، الأبيض، الأصفر، الأخضر)، يستخدم جميع الألوان في الإسلام بشكل عام، حتى جاء الخليفة العباسي الذي اعتمد الديباج الأسود فاستمر حتى الآن.
تكسى الكعبة بأفضل أنواع الأقمشة التي ترسل إلى مصانع خاصة في بلدان أخرى مثل: مصر، العراق، مكة، ويتم أيضا تعطيرها بافضل وأجود أنواع العطور، ومن الممكن أن تكسى بنسيج الأنطاع، أول مرة يتم كساء الكعبة من الحرير كان من خلال امرأة تسمي نتيلة وكانت من بني عامر، وأيضا كسيت من ثياب رقيقة بيضاء صنعت في مصر، ودائما ما تكسى الكعبة من أجود أنواع المواد فاخرة ومنها: (الأنماط، الكرار، الوبر، الخز الأصفر، الخز الأخضر).
يتم استبدال الكسوة القديمة بأخرى من قبل الهيئة المسؤولة عن الكعبة، ويكون ذلك في يوم عرفة وتتم صناعة الكسوة بأجود، وأفخر أنواع الحرير الأسود، أعلنت أحد المصادر في المملكة العربية السعودية أن سعر كسوة الكعبة المشرفة تعتبر أعلى كسوة في العالم، حيث يبلغ سعر قطعة القماش الواحدة تكلفة 55 مليون دولار، ولذلك تحرص الهيئات المسؤولة عن الكعبة المشرفة بالاعتناء بكسوة الكعبة، حيث يتم غزلها بالخيوط المصنوعة من الحرير الذي يصل إلى 850 كيلو جرام، ويتم استيراد الخيوط من إيطاليا لتميزها بجوة عالية وأيضا نعومة ومرونة.
قامت وزارة العدل بإصدار قانون للقضاء السعودي يقوم بتحريم بيع أو شراء أي قطعة من كسوة الكعبة باعتبار تلك بدعة محرمة، وأعلن القضاء السعودي أيضا أن الكسوة القديمة بعد أن يتم تجديدها تقوم الجهات المختصة بوضعها في المستودعات ما لم يطلبها أحد المسؤولين للجهات العليا، وأمر بيع الكسوة هو أمر منكر ويرجع ذلك لعدم وجود أدلة تقبل باستلام الحجر الأسود وما إلى ذلك من البدع المحرمة.